باسكال وردا في اوكسفورد تلقي محاضرة في مؤتمر حول مستقبل الاقليات الدينية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا والسودانين ...
شبكة اخبار نركال/HHRO/NNN/
عادت السيدة باسكال وردا رئيسة منظمة حمورابي لحقوق الانسان ووزير سابق، من جولتها الاوربية التي شملت كل من بريطانيا وفرنسا، للفترة من 6-8 حزيران 2013.
اتت الجولة بدعوة من جامعة اوكسفورد بغرض القاء محاضرة عن وضع المسيحيين في العراق في المؤتمر الذي اقامته الجامعة المذكورة بعنوان "مستقبل الاقليات الدينية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا والسودانيتين (السودان الشمالية والجنوبية)" ضمن برنامج السودان الخاص بكلية القديس انطونيوس في جامعة اوكسفورد البريطانية.
كانت المحاضرة قد ركزت على الوضع الراهن في العراق بشكل عام، والاقليات العراقية وبالتركيز على وضع المسيحيين بشكل خاص. كما تخلل المحاضرة نقاشاً فعالاً وايجابياً افاد المشاركون بواقع حال الشعب العراقي في ظل اللااستقرار السياسي من جانب والاستهداف الارهابية من قبل قوى لا تريد امن العراق من الجانب الآخر.
كما وضحت السيدة الوزيرة بأن في حال الاستتباب الامني المنتظر والاستقرار في العراق ليس فقط المسيحيين من اللاجئين في بلدان الشتات ينون العودة بل العراقيين بجميع فئاتهم يحلمون بالعودة الى ديارهم والحصول على حقوقهم المسلوبة بسبب الكوارث و الجرائم التي عمت على العراقيين جراء الحروب المتتالية والهدم الكامل للبنى التحتية للبلاد, ابتداءاً من ابسط خدمات الحياة الكريمة ومروراً بالنظام التربوي وسياسيات التخطيط الصحيح والمفقود منذ عقود .
كما تخلل المحاضرة عرض صوري لبعض الاوضاع الحالية في بغداد وعدد من النشاطات التي تنجزها منظمة حمورابي لحقوق الانسان وغيرها من المنظمات غير الحكومية التي تحاول المشاركة في العملية التطويرية بغية ايجاد سبيل يؤدي الى بر الامان للعراقيين المكبلين بفواجع العنف المتعدد المصادر. كما بينت رئيسة المنظمة ايضا دور المرأة العراقية الفاعل والرامي الى المزيد من العمل التوعوي والمساهمة في تدريب الكوادر نحو تحقيق ادارة خالية من الفساد الاداري والسياسي بغية استعادة الحقوق الاساسية لكل فرد عراقي وبشكل خاص الفئات المظلومة والمتأثرة بالمحاصصة الطائفية والقومية التي تمزق نسيج المجتمع العراقي. كما وضحت رئيسة حمورابي بان الفئات القليلة العدد كالكلدان السريان الاشوريين والارمن كذلك باقي الاقليات الدينية كالايزيديين والمندائيين وغيرهم اكثر عرضاً لاستهداف الجماعات الارهابية وغيرهم من المسلحين المنظمين بهدف تنفيذ االمزيد من العمليات الاجرامية كالقتل الجماعي كما الفردي, والخطف والاعتداء على الاموال باسم العنصرية الطائفيثة وغالباً ما توضع هذه الاعمال الشنيعة على ظهر الدين الاسلامي كذريعة لتبرير اعمال اجرامية لاتمت للدين بصلة. وواصلت السيدة الوزيرة بتوضيح حقيقة المسيحيين العراقيين اللذين يمثلون من اقدم الاقوام سكنة وادي الرافدين حيث عاشوا في العراق قبل غيرهم ومع غيرهم من الاقوام والاديان بالفة واحترام المتبادل. لكن وللاسف الشديد ان تنفيذ مشاريع واجندات جهات لاتريد خير العراق هو اللاعب الاكبر في عملية التغيير السياسي التي اصابها الكثير من التأخر والفوضى ما خلف المزيد من التخلف في تطوير وتنويع الوسائل الاقتصادية وذلك ليس هدما للبنى التحتية العراقية فحسب بل وايضاً للعقلية العراقية حيث كرست ظاهرة تطبيع الفساد السياسي والاداري والمالي ليصبح العراق ويميز بين الصفوف الاولى عالمياً في ممارسة الفساد باشكاله، بالرغم من وسائل الردع المتنوعة مثل الرقابة المالية ومفوضية النزاهة وغيرها..
تعرضت مجموعات وافراد من العراقيين المسيحيين في الموصل وبغداد وحتى في اقليم كوردستان الى اعتداءات بأشكالها مثل التجاوز على المنازل والاراضي ومؤخرا تحت تهديدات متعددة تم بيع وشراء بيوت المسيحيين باسعار زهيدة لا تساوي الربع مقارنة بغيرهم وفي نفس الظروف والمناطق التي فيها تمارس تلك العمليات. كما تم استهدافهم وهم في اعمالهم بتهديدهم واجبارهم على ترك ممتلكاتهم بما انهم لا يمتلكون ردعاً عشائريا وليس لهم تمثيلا سياسيا قادرا على ان يدافع عنهم. ففي ظل انعدام الثقة في الاجهزة الامنية التي لللاسف الشديد غالباً ما قد اغفلت عن هذه الحقائق مثلما حدث في احداث استهداف الطلبة المسيحيين في سهل نينوى وتهجير وقتل واختطاف المسيحيين في الموصل وبغداد وكركوك وعبورا بمذبحة سيدة النجاة وكما حصل قبل ايام في وسط بغداد حيث12رجلا ايزيديا قد قتلوا وهم في محلاتهم والتي اكثرها محلات المشروبات الروحية المرخصة. وقبلهم بأيام 9 اخرون من نفس الفئة وهم في طريقهم الى ديارهم قد تم اغتيالهم بدون سبب. يمكن القول, لطالما هناك تواصل لهذه العمليات وامام مرأى الاجهزة الرسمية ويعاد تكرارها دون معالجة, فهناك الكثير مما يجب قوله بهذا الصدد. اما التفجيرات التي يومياً تنال من امن الابرياء في كل مكان في بغداد وفي المدن العراقية فهي اكبر دليل على عجز الاجهزة الرسمية في اداء مهامها بشكل صحيح. اما الحلول فما من احد يبادر اليها بشكل صحيح ما عدى من خلال مبادرات جزئية ومحدودة هنا وهناك بين مختلف المكونات الساسية. لكن الواقع ما من احد يشهد بارادة حقيقية رامية الى انهاء الصراع السياسي المدمر والذي بدء المجتمع المدني العراقي ليس بالحديث عنه فحسب بل وايضاً بانجاز اعمال ضاغطة على السلطات الساسية بغية مساعدتهم في الوصول الى حلول سياسية لاخراج البلد من الازمات المتراكمة لان احد اعمق مشاكل العراق هو عدم وجود قيادات وساحة سياسية منسجمة وقادرة في اعادة تنظيم شؤونه السياسية. كانت جهود المجتمع المدني موفقة في بعض الامور, كاعادة البرلمان الى عمله وانهاء جلساته المفتوحة وذلك عن طريق اقامة دعوى قضائية لدى المحكمة الدستورية التي قررت لصالح دعوى المجتمع المدني بأمرها البرلمان باستعادة اجتماعاته الاعتيادية والا خلاف ذلك فهم يخالفون الدستور. كذلك بخصوص وضع السجون وبالرغم من تسيس الكثير من معالم مسألة السجون وردود افعال بخصوص السجناء والارهابيين وعمليات الحكم بالاعدام على عدد منهم تنفيذا للقانون العراقي الحالي، فان المجتمع المدني قد واصل في توضيح بعض المسائل الخاصة بهذا الموضوع عبر تقارير نتجت عن زيارات ولقاءات حيث كشفت بأن المئات وربما الالاف يقيمون في السجون وهم لا يزالون موقوفون. بالاضافة الى المطالبة بتحسين مستوى الاداء والخدمة الخاصة بالنزلاء في بيوت الاصلاح والسجون بغية صيانة الكرامة البشرية للانسان. هذا ماركزت عليه منظمة حمورابي لحقوق الانسان في تقريرها بعد زيارة ايلول في 2012 الى سجن النساء في بغداد.
كما وضحت المحاضرة بان المس بحقوق الاقليات الدينية موجود حتى عبر قوانين يعمل بها منذ الخمسينات القرن الماضي مثل المادة 21 مقطع 3 الذي يجبر القاصرين من اطفال الاشخاص الذين يتبعون الاسلام من المسيحيين او غيرهم من الاديان باسلمتهم مكرهين . بينما المسيحيين وغيرهم من العراقيين يطالبون بحماية قانونية وليس رحمة ومنة كما يرفضون الذمية كونهم اصلاء العراق.
كان المؤتمر قد باشر بكلمة قصيرة لرئيس التضامن المسيحي العالمي الدكتور جون ايبنار, قائلا : في امل ايجاد سبل التعايش السلمي بين المسيحيين وغيرهم كان من واجبنا دعم هذا المشروع القيم لجامعة لها صداها عالميا للوصول الى المزيد من الضغط على الجهات المعنية لفرض احترام حقوق الانسان في والحفاظ على الاقليات الدينية لمنطقة الشرق الاوسط .
كما القى الرئيس امين الجميل محاضرة قيمة بعنوان اوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط حيث بين فيها اهمية التظافر بين المسيحيين انفسهم وبين المسيحيين والمسلمين وباقي المكونات لمواجهة الارهاب الذي يستهدف الجميع. شدد على الهوية المتنوعة للشرق الاوسط ما يتطلب انظمة معتدلة و ديمقراطية تحترم جميع القيم الانسانية في ظل قواانين مدنية تساعد وتحفز التعايش السلمي بين مختلف الاديان في المنطقة.
كذلك القى كل من ممثلين عن السودان والمصر و ايران (المتحدث باسم البهائيين) والمغرب (عن المغاربة والجزائريين اليهود) محاضراتهم القيمة عن الوضع المخيف للاقليات الدينية في تلك البلدان مسلطين الضوء على العلاقات التاريخية التي تربط بين مختلف المكونات التي تحكم من قبل اكثريات مسلمة والتي تتاثر بسياسات السلطات التي تستخدمها حسب مصالحها السياسية وتنتج جماعات متطرفة تضع نار العداء بين المواطنين بتكريس الطائفية والتطرف الديني على حساب حق المواطنة .
انهى المؤتمر الدكتور احمد شاهي مسؤول تنظيم برنامج السودان في كلية القديس انطونيوس باوكسفورد معبرا عن شكره وامتنانه لنجاح المؤتمر .
المصدر: منظمة حمورابي لحقوق الانسان