Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

انقلابات استراليا البيضاء!

 

بلا دبابات او طائرات مقاتلة وبدون اراقة قطرة دم واحدة وبدون اعتقالات او تصفيات جسدية وبدون أي محاكمات وبدون أي بيانات ثورية او نارية كالتي تذاع في الساعات الاولى من "صباح الاوطان" العربية لتعلن عن انقلاب ومنع التجول وبيانات الاحالة على التقاعد او الاحالة الى المحاكم العسكرية الخاصة وإعلان الاحكام العرفية، بعيدا عن كل هذا استطاعت "جوليا كيلاند" رئيسة وزراء استراليا قبل ثلاث سنوات "24 حزيران 2010" ان تطيح بزميلها في حزب العمال و رئيس الوزراء استراليا يومئذ "كيفن رود" لتحل محله في رئاسة الحكومة الفيدرالية كاول امرأة تتولى مثل هذا المنصب والتي تعتبر اول سابقة في تاريخ استراليا وأطلق الاعلام على هذا الحدث بالانقلاب الابيض، وتسلمت "جوليا كيلاند" دفة ادارة الحكومة وخلال هذه السنوات ادت سياستها الى الكثير من الاخفاقات وخاصة في ازدياد عدد البطالة من جراء غلق الكثير من المصانع وانتقال البعض منها الى دول شرق اسيا واستمر "كيفن رود" عضوا في الحزب وتسلم حقيبة وزارية في حكومة اطاحته رئيستها من منصبه. 

وبالرغم وجود خلافات بين مؤيدي جوليا وأنصار وكيفن رود ومؤيده، لكن لم يتسرب إلا الجزء اليسير من هذه الخلافات الى وسائل الاعلام ولكن الكثير من المواطنين كانوا يشعرون بان هنالك خلافات كبيرة وجوهرية ومتعددة بين الطرفين او نستطيع ان نطلق عليهما بالتيارين. وتدنت شعبية حزب العمال بقيادة جوليا نسبة الى شعبية حزب الأحرار، وراهن معظم الاستراليين بان الانتخابات العامة القادمة ووفقا الى الاستطلاعات المختلفة سوف تكون لصالح حزب الاحرار بقيادة توني ابوت. امام هذا التدني اجتمع حزب العمال وبانقلاب داخلي كما حدث في 24 حزيران 2010 ولكن هذه المرة بانتخابات حزبية بين اعضاء البرلمان التابعين لحزب العمال "اقصد الحزبية وفق الديمقراطية وليس وفق الدساتير الحزبية والأنظمة العربية" حيث كانت النتيجة 57 صوتا لكيفن رود و45 لصالح جوليا، وبهذا انتقم رود من جوليا بعد ثلاثة اعوام من حملة لاستهداف كيلاند عن طريق اثارة القلاقل .

بعد يومين من هذا الانقلاب "الناصع البياض" واستلام كيفن رود رئاسة الحكومة ووفقا لوسائل الاعلام ارتفعت شعبية حزب العمال الى 52 بالمائة مقابل 48 بالمائة لحزب الأحرار، والسؤال المطروح على المواطن الاسترالي.

هل ان كيفن رود يملك العصا السحرية خلال الثلاث اشهر القادمة وهو موعد اجراء الانتخابات الفدرالية لكي يعالج المعضلات التي تمر بها استراليا واهمها التحديات الاقتصادية وقدرتها المتناقصة على المنافسة وارتفاع التكاليف وضريبة الكاربون وعلاقة الحكومة المتوترة مع مجتمع الاعمال؟ 

هل تستمر هذه النسبة في الارتفاع ويفوز حزب العمال في الانتخابات القادمة التي من المقرر اجرائها في شهر ايلول/سبتمر القادم، ام سوف يخسر الجولة لصالح حزب الاحرار ويقوم زعيمه توني ابوت بتشكيل حكومة، ويترك حزب العمال دفة الحكم لكي يرتب بيته واوراقه ويعالج اخفاقاته ومعالجة التصدع بين اعضائه وانخفاض شعبيته؟

في حزيران 2010 اصبح كيفن رود وزير في حكومة جوليا وفي اول ظهور له بعد فوزه في حزيران 2013 وقف امام البرلمانيين ليصف جيلاند قائلا انها "امرأة ذات ذكاء فائق للعادة وذات قوة وطاقة عظيمتين" بالرغم من انها قالت عنه في حديث سابق" كيفن رود يتحدث اليوم عن الثقة، لكنه لم يتحدث عن التحديات، ولا عن محادثاته السرية خلف ابواب مغلقة مع اناس آخرين لتقويض الحكومة التي أرأسها وكان هو وزير خارجيتها". لا نريد ان نقارن بين انقلابات استراليا "البيضاء"وبين انقلاباتنا العربية "الحمراء"..! ولكن ماذا يحدث لو تخاصما اثنان من قيادة حزب عربي حاكم!! 

او اختلف عدد من اعضاء حزب عربي مع رئيس الحزب، اعتقد يا قرائي الكرام ليس لكم سوى رد واحد، وهو تصفية جميع المنتقدين وجميع افراد عائلاتهم وزج الاخرين في غياهب السجون ولكن في كل الأحوال لا تستطيع المقارنة بين جوليا كيلاند وكيفن رود في استراليا وبين... و .... و .. و ... في الوطن العربي.

عزيزي القارئ :  عليك  اكمال الفراغات المدونة اعلاه. 

 

Opinions