Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

انتخابات واراء

لقد اصبحت الانتخابات وفي جميع البلدان التي تدعي الديمقراطية مثار جدل بين الفئات المتنافسة سواء كان ذلك قبل اجراء الانتخابات او بعدها .. اما قبل الانتخابات فان طبول الدعاية تقرع وتقرع وهدير صوتها يصم الاذان من مدة طويلة ، ومزامير الاعلان تعزف الحان التبجيل والتعظيم لهذا المرشح او ذاك ، واصوات المرشحين تعلوا هنا وهنا ، فالذي يحجز له مكانا في فضائية معينة ولا يفارقها ليل نهار ، والذي يملأ الشوارع والازقة بصوره كتب تحتها وفوقها الكثير من العبارات والشعارات المسلية والتي يراها المواطن ويعتقد بانها ستنقذه من وضعه المأساوي سواء كان ذلك الوضع سياسيا ام اقتصاديا .. وهناك صنف اخر من اخوتنا المرشحين ممن لا يسعون الا لتجريح المرشح المقابل والذي ربما تكون شعبيته في المجتمع اكثر من غيره .. وهناك صنف يبدأ بتوزيع الهدايا وزيارة العوائل واقامة الحفلات وهو يعتقد بان تلك الاعمال ستعطيه الفوز الاكيد ، وهذه الزيارات والهدايا لا تاتي الا قبل يوم او يومين من اجراء التصويت .. وحين تجرى الانتخابات وتعلن النتائج.. وهنا تبدأ المفارقات العجيبة الغريبة .. اذ ان الذي يخسر التصويت او حصل على اصوات غير مناسبة عدديا لفوزه وفوز قائمته ، ، نراه يبدأ بنقد تلك الانتخابات ويعتبرها مزورة او ان اصحاب القوائم الفائزة قد اشتروا ضمائر الناس.. الخ من سيل التهم والشتائم احيانا .. وقد تناسى صاحبنا الاغر بانه هو الذي قد اراد شراء تلك الضمائر من خلال الحفلات التي كان يقيمها ومن خلال الهبات التي كان يوزعها قبل مواعيد الانتخابات مباشرة ، وتناسى ايضا بان شعبيته قد اخذت بالتراجع في المجتمع ولهذا لم تسنح له فرصة الفوز ..وهنا قد يفتعل بعضهم حججا واهية قد تكون بعيدة عن المنطق احيانا ،واحيانا اخرى تتقاطع حججهم تلك مع تصريحاتهم التي كانوا قد اعلنوها في ما مضى.. وهذا ما شاهدناه وما قرأناه في وسائل الاعلام وما افرزته انتخابات رئاسة وبرلمان اقليم كردستان العراق ، فحال ما اعلنت النتائج الاولية وظهرت بوادر الفرق الشاسع بين قائمة واخرى ، نرى ان بعض من ابناء جلدتنا لم يقتنع بما قسمه الله والناخبين له من اصوات ،بل راح يتشكى ويحتج رسميا على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وبحجة بعيدة كل البعد عن المنطق وهي ( ان عدد كبيرا من ابناء اقليم كردستان الاكراد قد انتخبوا قائمة المجلس الشعبي ، اذ كان على المفوضية العليا للإنتخابات حصر التصويت على قوائم الكوتة بين ابناء شعبنا فقط) .. نعم هكذا قالوا.. هل هذا منطق يتقبله عقل .. ان من حق المواطن ان ينتخب من يشاء لأنه حر باختياره .. ماذا كان على المفوضية ان تعمل .. هل كان عليها ان تكتب على كل ورقة انتخابية هذه لكردي وهذه لعربي واخرى لمسيحي او مسلم او يزيدي .. هل هذا هو المنطق الذي ترغبون به يا سادة .. ولنفرض بان العملية كانت معكوسة وان الاخوة الاكراد انتخبوا قائمتكم .. فحينها هل كنتم تحتجون لدى المفوضية ايضا.. لا اعتقد ذلك مطلقا ، اذن اين الخطأ في هذا ان كنتم تدعون تمسككم بالديمقراطية .. اين ديمقراطيتكم التي ترغبون بها . هل ترغبون بعزلنا لوحدنا يا سادة .. ونحن هنا نسأل .. لماذا لم تظهر تصريحاتكم واحتجاجاتكم تلك في انتخابات برلمان العراق ، اذ ان الكثير ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري قد انتخبوا قوائم غير قوائمكم .. وانا على علمي انه اكثر من 220صوت في تللسقف وحدها انتخبوا قائمة اياد علاوي .. لماذا لم تحتجوا حينها.. وفي انتخابات مجالس المحافظات ..رأينا الوضع نفسه يتكرر في تللسقف ايضا ، حيث ظهر اكثر من 50 صوتا لصالح قائمة الحدباء واكثر من 2000 صوت مرشحا لقائمة نينوى المتآخية . اليسوا هؤلاء ابناء شعبنا وانتخبوا قوائم غير قوائمنا.. انهم عراقيون احرار وانتخبوا الذي يعتقدون بانه سوف يحقق امانيهم .. ثم لماذا لم يحتج الاخوة الاعزاء حين انتخبهم وادلى باصواتهم لهم مجموعة كبيرة من اشقائنا العرب والاكراد في حينه .. ما هذه الازدواجية وما هي تلك المعايير التي تكيلون بها .. ترى ماذا يعني هذا .. هل يعني بان ابناء جلدتنا يرغبون بان نكون قوم منغلقين على انفسنا ..؟ تلك هي المأساة التي نعاني منها .. اذ ان هؤلاء الاخوة انفسهم رفضوا ان تكون هناك مناطق مسيحية محمية من الدول الاجنبية ، وحسنا فعلوا ، لأنهم في هذا اظهروا للعالم باننا عراقيون اصلاء ولا يمكن وضعنا في سجون كبيرة بعيدة عن اشقائنا وشركائنا في الوطن من عرب وكرد وتركمان وشبك .. والخ .. ترى ما الذي تغير في إستراتيجيتهم الان .. هل الخوف من المجهول .. ؟ لا اعتقد ذلك بل ان كل ذلك لا يتعدى كونه بان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري قد كشف كل الشعارات ،وكشف كل الحقائق ، كما ان ابناء الوطن من غير قوميتنا يكنون لنا احتراما كبيرا وتقديرا عاليا جدا ، وقد ظهر هذا جليا حين ادلى هؤلاء باصواتهم لصالح قوائمنا وخصوصا قائمة المجلس الشعبي التي اصبحت قائمة الشعب العراقي عموما وليست قائمة الشعب الكلداني السرياني الاشوري فقط .وهكذا تنجلي الامور يوما بعد يوم لأن الشعرات لم تعد تعطي ثمارا ، بل ان الثمار هي نتاج الواقع الملموس الذي يبغيه المواطن ، فلغة الشعارات قد انتهت والى الابد وبدأ عصر العمل المثمر الذي يخدم المواطن .. هكذا اذن تكون الحقائق ليس الا.../ Opinions