Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

ايها المتملق لا تجعلنا في صفوف الضاحكين عليك

الكاتب السياسي الذي يضيع وقته بالكتابات الغير حقيقية..خسارة ‘ خسارة ان يتملق ويتسيس و يلبس ثوب غيره , ولا يهم ان كان كرديا اوعربيا او تركمانيا مسلماً , او كان كلدانيا او اشوريا او سريانيا مسيحياً ، او كان من اصناف غيرهم , المهم انه عندما يكتب عليه ان يضع امام عينيه الحقيقة وان تكون كتاباته تعبر عن ضمير { الامة } والتي يسميها الاشوريون بلغتهم القديمة { أُمتا }, اقرأ الكثيرا من كتابات ابناء شعبنا, واني معجب تماما بالذين يكتبون الحقيقة ويدافعون عن تأريخهم الذي شوهته الحرب وطال شعبهم القتل والتهجير ولحق بمدنهم وقراهم ودور عباداتهم الأذى الذي مارسه ضدهم بعض انظمة الفرس والترك والعرب والكرد بالتناوب وعلى الدوام والسواء .

كثيرون كتبوا عن ساسة العراق وعن ساسة شعبنا , فمنهم من كتب عن حكومة السيد المالكي متهما اياها بانها طائفية فارسية , وان غالبية اعضاءها واعضاء برلمانها غير عراقيين وان جنسيتهم ايرانية , وان غالبية قيادات وافراد الجيش العراقي والحرس الوطني الحالي هم من منظمة بدر وفيلق القدس الشيعيين , وكاتب آخر يقول ان السيد الطالباني رئيس الجمهورية يعمل بعقلين مرة لكل العراقيين ومرة للكرد , حاله حال السيد وزير خارجيته الزيباري , ومنهم من كتب فيقرر بان السيد يوناذم كنة خائن لوطنه حيث جاء مع الأمريكان وانه لا يستطيع العيش الا في ظلهم, ويعتبر هذا الكاتب نفسه قد انتصر وبانه قد افلح في ايصال خبر عاجل وصحيح عن السيد كنة ؟, وقرأت لآخر يتهم فيها السيد سركيس آغاجان على انه يعمل لصالح الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث يمول ويوجه من قبله للقيام بكل هذه النشاطات العمرانية على ارض كردستان , دون ان يراعي هذا الكاتب مشاعر الناس الذي استفادوا من الدعم المادي والمعنوي الذي يمنح لهم من قبله دون مقابل او منية , ثم اسأل هذا الكاتب ..هل قام احد من ساستنا قبله بنفس ما يقوم به السيد آغاجان اليوم !
وقرأت لكاتبين مخضرمين من ابناء شعبنا يتبادلون المديح لبعضيهما وانهم مهتمين بشخصية يدور الجدل حولها متّهمة بالتكرد وكأنهم يقولون بانه لولا هذه الشخصية لما استطعنا بناء كنائس لنا ولا بناء مساكن تأوينا في الشمال العراقي , وتناسوا هؤلاء الكاتبين المخضرمين اطال الله بعمريهما بان هذا الذي يقصدونه مترفع كلياً عن هذا المديح وانه ليس بحاجة اليه لأن كل ما يقوم به وكما يقول هو دائما ..ما هو الا واجبا رسميا واخلاقيا وتأريخيا ملقى على عاتقه , فلا حاجة لمدحه اذن ؟
اما الوزير الذي رأيناه يعمل من اجل خدمة شعبه في مناطقه التأريخية فانه لم يسلم هو الآخر من احد الكتاب حيث اتهمه بالعنصرية وبشق الصف الأشوري من خلال مساعدة الكرد لتمرير مخططاتهم لتكريد القرى المسيحية , فهل يا ترى ما زالت هناك قرى مسيحية مستولى عليها من الأخوة الكرد ايها الكاتب !
كثيرون من كتبوا يتهمون وينعتون هذا وذاك ولكن المؤلم حقا هو ما يوجه ضد البعض من البطاركة والمطارنة والقساوسة الأجلاء فبالرغم من انهم يقومون بخدمة طوعية ويؤدون واجبا مقدسا وانسانيا فانهم ايضا مستهدفين من قبل اقلام الخائبين , قرأت لكاتب آخر حيث يكيل تهما ما انزل الله فيها من سلطان ضد الدكتور سركون داديشو ولا ادري مالسبب الذي اقترفه هذا الشخص ضد تأريخ وقضية شعبه , اليس ما يقوم به سركون داديشو وعبر فضائيته يصب في خدمة تأريخ ومستقبل شعبه !
ختاما .. اهمس في آذان الذين في عقولهم عقدة الحقد العنصري القومي او الطائفي بل وحتى الشخصي , بان هذا التوجه لا يخدمهم ولا يخدم شعبهم بل يسئ الى تأريخهم قبل الأخرين ,عليهم باعادة النظر بكل افكارهم وعقدهم تلك , عليهم بما يعزز المحبة والتعاون بين ابناء شعبهم , واقتدوا ان شئتم بالمثقف سيزار هوزايا حين قال ....{ الصادق لا يخاف من مواجهة عريه، ومن لا تملأ جسده علامات فارقة، لا يخاف من التعري }.
قرأت لكاتبة مرموقة من مثقفي شعبنا واكن لها كل التقدير..... ,فهي وكما يبدو واقعة في حيرة من امرها وقد اوقعتني معها ايضا , فمرة اقرأ لها وهي تمتدح حكومة المالكي على ما قدمته للشعب العراقي فتقول { إن المجتمع العراقي الجديد مؤهل ليبني حضارة جديدة } ولا ادري ماذا قدمت هذه الحكومة للمجتمع العراقي , ومرة تمتدح الحكومة الكردية , ولا ادري ايضا ماذا قدمت الحكومة الكردية للمجتمع العراقي , ولكني اجهل مع من تصطف لكي نصطف معها ولكي ندافع سوية عن وحدة العراق ووحدة شعبه !
كثيرون هم من كتبوا ويكتبون , ولكن الذي يعنيني هو مشاعر القارئين من ابناء شعبنا ومثقفيه على وجه الخصوص , ارجوكم ان ترحموا شعبكم حين تكتبون , ولا تثقلوه بكتابات رومانسية وغير حقيقية ولا واقعية , حيث لا ينفع الندم حين تستيقظون فقد يكون قد فات الأوان !
اناشد كل عراقي وعراقية اناشد كل من رضع من حليب ام عراقية , ان لا ينسى ان ابن اربيل والموصل ودهوك وسرسنك والقوش وتلكيف هو ابن البصرة وبغداد والحلة والسماوة , اناشد كل من شرب من ماء دجلة والفرات وافرعهما من الشمال الى الجنوب, ان يكتب الحقيقة وان يحترم مشاعر ابناء شعبه الحزين على وطنه وأهله واقاربه واصدقاءه ، حيث اني لا انتقص اطلاقا من اي كاتب حين يكتب حقيقة اسباب المآسي والأحزان التي لحقت بشعبه ووطنه ، بل على العكس فانا معجب تماما به ، الا اني اهمس في اذن المتملق والمصلحي فقط ، فاقول ..خليك بعيدا عن سياسة الترويج والمديح لكي لا تلوث ماضيك وحسك الوطني , والا ستجد نفسك خارج القلوب المحبة .
صدقا اقول اني احب واحترم كل من يكتب الحقيقة والصراحة , ولكن صعب علي ان احترم الذي يغض النظر عن المأسي والأحزان التي اصابت شعب العراق جراء الحرب التي صورت وكأنها حرب تحرير وبناء الديمقراطية , كاذب من يقول .. ان العراق اصبح بلدا علمانيا حرا وديمقراطيا وان دستوره يحترم الانتماء الديني والفكري ويصون وحدة العراق ، كاذب من يقول ان الفدرالية في العراق تعني الخير والأمان , ايها الكاتب المتملق لا تجعلنا في صفوف الضاحكين عليك ، خليك راق مترفع عن المديح واكاذيب السياسيين ، خلينا نصفق لك دائما , فنحن الأثنين في صفوف الضحايا ، ولكي لا تصبح فقاعه صابون تذهب هباء كما ذهب الكثيرين من الكتاب السياسيين في ادراج الرياح .

اختم ما اقول بهذه الواقعة...ففي يوم من الأيام سالت احد الفنانين المعروفين من ابناء شعبنا المخلصين حيث التقيته في بلاد الغربة العربية ، سالته لماذا اغانيك حزينة تعبر فيها فقط عن الهم اليومي للشعب العراقي هل لأنك من الهاربين المهجرين , فانا لم اسمع لك ولا اغنية تمجد فيها الديمقراطية التي يروج لها السياسيين الحاليين ، ولم اسمع لك اغنية تمدح فيها احد من السياسيين..اجابني مهموما ، اني لا اريد ان الوث آذان العراقيين بالاعيب و قاذورات ووساخة { بعض } من اهل السياسة الحاليين , فالوطن بحاجه لمن يشخص اسباب الجرح متجردا عن الاهواء والمصالح وليس بحاجة للمداحين المتملقين فيلوثون سمعتهم .
ايها الأصدقاء , ان شعبنا يعرف كل الحقيقة , ولكي نجعله يثق بما تكتبون عليكم بالحقيقة التي تكشف الذين يريدون شرا بتأريخ ومستقبل شعبكم , وثقوا ان الابتعاد عن المجاملات وعن المزايدات والتملقات هي الضمانة الأكيدة لالتفاف شعبنا حولكم , اكتبوا بصدق عن ما يحاك في اروقة السياسة عن مستقبل وطننا وشعبنا كي لا تدانون , اكتبوا عن قتلانا وعن مهجرينا وعن مدننا وقرانا , عن مدينة سميلي وما حولها , الى نينوى وسهلها ومحيطها, اكتبوا عن البصرة والعمارة واهلها , اكشفوا مؤامرات وألاعيب الأعداء والخونة, فان لم تفلحوا , احفروا القبور في سميلي وتكريت وفي دهوك وكركوك ونينوى وانتشلوا عظام الأجداد الشهداء واحملوها رايات شاهدة , انها اعظم شهادات الوجود الأصيل واعظم من الكتابات الساذجة , ايها الشرفاء الأصلاء هذا عراقكم , ولا تصدقوا القادمين الجدد ,فانتم الأصلاء واصحاب الأرض , اكتبوا الحقيقة , انهم يحاولون شراء ذمم واقلام المخلصين لكنهم لن يفلحوا, اكتبوا ضد كل من لا يقول الحقيقة انهم والله يريدون طمس الحقيقة انهم يريدون قطع الثمر لينحني ميتا على ارضه .

ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل
Opinions