Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

باحث : ضرب الأطفال يشجع على الانحراف

23/10/2009

شبكة اخبار نركال/NNN/الموصل/باسل طاقة/
وصف الباحث الاجتماعي فيصل اليوزبكي استخدام العنف ضد الأطفال بأنه أسلوب مرفوض مهما كان نوعه كطريقة للتأديب والتربية وأضاف , ان هذا يتعارض مع إنسانية الطفل من جهة ولان نتائجه سلبية دائما وان كانت مجدية مؤقتا ، فقد يؤدي إلى إيذاء الطفل جسديا أو نفسيا وفي كلتا الحالتين فانه خطأ تربوي فاضح ولذا يجب على الأهل والمربين في المدرسة تجنبه واستبداله بأساليب أخرى ، كإبداء الانزعاج من تصرف ما أو سحب الحب لفترة مؤقتة أو حرمان الطفل من نشاط يحبه ، ويضيف الباحث بشان آثار العنف : ان العنف لا يؤدي إلا إلى العنف سواء عند الكبار أم عند الصغار ولذلك ننصح تربويا بعدم اللجوء إليه ولا سيما من قبل الوالدين حيث ينظر الطفل إلى والديه بأعتبارهما الملجأ الأمين له وعندما يتعرض للعنف والأذى منهما يفقد هذا الأمان ويتعرض لمشكلات نفسية وجسدية ولحالات من القلق والتوتر وعدم التركيز وكل ذلك يؤثر في نموه العام الجسدي والعقلي والنفسي ،

كما ان العنف يؤثر في حياة الطفل المستقبلية لان الإنسان الذي ينشأ ضعيفا لا شخصية له ولا ثقة له بنفسه ولا بالآخرين ولا يملك ما يكفي من التفاؤل ، فهو ينظر إلى الجميع كوالديه المتسلطين القاسيين العنيفين ، ولذلك لا يستطيع التكيف الاجتماعي وبالتالي يكون ناشزا في حياته ، فإما يلجأ إلى العزلة والانطواء والانسحاب من المجتمع أو إلى إثبات ذاته بردود فعل عدائية تتسم بالعنف والمشاكسة وغيرها من السلوكيات المنحرفة اجتماعيا وأخلاقيا.


ان ماطرحه اليوزبكي وجهة نظر علمية لكن ! قليلة هي العائلات التي لا تلجأ إلى العنف كطريقة لتربية الطفل حيث يصبح العقاب تهديدا لمنع الطفل من القيام بكل ما هو ممنوع في نظر تلك العوائل ، برغم ان الضرب قد يتطور ويؤدي إلى نتائج خطيرة ، فمنذ فترة دخل الطفل (عماد) إلى المستشفى بعد تعرضه للضرب من والده في نوبة عصبية فقد فيها سيطرته على نفسه فضربه ضربا مبرحا ، وبالطبع الأب لا يقصد أن يؤذيه لكن الطفل ( 12 سنة ) أصيب بفشل كلوي حاد نتيجة هذا الحادث ، أحيانا يعتقد بعض الآباء والأمهات ان الضرب هو الحل فيبتكرون أنواعا غريبة من العقوبات وهي بحسب رأيهم تناسب الفعل الذي قام به الطفل ، ففي إحدى المرات دخل الجيران على (أم يوسف) وانتشلوا أطفالها من بين أيديها بعدما ربطت يوسف ( 11 سنة ) و ( مروة 9 سنوات ) وأخذت تضربهما بشدة بكيبل كهربائي لانهما لعبا بالكهرباء فسببت لهما جروحا وكدمات ،
في المدرسة
وفي المدرسة تتكرر الممارسات نفسها على الرغم من ان وزارة التربية قد منعت الضرب إلا ان العديد من المدارس لم تحتفل بإخراج العصا منها حتى الآن ، والمدرسة كمؤسسة تربوية تساهم في تنمية القدرات الاجتماعية والفردية للطفل لا ينبغي لها أن تقدم المعرفة كشيء منفصل عن الحياة ، فإذا دخل العنف المؤسسات التربوية فمعنى ذلك إعادة النظر في السلوكيات التربوية لمن يبتعدون عن التعليمات الصادرة عن وزارة التربية بهذا الشأن ، وبخاصة وانه قد أصبح من الثابت سايكلوجيا ان الطفل يتعلم أمورا كثيرة ويستوعبها بالحب لأنه دافع للفعالية الروحية وبالطبع يختلف الأطفال في تحصيلهم الدراسي وهدوئهم في الصف ويجد المعلم أو المعلمة نفسه مضطرا لاستعمال العنف أو التهديد به للمحافظة على النظام والهدوء ، فهناك أطفال كسالى يؤثر فيهم الضغط بينما لا يتأثر غيرهم بالتهديد ويشل الرعب آخرين ويحفز الإطراء البعض ويسرّهم النجاح ويبكيهم الفشل ويؤلمهم التأنيب فكيف يوفق المعلم بينهم ؟ اذ تربية الأطفال تتم بمختلف الطرق إلا العنف لان المشكلة ، ان المعلم والأهل هم قدوة للصغار فكيف سيروّض الطفل على طاعة قانون العقل وهو يرى قدوته يفقد أعصابه كل ساعة !
أنواع العنف
وقال الباحث اليوزبكي بشان معرفة تأثيرات أنواع العنف على الطفل: ان أهم أنواع العنف هو العقاب الجسدي المؤذي الذي يسبب تشوهات أو عاهات أو أمراض أحيانا ، وبحسب طبيعة الأذى وشدته ، ومن جانب آخر يكون للعنف النفسي المستمر والاحباطات المتراكمة وانعدام الثقة بالنفس وبالآخرين اثر سيئ مما يخلق لديه شخصية ضعيفة جسديا ونفسيا واجتماعيا ، وعن كيفية التعامل مع الطفل أجاب: ان التعامل مع الطفل والتربية ليست عشوائية ولا تأتي من فراغ وبالتالي فان الانحراف لا يأتي من فراغ ، فالعنف يترك آثاره على نمو الطفل سواء كان مقصودا أم غير مقصود ، فكثير من الأطفال ومن سوء حظهم في رؤيتهم جريمة وقعت أمامهم مثلا ، فإنها ستترك أثرها على حياتهم ، فكيف إذا وقع الأذى أو الاعتداء على الطفل نفسه ، وان الكثير من المجرمين تعرضوا لحوادث أو اعتداءات وهم صغار ، فالمجرم لا يرتكب جريمته فجأة بل يبدأ بتكوين الجريمة مع تكون فكره وتأثير المؤثرات المختلفة عليه سلبا أو إيجابا فنحن نرى الجريمة عندما يلدها المجتمع ، لكن المجتمع حبل بها منذ زمن وشارك أحيانا بتكوينها ، وأخيرا : فالطفولة هي الطبيعة الخاصة والمرحلة الضرورية لبناء الإنسان فلندعها تنضج برفق ولنحاول أن نتعرف من جديد على أطفالنا لأننا في الحقيقة ما زلنا نجهلهم كل الجهل


Opinions