Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

امرأة من خط الاستواء

بلغتِ الاربعينْ
وزدتِ اخضراراً كشجرة الزيتونْ
وامتدت اغصانكِ الى ابعد ما يكونْ
والقلب فيكِ ينزف الحنينْ
فمنذ أن لاقيتكِ وانتِ في العشرينْ
لم يتغير فيك شيء مبينْ
فالفم لا زال رماني الطعم واللونِ
والعينان عميقتان بحجم الكونِ
والجسد مرمري التكوينْ
والشعر متمرد على اكتافيْ
فلا أكتفي ولا تكتفينْ
اذا كانت المرأة في العشرينْ
باقة من ياسمينْ
فأن عمرها في الاربعينْ




جزيرة من رياحينْ
كل بقعة فيها كنز دفينْ
فعمر الاربعين في عرف العاشقينْ
تفعيلٌ لماضي السنينْ
ودحضٌ لنظريات الاسبقينْ
+ + +
دخلتِ الاربعينْ
ولا زلتِ عرش اجفاني تعتلينْ
وعيناي امبراطوريتانِ
لا يغيب عنهما جمالك الثمينْ
صحيح أنك اكتسبت القليل من الوزنِ
وان الحياة رسمت على وجهكِ لوحة من الحزنِ
فكوني على يقينْ
إن جمال المرأة أحيانا
يتلألأ في الوجه الحزينْ
والمدهش في وجهك الخجولْ


أنه ثلاثي الفصولْ
لا خريف يطرق باب الدخولْ
+ + +
لا تقصي شعركِ
فأنا معتاد أن ارى وجهك الجميلْ
في الشعر الطويلْ
فالسعفات تجمل وجه النخيلْ
وامتداد خيوط الشمس الحمراءْ
سرّ جمال الاصيلْ
يعجبني فيك هذا القد المتسلطْ
عندما يرتدي قميص البحر المتوسطْ
يعجبني ايقاع حذائك العالي
عندما تمشين أو ترقصينْ
+ + +
طرقتِ الاربعينْ
ولم تتوقفي عن قرع الاجراسْ
والكأس بالكاس


وأني كما كنت من قبل
احملك في النبضات والانفاسْ
فلماذا تجهلينْ
وانتِ تقرأين
مذكراتِ زلازل الاحساسْ
لا اردّ لك أمرا
كل ليلة اثناء العشاءْ
تقدم شفتاك لي الخمرا
فاسكر سكرا
وتقلبني عيناكِ جمرا
فأكتب الشعرا
لا زلتِ صاحبة المفاجآتْ
لا تواجهينني بجيش نظامي
انما بأسلوب حرب العصاباتْ
ولا زلت تخترقين في جوفي الفضاءاتْ
كصاروخ عابر للقاراتْ
+ + +


اعذرك على نرجسيتكِ
فأن جميع النساء اجتمعن فيكِ
نعم ، اجتمعن في واحدهْ
+ + +
وانتِ في الاربعينْ
لا زلتِ تدخلين غرفتي في الظلمهْ
بهدوء الغيمهْ
واشعاعات النجمهْ
وتفتحين في روحي نافذتينْ
تدخلين من الاولى كالنسمهْ
وتخرجين من الثانيةِ كالزوبعهْ
فتفقد بوصلتي الاتجاهات الاربعهْ
+ + +
وصلتِ الاربعينْ
وفي داخلي يتزلزل طموحْ
ان ارسمك بوضوحْ
فكم اخفقتُ وهاجمني الهذيانْ


واستعصى عليّ قراءة الالوانْ
فمرة كنت زرقاء كالبحرِ
أو خضراء كالغابهْ
أو بيضاء كالسحابهْ
ومرة انتشارية كالعطرِ
أو متقوقعة كالصخرِ
ومرة كنت كتابا كاملا للعمرِ
ومرة كلمة تتأرجح ما بين السطر والسطرِ
ومرة كنت تسالمينني كسكان قارة اطلانتسْ
ومرة تهاجمينني كقبائل الهنود الحمرِ
+ + +
حضنتِ الاربعينْ
ولا زلتِ كالرمح في لحمي تتغلغلينْ
واتسائل بين الحين والحينْ
كيف يتحول حبك الوفي الامينْ
من قطرة ، الى موجة شريرهْ
ومن سكون ، الى عاصفة خطيرهْ


ولكنني مقتنع رغم التقلباتِ
انك نبض حياتيِ
والأميرة الأميرهْ
+ + +
في ميلادِك الأربعينْ
هرب الماء من جوف الارض وانفجرْ
ونما الاسفنج في قلب الحجرْ
ورأيت قدميّ من غير وعيٍ
ترقص رقصة الغجرْ
وشعرتْ انكِ تتشعبين في اوردتي كالشجرْ
فأنت ايتها الحسناءْ
سوف تبقين دائما خضراءْ
لانكِ امرأة من خط الاستواءْ
ورغم دخولك الأربعينْ
لكنك لا زلت في العشرينْ




نينوس نيراري
ايار – 2- 2009
Shamshi_adad1@yahoo.com Opinions