انطلاق فعاليات منتدى المرأة الفاطمية للقيادة والاستراتيجية في كربلاء
المصدر: الوكالة الوطنية العراقية للأنباء
انطلقت في محافظة كربلاء المقدسة فعاليات منتدى المراة الفاطمية للقيادة والاستراتيجية .
وقال الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة حسن العبايجي "نستذكر في هذه الأيام من شهر محرم الحرام ذكرى استشهاد أبي الاحرار الإمام الحسين (عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه، وذكرى استشهاد الإمام السجاد علي بن الحسين (عليه) والدور الكبير الذي قدمه وجسده بعد واقعة الطف، ولعل من المناسب أن نستذكر سيرته العطرة ومعالم قيادته الروحية والفكرية في تحرير المجتمع من العبودية والاستبداد الأموي".
وبين "قد استخدم في قيادة الأمة سلاح الدعاء من خلال السفر الخالد (الصحيفة السجادية) واتبع منهج الدعاء الذي ينقطع به إلى الله -سبحانه وتعالى- في مواجهة الظلم والاستبداد، كما أن الإمام أوجد تشكيلا اجتماعيا مؤثرا من العبيد والمستضعفين والفقراء كان يحترم الإمام، ويكن له كل التقدير والاعتزاز والحب والولاء، وعناية للمجتمع صحيا ونفسيا ورعايته لأمنه واستقراره والحفاظ على البناء الإسلامي، كما اهتم ببناء المجتمع بناء عقائديا وأخلاقيا وبعناية فائقة ترمي إلى إصلاح المجتمع وتثبيت العقائد وتهذيب الأخلاق بالقول والفعل امتدادا لسيرة جده الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتجسيدا حيا لقيم الإسلام حتى ملك حب القلوب، ومن إرثه الاجتماعي أيضا (رسالة الحقوق) وهي من أدق ما يعرف عن الفكر الإنساني، وتحتوي على توجيهات وتعليمات وقواعد في السلوك العام والخاص، وعناية للمجتمع للجوانب كلها فكريا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وإداريا وصحيا ونفسي فهي رسالة إصلاحية غنية بالكنوز ينبغي على المؤمنين والمؤمنات اتباعها وتطبيقها في سلوكهم وإدارتهم وقيادتهم فهو إرث من وحي القرآن ورسالة السماء التي حملها جده المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فهذه الرسالة جامعة للفضائل كلها".
وأوضح، أنه "تأسيسا لهذه المبادئ والعقيدة، فإن رؤية الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة حول المرأة ومقومات القيادة التي تسعى إلى بنائها عقائديا وفكريا وأيمانيا وأخلاقيا يتمثل في أن قيمة المرأة في المجتمع تستند إلى السيرة العطرة للسيدة الزهراء (عليها السلام) وفي مقدمتها حديث الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعلى هديه ونوره كمنهج عمل لنا جميعا، برغم قصره إلا أنه يؤلف دستورا يضفي على المرأة السعادة والكمال في حياتها البيتية والعملية إذا التزمت بتطبيقها على أرض الواقع، وهذا ينعكس على المجتمع، إذ يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) جهاد المرأة حسن التبعل، فبيت فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأسرتها يمثل المعنى الحقيقي للأسرة المتماسكة والمنسجمة والبيت الإسلامي المثالي".
وتابع، أن "الأسرة نواة المجتمع وهي الركيزة التي تقوم عليها الأمم، وتعمر الأسرة بالأم الصالحة والمربية، فهي اللبنة الأولى والأساس في تربية الأبناء، وتحتاج إلى عمل شاق وجهد كبير ووقت طويل في إعداد الأبناء أعداد إسلاميا صالحا وكاملا، فالمرأة المؤمنة لها الدور الأساسي في التربية وعند أدائها لهذا الدور بصورة صحيحة تكون قد أدت دورها الحقيقي الذي رسمته لها السماء والقرآن من خلال القيام بواجباتها تجاه الأبناء داخل الأسرة".