بإيجاز للسيّد ميناس اليوسفي وقناة الحوار اللندنية

في لقاء أجرته قناة الحوار اللندنيه مع السيّد ميناس اليوسفي/رئيس الحزب الديمقراطي المسيحي/العراق, تفضلّ اليوسفي في ردوده على أسئلة السيد صالح مقدم البرنامج , بطرح ارائه و ما يراه في مسيحييّ العراق (الكلدواشوريين السريان والأرمن)وأحزابهم منطلقا في كل ما قاله من نظرته التي تحددها زاويته ألتي يرتكن فيها ,ومن باب مراعاة حقه في قول ما يشاء, يحق لنا أيضا بالمقابل ان نشير إلى نقاط حيويه اصاب فيهاحينا و أخطأ في طريقة إطلاقه الأحكام عليها حينا أخر .

قولكم يا أستاذ اليوسفي بأنّ أحزابنا المسيحية العراقيه على الإطلاق متعاونه مع الإحتلال عدا حزبكم, هو في الحقيقه طرح مبتور و ذكر لنصف الحقيقه وهو في نفس الوقت إجحاف بحق أبناء شعبك وطنيا خاصة حين تشملهم وممثليهم السياسيين والروحيين بهذه التهمة التي أرفضها أنا شخصيا ومعي الألاف من أبناء شعبنا الذين يدركون مدى خساراتنا التي سببتها الإحتلالات السابقه وهكذا الإحتلال الحالي, وفي نفس الوقت الذي وجهت فيه إتهامك إلى 275 ممثل برلماني لكنك إستثنيت 35 عضو برلماني منهم فقط يتمتع بثقة العراقيين وهنا أوقفتني عدم موازنتك للمعادله , سؤالي لكم هو حول المعيار الذي إتبعته في هذا التقييم وأنت تتهم ممثلنا البرلماني الكلواشوري السرياني وحركته الديمقراطيه الأشوريه بالتعاون مع المحتل لمجرد أنه وحركته شارك في الإنتخابات وإنضوى تحت قبة البرلمان بعد شق الأنفس , بينما تبريئ ساحة أعضاء برلمانيون يزيد عددهم على الثلاثين او خمس وثلاثين هم ايضا شاركوا الإنتخابات برعاية وحماية قوة الإحتلال !! بالتأكيد هنالك سبب جعلك تفرز الخمس وثلاثين ممثل برلماني ليس سهلا إخفاؤه علينا, لكننا بقدر ما نعتقد بأنه من حقكّم وحريتكم وأنتم أحرارا في دفاعكم عن من شئتم, كان الأجدر بكم أن تذكروا الأشياء بمسمياتها لتثبيت مصداقيه أكبر , كما أوّد أن أذكرّكّم يا أخينا الأستاذ اليوسيفي بلقاء أجرته صحيفة البيان(حسب ظنّي) مع السيد يونادم كنّه , قبل زهاء السنتين على ما أتصور , قال في معرض رده على أحد الاسئله, بأن التفجيرات التي تحصل هي ليست فقط من أعمال المجاميع المقاومه والإسلاميه الخارجيه فقط, مشيرا إلى دور الموساد في التخطيط والتنفيذ,وأنا على يقين كونك تعلن عن نفسك وحزبك بأنك من مناصري المقاومه ضد المحتل ستتفق معه في طرحه الجريئ وصراحته,وقد دفعت قائمة السيد كنّه ثمن تصريحه ذلك حين تم إستباحة سرقة صناديق الإقتراع في قرى سهل نينوى والتي تسببت في خسراننا أكثر من ثلاثة الى خمسة ممثلين إضافة ألى السيد كنه , هذا مجرد للتذكير يا أستاذنا العزيز ميناس اليوسيفي , ولا يفوتكم بأن محاربة الكتل الكبيره لممثلينا الشرعيين هو سببا ودليلا أخر لنوعية الموقف الذي تتخذه بعض أحزابنا وليس كلها, وبالمناسبة انا لست منتميا لأي حزب لكن الحقيقه يجب أن تقال من أجل إزالة اللبس ليس إلا.

أمّا بخصوص إدعاءكم بأنكم طالبتم رجال الدين في إتخاذ موقف ضد الإحتلال, فأنا لا أستطيع البتته معارضتك في طلبك, لأن أهلنا المسيحييون هم أول من قد إكتوى بنيران و جرائم الإحتلال عبر التاريخ ولحد هذه اللحظه, لكنني هنا أيضا أود تذكيركم بخطابات نيافة المطران جرجس موسى /الحمدانيه, الذي لم يتردد في إعلان موقفه الصريح من الإحتلال منذ الأيام الأولى , وهكذا تصريحات بطريرك الكنيسة الكاثوليكيه الكلدانيه وأخرون حين يلقون تبعات ومسؤولية كل ما يجري من إقتتال بين أبناء شعبنا العراقي على الإحتلال و سياسة فرق تسد المعروفه, لذلك لم أرى أي مسوّغ مقبول في طريقة إتهامك لأحزابنا ولقادة كنائسنا في تعاونهم مع المحتل, لكن لو كان أعتراضك هو بسبب عدم مشاركتنا في مقاومة المحتل الفعليه فقدراتنا معروفة ولكن قول الكلمة او حفظها في القلب لا بأس أن تكون هي أضعف الإيمان.

يا أستاذ ميناس , أنا شخصيا لا اعرفك , لكنني أحترم فيك جرأتك مع تحفظي النسبي على ما تدلي به أو أدليته في المقابله حول حصر كلامك في تسمية الكلدان ونسبتهم ال 87% وكونهم منجميّن وماشابه, لاقول لحضرتك معتقدا بانكم كونكم كما يبدو لستم من الضالعين الإختصاصيين في أعماق وخفايا التاريخ كي تطلقوا هذا النسب , علاوة على أنكم تناقضون نفسكم بنفسكم بشكل جدا واضح يا استاذنا العزيز ,لأنكم في حديثكم العام حول الشأن العراقي تارة تبدي رفضك القاطع لأسلوب المحاصصه والطائفيه ما بين أطياف المجتمع العراقي ما بين سنه وشيعه وعرب وتركمان واكراد والخ,,,,, ثمّ تعود تارة أخرى لتصنف وتقسّم أبناء شعبك(المسيحي) الذي يحمله اسم حزبكم لتشرذمه ما بين التسميات ونسبها المئويه التي لا يمكنك لا أنت ولا أنا أن نحددها , وحتى في حال لو إستطعنا ذلك, فلا أعتقد بأننا اليوم بحاجة إلى مثل هذا الطرح الذي بات لا يثيره كما تعلم جيدا سوى الراغبين في تشتيت شملنا و وتغييب أصواتنا سواء أردتها كانت اصواتا مسيحية في نطاقها الديني أم قوميه, لأنكم تناسيتم كما يتراءى لي بأنكم في طرحكم الطائفي وتحديد نسب طوائفه بهذا الشكل سوف لن يساعدكم في دعم مسيرة حزبكم (المسيحي) الديمقراطي على الإطلاق .

سأكتفي بهذا القدر من تعليقي الذي لم اكن انشد من وراءه سوى مصلحة شعبنا في حاضر العراق ومستقبله.