Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ايران فشلت في محاولة مماثلة قبل الاسرائيليين بتسعة شهور ... ربع قرن على تدمير «مفاعل تموز» النووي العراقي

06/06/2006

لندن - الحياة : قبل 25 عاما، وتحديداً في السابع من حزيران (يونيو) 1981، تمكنت 8 قاذفات حربية اسرائيلية من طراز «اف 16»، اميركية الصنع من القاء 16 قنبلة وزن كل منها الف كلغ، أدت الى تدمير «مفاعل تموز» (اوزيراك) العراقي في التويتة على بعد 16 كلم من بغداد وعادت،

مع 6 طائرات مقاتلة للحماية من طراز «اف 15» الاميركية الصنع ايضاً، الى قاعدة اتزيون الاسرائيلية في سيناء، لينتقل الطيارون بطائرة شحن عسكرية الى تل ابيب لابلاغ قادتهم ورئيس الوزراء مناحيم بيغن ورئيس الاركان رافائيل ايتان بنجاح العملية «اوبرا» وإنهاء حلم صدام حسين بتملك قدرات نووية. وذلك في ذروة الحرب العراقية - الايرانية.

عملية «اوبرا» لم تكن اول استهداف للمفاعل العراقي، اذ قبل تسعة شهور، وفي الثلاثين من ايلول (سبتمبر) 1980 شن سلاح الجو الايراني، مستخدماً ايضا طائرات اميركية الصنع، المفاعل العراقي. لكن الدفاعات العراقية منعتها من تحقيق الهدف الذي نجح فيه الاسرائيليون.

ومع استقبال القادة الايرانيين في طهران اليوم منسق السياسات الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي سيُقدم برنامجاً للحوافز لحض طهران على التخلي عن أنشطتها الخاصة بالوقود النووي، تحتفل اسرائيل بمرور ربع قرن على تدمير مفاعل «اوزيراك»، ويواصل طياروها تدريباتهم التي امر ببدئها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون، على غارات مماثلة قد تستهدف المنشآت النووية الايرانية.

وللمرة الاولى يتحدث احد الطيارين الاسرائيليين الذين شاركوا في الغارة على المفاعل العراقي، عن العملية الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي)، مشيرا الى ان المخططين وضعوا في حسابهم احتمال اسقاط قاذفتين على الاقل فوق بغداد والصحراء القريبة من التويتة، وخططوا لمحاولة استعادة طياريهم بواسطة طائرات هليكوبتر ليلاً. وقال قائد العملية الكولونيل زيف راز: «ذهلنا لنجاح المهمة، وعودتنا سالمين مع طائراتنا من دون خدوش».

بين الطيارين الذين شاركوا في المهمة وكشفت اسماؤهم الكولونيل رامون الذي قتل العام 2003 اثناء دخول المكوك الفضائي الاميركي «كولومبيا» الذي كان بين رواده الى الغلاف الارضي.

وتحدثت «بي. بي. سي» الى ثلاثة طيارين آخرين، لم تذكر اسماءهم لاسباب امنية. وقال هؤلاء ان المهمة التي حتمت التحليق فوق ارض معادية على مسافة الف كلم من القاعدة، كانت «اشبه بالمهمة المستحيلة»، خصوصاً ان افضلهم لم يكن قد حلق بطائرات «اف 16» اكثر من 100 مهمة تدريبية «لان اسرائيل كانت تسلمتها قبل اقل من سنة فقط».

وروى راز انه شاهد بغداد والمفاعل قبيل غروب الشمس، عندما القت الطائرات قنابلها التي انفجرت كلها، ما عدا اثنتين فقط، وان الطائرات المهاجمة صورت دمار المفاعل قبل رحلة العودة التي استغرقت 90 دقيقة من دون ان تتعرض الطائرات للنيران المعادية.

ومع ان صدام حاول مراراً اعادة بناء المفاعل، بحجة انه كان سيُستخدم لاغراض سلمية، الا ان الفرنسيين رفضوا بيعه اي مفاعل جديد. وكان زعيم المعارضة الاسرائيلية في تلك الفترة شمعون بيريز عارض اي تفكير في ضرب المفاعل وفضل «الحل الديبلوماسي» عبر ضمانات فرنسية لم ينجح الرئيس فرانسوا ميتيران بتقديمها لمنع حصول صدام على القدرات النووية.

وقصفت الطائرات الاميركية في 17 كانون الثاني (يناير) 1991 اثناء حرب الخليج الثانية ما بقي من «اوزيراك» وغيره من منشآت الابحاث النووية العراقية. ووفق ما كشفه خبراء عراقيون فروا الى الغرب لاحقاً ان «صدام اصر بعد قصف المفاعل على محاولة الحصول مجدداً على قدرات نووية». ورفع مخصصات البرنامج، بعد «الاعتداء»، من 400 مليون دولار الى 10 بلايين دولار لبناء موقع آخر تحت الارض يُخصص لتخصيب اليورانيوم وانتاج قنبلة نووية. Opinions