Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

اوراق الخريف المتساقطة

الامة التي ليس لها اسرار تموت
التطور والعولمة غيرى مفاهيم الحياة وبين كل رمشة عين هناك مولود جديد من الاب الذي هو العلم والعولمة التي هي الام ونحن المولودين الجدد من رحم الانترنيت بحيامن الكليك(النقرة) نتخبط هنا وهناك.
وفي زمن الكليك اخذت كل افكار الخريف البالية تتساقط امام الزخم الكبير من الولادات الجديدة والجينات الجديدة للافكار والتطلعات .واخذت الحياة تأخذ منحى جديدا في الرؤية والتصور للفرد والجماعة، فالعولمة في جانبها الايجابي حررت الفرد من سيطرة العائلة(الاب ،الام،الاطفال) ،العشيرة ،الطائفة ،المذهب ،العقيدة ،القومية وهيمنة الدولة والمؤسسات الامنية المراقبة وبقوة الانترنيت لم يبقى هناك سر حتى في المضاجع.مما دفع بأن تكون المعلومة والحدث اقرب من حبل الوريد دون ان يكون لها حدود محددة او جواز سفر او (فيزة) ، بوليس يمنعها ، يصدها من الدخول ، الهروب او يستفزها.
فالاحزاب الشخصية والعشائرية من اجل الربح والكسب السريع تجاوزت حتى مع نفسها اداب الدخول الى المرافق الصحية فكل شيئ مباح من مبدأ الانتشار السريع ،العولمة ،الحداثة وقبول كل الصرعات والصيحات وكل نعيق ونباح لتكون عصرية و(مودرن) والا تصلب مثل المسيح وتتهم بأنها غوغائية وتتلاعب بعواطف الناس وتحرك الشارع.غير واعين وناسين بأن الامة التي ليس لها اسرار تموت والتي لاتستطيع ان تحفظ سر ابنائها تموت. ونجد احزابنا ومؤسساتنا السياسية والدينية تتسابق في فضح اسرارها او الاتفاقات المبرمة بينها على الملأ ولم يعد هناك مبادئ او حدود حمراء بحيث لا يمكن تجاوزها مهما بلغوا من اختلاف في وجهات النظر او سوء الفهم او الاتفاق، فالعدو هو عدو سواء كان وحش اسمر او وحش اصفر او حجر وسلبياته واضراره لايمكن ان تقارن مهما تقربت منه او تنازلت له.فالخيانة وبيع الامة والمرتزقة والجاسوسية والعدو كلمات لم يكون لها وجود في فكرنا القومي والديني ، وقاموس اخلاقنا وسلوكنا ولكن اليوم وبفضل الاعداء الذين احتظنونا كأصدقاء دخلت الينا وتسرب سلوكهم وافكارهم واخلاقهم فينا ناسين مثلنا المقدس(اذا كان فمك مليئ بالدم فلا تبصقه امام الغريب)










طواطم امتنا
امتنا ايضا تعيش عصرالعولمة ولكنها تجتر على فضلات العصور الوسطى وتتبنى الطواطم. وكل ماهو غائط يمسح برؤوس ابناء امتنا، فاليوم العولمة اخذت تفك حتى من صيغ تركيب المؤسسات السياسية والدينية ومؤسسات المجتمع المدني في الدول المتقدمة ، وابناء امتنا(المتزعمين) يعودون بزمن تراجعي قيئ الى عصور العشائر والقبائل والطواطم. فبدل ان تتخلص وتتحرر وتستفاد من التطور تعود وبقوة لتلتصق بنير العبودية والاستحواذ والتبعية.
فالشعور بالنقص لاشخاص في المؤسسات يدفعهم الى البحث في الدهاليز لاخراج حذاء فلان ابن فلان من الملكاني اوهذا شروال يعود الى الطوطم الاصفهاني.ويقدسون الاموات والماضي ليكون سندا وعونا لهم.او في اسوأ الاحوال يرتمي في احضان العدو والقبول بالتبعية في سبيل ان ينتصر على اخيه وابن جلدته او القبول بالعبودية وخادم عند الاخر شرط البقاء كرئيس وكبير على ابناء امته وقومه ومن اجل الانتقام من ابناء امته يتعامل مع مع الشيطان. ويقبلون بالكدية ِمن مَن كان خادمهم فيما سبق،ليمنحهم ويعيد اليهم زمن التخلف ( العشائرية والطائفية و الملكاني وتقبيل الايدي والخرق البالية والاغية).
. ناسين قول المخلص (مافائدة الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه)وما فائدة الانسان لوكان قائدا في قومه وعبدا عند الاعداء.ملكا على امته وخادما عند االاخرين.


الساحة الداخلية والخارجية
ففي الساحة الداخلية لدول الوطن الام تم تفريغها من ابناء امتنا نتيجة للظلم والتعسف والتهجير القسري وقطع الارزاق والاعناق وقافلة الاغتيالات في وعلى كل الابواب لاجهاض ابناء الامة وارغامهم على الابتعاد وعدم التقرب من الساحة السياسية والتنظيمات العصرية.
فاذا كانت الكنائس او الاحزاب فان اعتمادها هو على الافراد والجماعات ووقودها هو الافراد والجماعات، ومصالح المؤسسات يعتمد على هؤلاء الفقراء فغيابهم يعني غياب مصالحهم وديمومة وجودهم فحساباتهم كانت مبنية على تواجد ابناء امتنا في دول الوطن الام ولكن الهجرة وعدم قدرة المؤسسات السياسية والدينية على حمايتهم وحتى على حماية انفسهم افلس افكارهم وتصوراتهم.
اما في المهجر فمشاكل الهجرة تنخر بالكل حيث الانبهار بالمادة والطمع والطموح يعزز الفردية ويمزق وشائج الروح الجماعية وكذلك المنافسة والصراع على الرعية لكسب اكبر عدد موالي لكراسيهم وقياداتهم ودعمهم اقتصاديا واخيرا نتيجة لهذه الصراعات والاضطرابات والتشويش والحالة النفسية التي يعيشها الفرد في المهجر من مشاكل اللغة وقبول المجتمع والحنين الى الوطن والماضي وضعف القدرات ولد اليأس والاستسلام في ابناء الامة مما دفعهم للقبول بالانصهار والذوبان في الدول المستظيفة والابتعاد عن المسؤولية والانتماء وساحة الصراع .


استغلال طيبة ابناء امتنا:
ان طيبة ابناء امتنا يستغل من قبل الاخرين ،فهم ضحية طيبتهم ويصدقون كل الاقوال والوعود ويعملون بجد واخلاص مع الكل واليوم في الساحة العراقية يعاد ويصاغ على ابناء امتنا من قبل الاحزاب والمؤسسات الاخرى عصر العشيرة والقبيلة حيث تم اظهار شخصيات كانت غارقة في الملذات والمتع الشخصية وليس همها ولا تعترف بالامة رغم طيبتها وتعيش على قارعة الطريق رغم زعمها انها من احفاد فلان واخذوا يصقلون ويلمعون ويجملون من جوهرها الضعيف لتنتخب وتوصي هي الاخرى بدورها الى شخصيات تم صنعها من بودقة الاحزاب الشوفينية لتتصدر الزعامة ورئاسة الامة لتضليل القطيع الفقير البائس اليائس والمحتاج من ابناء امتنا الطيبين .
وكنائسنا اليوم يشرعون معجزات وللمرة الاولى في تأريخهم يتفقون ووينسجمون على تقيم من يمدهم ويدعمهم بشرور العالم.(انما الاعمال بالنيات وان لكل امرئ مانوى)
متذكرين قول الرب اينما يجتمع اثنان او ثلاثة (باسم الدفتر والقاموس) اكون بينهم.
ان هذه العودة للعشيرة والطائفية والمذهبية هو لضرب وابعاد وهدم كل مؤسساتنا السياسية القديمة والفتية والمتشكلة وتهميش نضالهم وتغيب اصواتهم.وكذلك لتقوية شوكة الكنائس لتستمر في تصلبها وتشددها بأتجاه كراسيها وعقائدها وابعادها عن الوحدة المرتقبة وهذا التصعيد على الجانبين السياسي والديني هو لسد الطريق وغلق الباب امام مؤسسات المجتمع المدني للنمو والظهور التي لها الدور الفعال في توعية وتثقيف ابناء الامة والتي تحد من تطرف المؤسسات السياسية والدينية.

بقاء الامة بصفاء جوهرها:
ان جوهر الكنيسة يظهر ويبان في كل زمان ومكان فكلما نقص الفكر اللاهوتي وضعف الايمان وضمرت المحبة ويبس الرجاء كلما علا بنيان الكنائس والقبب وانتشر وزاد الاهتمام بالشكل على حساب الجوهر والكم على حساب النوع والجسد على حساب الروح.
وكذلك المؤسسات السياسية فكلما فشية الاسرار وغابة المبادئ وتبنت العشائرية والمحسوبية كلما هريت اركانها وركائزها وكلما هرولت وراء المكاسب والمصالح الشخصية زاد انقسمها وتحللها وموتها.
واليوم نعيش في قلب العولمة وسائرين اليها شئنا ام ابينا،وكذلك مؤسساتنا السياسية والدينية هم سائرين وتاركين ورائهم الاف المشاريع والبدايات والاخطاء دون حلول والاف المخاصمين والغاضبين دون ان يتركوا قربانهم على المذبح ويتصالحوا ويتصافحوا معهم وهناك الجياع والمرضى والمعاقين والمجروحين والمسلوبين من قطاع الطرق ولم يداوى جراحهم وفي نهاية المطاف نحن مثقلين وسائرين لندخل العولمة وفيضها دون ان نعرف من نحن وماذا نملك والى اين نحن متجهين، بمعنى اخرلا نملك هوية ومساقين الى المجهول.
الفرد والقداسة
ان علاقة الفرد بالجماعة وعلاقة الجماعة بالفرد هي علاقة متوازية متكاملة لا تقاطع او نقصان فيها او الغاء او منافسة للغلبة والنصر وانما المساهمة الفعالة لاغناء الكل.والكل المتنوع يتجاوز الفرد دون ان يلغية والفرد يكون ضمن الكل دون ان يذوب او ينصهر .
فالعولمة كظاهرة اقتصادية ،اجتماعية ، ثقافية وسياسية تشمل الاجزاء والكل ، الصغير والكبير، وهذا الانفتاح ساعد على خروج ابناء امتنا من الهيمنة والسيطرة وفك ارتباط الدائرة المغلقة لكل المؤسسات الدينية والسياسية فلم يبقى هناك عيب ، خاطر ، مقدس او سر والدليل ماينشر من فضائح مشينة ورسائل قبيحة وكتب تشهير بالزين والشين. لذا على المؤسسات ان تجد لها مخرجا امام هذا التطور السريع الذي يحدث.
لتكون قادرة على التواصل للم الشمل والتغير والاصلاح في المناهج الفكرية والعملية للوصول الى اصغر فرد بروح الجماعة والمسؤولية الجماعية التي تعلمناها من المخلص وتكون مؤسساتنا صاغية الى احتياجات ابنائها تسمع منهم تقبل كل الاراء والافكار وان لا تكون سلبية بحيث تشرع فقط وتطلب من ابنائها (نفذ ثم ناقش) او عند التبرعات والحاجات المادية تسالهم وتطلب منهم وعند اخذ القرارات المصيرية تبعدهم وتهمشهم وتمارس دور الدكتاتورية كما حدث ويحدث في كل مفاصل الحياة.
واملنا ان يولد حب المؤسسات وينمواحترامها في قلوب ابناء الامة لكي لا تسقط مثل اوراق الخريف.



موشي داود
22 11 2006
Opinions