امكم تناديكم ايها اللاعبون الاشاوس
من الطبيعي أن تكون الضغوطات النفسية كبيرة في تأثيراتها على العطاءات الجديدة عندما يحقق أي فريق إنجازاً تاريخياً كبيراً كبطولة أمم آسيا التي نالها الفريق العراقي عن كل جدارة وإستحقاق منتصف عام 2007 ، ومن الطبيعي أيضاً في بعض الأحيان أن يتخبَّط َحتى الإداريين ، أو المسؤولين الرياضيين أو الإتحاد المركزي لكرة القدم في إتخاذ القرارات الصائبة من أجل ديمومة هذا الإنجاز العراقي الكبير لإحساسهم الواعي وغير الواعي بعمق وأهمية الموقف الذي يواجهه الجميع ، خاصة ونحن في أسوأ الظروف الحيــــــــــاتية التي يمر بها البلد العزيز ..
وبالتأكيد أن الفرق الآسيوية الأُخرى القوية والتي يشار لها بالبنان في كرة القدم كاليابان وكوريا الجنوبية وإيران والصين واستراليا المنـْظـَمـَّة حديثاً الى القائمة الآسيوية بكل قوة أيضاً .. تنظر الى الفريق العراقي بعين الإعجاب من زاوية ، وعين الحسد والترقب للنيل من هذا الفريق الذي سرق منهم الأضواء من زاوية أُخرى .. فالمهمة إذن صعبة وفي غاية الأهمية لإستمرار مسيرة منتخبنا الوطني لكرة القدم في الأعالي ، ما لم نتدارك وضعنا ودراسته في هذه المرحلة قبل فوات الأوان ..
من الطبيعي جداً أيضاً ، أن يتنحَّى المدرب البرازيلي (فييرا) الذي نال الفريق العراقي بوجوده كأس أمم آسيا ، رغم قصر مدة تدريبه للفريق التي لم تتعدى الأربعين يوماً ..!! وهو ما كنت أتوقعُه ..! لأنه سوف لن يستطيع ، أو من الصعب جداً تحقيق إنجازاً آخر مع الفريق يوازي إنجاز كأس أمم آسيا في وقت قريب ، خاصة ونحن مقبلون على تحديات كبيرة لإثبات وجودنا بين الفرق الآسيوية للصعود الى كأس العالم .. ففضَّلَ المدرب البرازيلي وبصورة إحترافية ذكية ترك الفريق العراقي الى غيره من المدربين حفاظاً على إنجازه التاريخي للكرة العراقية .. ومن هنا بدأت المهمات الصعبة للاتحاد المركزي لكرة القدم والمسؤولين الرياضيين والإداريين واللاعبين العراقيين على حد سواء من أجل تدارك الموقف الذي ينتشلنا من الإحتمالات السلبية ، لا سمِح الله ، بغض النظر عمَّا نعلم أو لا نعلم ماحدث بين أروقة الإتحاد المركزي لكرة القدم والمسؤولين الرياضيين من نقاشات دارت بالتأكيد حول هذا الموضوع ..
إستقر رأي الاتحاد العراقي لكرة القدم الذي يرأسه واحداً من أعظم لاعبينا الكرويين السابقين هو السيد حسين سعيد ، على إستقدام المدرب النرويجي لتدريب منتخبنا بعد المدرب البرازيلي ، ومع علمنا بالصعوبات التي ترافق ظروف منتخبنا من حيث جمعه وتدريبه والمصاريف المالية وغير ذلك من أمور أخرى لا نعلمها ، فأنا أعتقد أن المدرب النرويجي لم يفشل في مهمته رغم تعادله في أول لقاء له على أرضه في التصفيات مع الفريق الصيني بهدف واحد .. فالمباراة الودية والتجريبية التي خضناها مع شقيقنا الفريق الإماراتي قبل أُسبوع تقريباً من مباراتنا مع الصين ، كانت جيدة ولا بأس بها حيث فاز منتخبنا بهدف واحد .. مع إحساسنا بالحاجة الى أكثر من مباراة تجريبية ليستقرَ إنسجام الفريق بأفضل ما يمكن إنسجامه في هذه الفترة القصيرة للإعداد وفقر الإمكانيات المادية .. ومع ذلك فإن مباراتنا مع الصين كانت جيدة بمقاييس كثيرة لو لا أنْ خرَّبها علينا الحكم الإيراني الذي لم يكن جيداً ولا مناسباً لقيادة مثل هذه المباراة بأي حال من الأحوال ، فهدف لاعبنا الرائع كرار جاسم صحيحاً بصورة لا تقبل الجدل ولا النقاش ـ وتعمـُّدْ إخراج أحسن لاعبي وسط آسيا نشأت أكرم لا يقبل الجدل ولا النقاش أيضاً ، حيث لايستحق نشأت حتى الفاول العادي ..!! والغريب أن إتفاق وسائل الإعلام بصورة عامة باللوم على المدرب النرويجي واللاعبين ، ولم يشار الى مستوى الحكم وظلمه للفريق العراقي ، إلا بكلمات بسيطة لا تشفي الغليل ..! سوى إشارة واحدة كان لها الأثر الصحيح في تشخيص ظلم الحَكم وصحة هدف اللاعب كرار جاسم التي كانت مباشرة وسريعة من قبل مقدم البرنامج التحليلي لقناة الجزيرة القطرية الموقرة هو السيد حمد ..... ؟ بعد نهاية الشوط الأوَّل ..
يبدو أن الحسابات أبعد من مباراتنا الأولى مع الصين على أرضنا ، قد تمتد الى أبعد من ذلك فعلاً ، وفي كل هذه الأحوال ، لا أستطيع أن أبرأ السيد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على كل هذه الأفعال المريبة .. والأمر لا يقف لصالح البلد الشقيق (قطر) فحسب ، وإنما لصالح فرق أخرى لا ترغب بنجاح الفريق العراقي كما يبدو ، فالأمر لو كان لصالح بلده قطر ، فالقضية مبرَّرة من زاوية ما ، كونه يميل لبلده على الأقل ..!! وللسيد بن همام مواقف أُخرى مماثلة لامجال لذكرها الآن ، وإذا إقتضى الأمر إستعراضها ، ففي مناسبة أُخرى ..! وأقربها سرقة لقب أحسن لاعب في آسيا من العراقي يونس محمود ..! ومع إحترامنا لللاعب السعودي الكبير ياسر القحطاني ، فإنه لا يستحق أكثر من ثالث لاعب في آسيا .... قــُرُّتْ عين بن همام ..!!
عندما إنتهت مباراتنا مع الصين وتعادلنا المخيب للآمال بسبب سوء التحكيم ، التي لا يتحملها المدرب النرويجي ولا يتحملها اللاعبون أيضاً ، بدأت الإشاعات والأقاويل تنتشر بين الإعلام والجماهير حول إقالة المدرب النرويجي ، ومع إحساسي وشعوري أن رياضيينا العراقيين المسؤولين ، لم يمتلكوا إمكانية إتخاذ قرارحاسم في مثل هكذا موقف فيه إحراج وحيرة وقلق ، أو ربما مأزق ..! من حيث الإبقاء على المدرب النرويجي أو تبديله بآخر مع تعثر وتأخر الاختيار والمباشرة بالتدريب .. ومع معايشتي لهذه الظروف من خلال الإعلام فقط ، وقبل أن يشاع وينتشر خبر إختيار مدربنا الوطني الكبير عدنان حمد لقيادة الفريق ، قلت لأصدقائي ، إن المدرب الوحيد حالياً الذي يمكنه إنقاذ منتخبنا وإمكان صعوده الى كأس العالم هو عدنان حمد ..! وبعد أن تم إختيار عدنان حمد فعلاً مدرباً للفريق ، بدأت مرحلة جديدة في مسيرة الفريق العراقي لأجل صعوده الى كأس العالم ..
من ناحية أُخرى ، ورغم قناعتي بإمكانية مدربنا الكبير عدنان حمد ، بدليل توقعي دعوته الى إدارة الفريق وهو ما حصل فعلاً ، ومع أن قناعتي مثــَّلتْ في الحقيقة قناعة معظم الجماهير العراقية ، ولكن كل ذلك يكون في خانة التعاطف الجماهيري مع منتخبنا ، والتاريخ التدريبي المشرف الذي يمتلكه مواطننا عدنان حمد .. فلسنا كجماهير ، متخصصين في كرة القدم ، وكل ما نقوله يعود الى قرار المتخصصين والمسؤولين الرياضيين ، صحيح إنني أعتقد أنه ليس لدينا في هذا الظرف غير عدنان حمد أهل للمهمة ، إلا أنني أهيب بجرأته ومغامرته ، بل مجازفته لقبول المهمة ..! واللقاءات التلفزيونية التي أجريت معه من قبل السيدة شيماء عماد والسيد قيصر وغيرهما ، في قناتي البغدادية والشرقية فيما أعتقد أو غيرهما .. كان فيها السيد عدنان قد أصاب في إجاباته كثيراً وموقفه الوطني المشرف ، ولكنني أود أن أقول بأنني أتفق مع السيد قيصر عندما كرَّر مفردة المجازفة ، لأن الجرأة والمغامرة تكون على العموم صعبة وشاقة ، لكنها محسوبة ، في حين أن المجازفة أقرب الى تشبيهها بلعبة القمار .. فهل ياترى أن السيد عدنان مدركاً بنسبة كبيرة الى ما ينتظره وهو الذي أختير أحسن مدرب في آسيا ..!؟ هل أن السيد عدنان حمد حسبها ، أم أنه لعب لعبة القمار ..!؟ لقد قلتَ يا أخي عدنان ، للسيدة شيماء كلاماً وطنياً رائعاً نفخر بك من خلاله ، وهو يُحسبُ لتاريخك الوطني النظيف ، ونأمل من الجميع شحذ الهمم والتكاتف من اجل الهدف المنشود ..
أخي الفاضل عدنان ، أنا وأنت والجميع نحب بلدنا العراق حباً عظيماً لا حدود له ، وأنا والجميع نحبك ونتمنى لك كل التوفيق ، وأرجو أن تندحرَ كلُّ وساوسي وأحاسيسي القلقة ، التي لا يمكنها أن تندحر إلا بصعود منتخبنا الوطني الى كأس العالم ، فالإتكال على الله العلي القدير أولاً ، والإعتماد عليك وعلى اللاعبين الإشاوس .. وعلى الاتحاد المركزي والمسؤولين الرياضيين في دعم منتخبنا الكروي ، من أجل هذا الهدف المنشود ، وسنعيش بفارغ صبرنا وعلى أحر من الجمر مسيرة منتخبنا الظافرة .. وإذا سمحتَ لي أن أقول كلاماً ليس بالضرورة الإلتزام به لأنك صاحب القرار الصحيح والصائب .. إذ من المحتمل أن يكون بعض اللاعبين ممن فازوا بكأس آسيا ، قد إكتفوا بما أنجزوه وكان غاية طموحاتهم ، حيث يصبحوا في تخمة إرضاء أنفسهم ، في وعيهم أو لا وعيهم ، وبذلك نفقد بعض همـَّة وإندفاع ومروءة هؤلاء اللاعبين ، والحل في مثل هذا الوضع ، هو الإتيان بلاعبين جيدين لم يحققوا شيئاً بعد في مسيرتهم ، وهم في قمة طموحاتهم اذا ما إقتضى الأمر ذلك .. فأنا أعتقد بضرورة ديمومة الفريق بلاعبين جدد دائماً وبصورة تدريجية حذرة ..
قولوا للاعبينا الكبار ، أن المرأة العراقية التي فقدت إبنها عند فوزكم على كوريا الجنوبية وغيرها ، والتي لم تقم العزاء إلا أن تأتوا بالكأس ، وها أنتم لبيتموا صرختها ودعـْوَتها ، ووفيتموا بعهدكم لهذه المرأة الثكلى ، وجئتموا بالكأس الى خزانة الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم ، وأخرجتموه من بين أنياب الأُسود .. قولوا للاعبينا الكبار ، أن أمــَّكمْ لم تزل الى الآن تصرخ بكم وتناديكم وتدعوكم الى الإنجاز الأهم بصعودنا الى كأس العالم ، قولوا لهم أن أمــَّكم العراقية سوف لن يقرُّ لها قراراً ولن تغمض لها عين ما لم تلبـُّوا دعوتها ، وإنكم بعون الله لقادرون ، فقد فعلتموها سابقاً ولابد أن تفعلوها مرَّة اخرى .. وفقك الله يا أخي عدنان في قيادة الفريق ، ووفقكم إخوتي اللاعبين في مسعاكم التاريخي وخلودكم ضمن مشاهيرنا العظام ، ووفق اتحادنا الكروي ، إنه ناصرنا ، نعم المولى ونعم النصير ..
المتابع الكروي
حــــسين الأعظمي
حاصل على شهادة التدريب الدولية
في المصارعة الحرة والرومانية
من الإتحاد العراقي المركزي
والإتحاد العربي المركزي
عام 1988
16/3/2008
عمـَّان