انباء عن توجه أميركي لـ " إزاحة " المالكي وتشكيل حكومة إنقاذ يقودها علاوي
26/08/2006عمان - »السياسة« : بغداد - الوكالات : هدد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس باقتحام المساجد والحسينيات لمطاردة من وصفهم ب¯ »العناصر الارهابية« كما أمر بمنع الفضائيات العاملة في العراق من بث صور الدم والقتل والرعب... فيما كشفت مصادر ديبلوماسية غربية في العاصمة الاردنية عمان عن توجه جدي لدى الادارة الاميركية لحل حكومة المالكي وتشكيل حكومة انقاذ وطني برئاسة إياد علاوي .
ودعا المالكي بأن »لا تكون المنابر في المساجد مصدرا للتحريض والفتنة بين صفوف العراقيين« وامر بتبليغ ائمة وخطباء المساجد انه في حالة ثبوت اطلاق نار من اي جامع او حسينية على قواتنا او التأكد من كونها تحتضن الارهابيين يقتحم فورا ولا حرمة لمن يتحصن بالجامع ويتخذه وكرا لتنفيذ المخططات الارهابية.
في غضون ذلك قالت مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة الاردنية ان الادارة الاميركية تدرس جديا حل حكومة نوري المالكي بسبب فشلها في فرض الامن والاستقرار في البلاد, وعدم قدرتها على انجاز مشروع المصالحة الوطنية,واكدت المصادر ان الادارة الاميركية ستجد نفسها مضطرة لاعلان حكومة انقاذ وطني في العراق,يمكن ان تعهد برئاستها للدكتور اياد علاوي, الذي يصنفه الساسة العراقيون بأنه خيار اميركي وليس ايرانيا, كما هو الحال مع المالكي او ابراهيم الجعفري على سبيل المثال.
ورأت المصادر ان اياد علاوي, الذي سيكون مدعوما بالضرورة من واشنطن سينجح في السير في مشروع المصالحة الوطنية, خاصة مع القوى المناهضة للاحتلال, بحيث يضمن مشاركتها في العملية السياسية,اذا ما عملت القوات الاميركية بشكل مواز على تصفية الميليشيات الطائفية التي تتحمل مسؤولية كبرى في تصاعد اعمال العنف الطائفي في العراق.
واكدت المصادر ذاتها ان مثل هذه الحكومة العراقية في حال تشكيلها,ستجد دعما اقليميا قويا من مصر والسعودية والاردن التي تجد نفسها معنية بالتصدي للمد الايراني الذي بدأ يكرس نفسه في المنطقة بعد الحرب التي خاضها »حزب الله« في لبنان مع القوات الاسرائيلية .
واشارت معلومات تم تسريبها من مصادر مقربة من السفارة الاميركية في عمان ان حكومة المالكي لن تبقى على رأس السلطة طويلا, وان الاطاحة بها ستتم قبل نهاية العام,خاصة مع وجود خلافات واسعة في اوساط الائتلاف الشيعي الذي جاء بالمالكي لرئاسة الحكومة.
وتعتقد المصادر الغربية ان البرنامج الذي يتبناه اياد علاوي سيحظى بموافقة اركان النظام العراقي السابق,حيث تشير معلومات السفارة الاميركية في عمان ان لهم دورا واضحا في العمليات العسكرية, سيما وان علاوي يدعو لالغاء قانون اجتثاث البعث واطلاق سراح المعتقلين السياسيين واعادة بعض تشكيلات الجيش العراقي المنحل,وهي عناوين ستدفع الجماعات المسلحة الى التضامن معه برعاية اميركية, في حين فشل نوري المالكي في تحقيق ذلك,ولم يتعامل احد مع مبادرته التي طرحها للمصالحة الوطنية بسبب التقاطعات العديدة التي يتصف بها المشهد العراقي.
ولفتت المصادر الغربية ان الادارة الاميركية بعد تلقيها نصائح متكررة من اصدقائها في المنطقة, وخاصة دول الجوار العراقي العربية, ستعمل من خلال حكومة اياد علاوي على منح اركان النظام العراقي السابق دورا في الحياة السياسية, كي تتمكن من خلالهم من مواجهة توسع النفوذ الايراني في العراق, الذي بات يشكل تهديدا حقيقيا لدول الجوار العربية.
وكان علاوي فد نفى بشدة هكذا توجه لدى الادارة الاميركية او غيرها في لقاء له مع قناة العراقية الحكومية حول الاشاعات بوجود دعم اميركي لتشكيل حكومة انقاذ وطني بقيادته لكنه دعى بنفس الوقت لتفعيل مشروع الوحدة والمصالحة الوطنية بالشكل الصحيح لوضع الامور في نصابها والا سترتفع وتيرة العنف و تدخل العراق في مرحلة مصيرية خطرة جداً .