باسم فرات..شاعرٌ مسكون بمفردة العشق المعربش على حدائق بابل
حينَ رحتُ أطالعُ المواقع والمدونات مرتني الأسماء برهافة النسائم التي تمرك إن كُنت على شط الفرات والغروب في عرسه الأخير....أسماء ربما أعرفها وأخرى تتشكل في عمق الذاكرة لِمَ قرأتُ في نتاجاتها وبقيّ في الذاكرة....وكون نهر الفرات متجلٍ في أعماقي فقد استوقفني شاعر عراقي أكادي بهذا الاسم ( باسم فرات)... فجعلته مفردة في تراتيل بابل القديمة...ورحتُ أسوح الرافدين عرضا وطولا...واستدعيتُ كلدو وأشور ونبوخذ نصر وجلجامش وأنكيدو وربما لن أخفيكم فقد دعوتُ الملكة الآشورية شاميرام كي تعاقر الكأس معنا...وبرفقتنا الشاعر المتألق المهاجر عنوةً إلى بلاد الشرق..فعلى شرف الشاعر باسم فرت أقمتُ وليمة لكل من سبق ذكرهم....فسألني سرجون عنهُ...هل هو أحد جنودنا.... أم أنك عينته كقائدٍ للجيش!!
ابتسمت وقلتُ له لا يا سيدي هذا ليس بقائدٍ للعمليات العسكرية وفتوحاتك الرائعة لكنه علم من أعلام أمتك.....هو منفيّ من سهول بلاده ومعذبٌ بطعم عشقها...يكتب أبجديته ويُمارسُ طقوسه...ولعلني لا أجانب الحقيقة إن قلتُ: هو عاشق عراقي يكتب رسائل عشقٍ لحبيبته التي تزدحم فوقها طقوس المنافي والاغتراب....والحفاة ...
أما الملكة الآشورية شاميرام....همست في أذني قائلةً: أَلعلك تتحدث عن تلك الطلعة البهية ..ذاك المسكون بعطر أزهار حدائقي..ذاك الملتحف بلون الشوق في تراتيلها....قلتُ: لها أجل هو مفردة في قواميس حبكِ..وقصيدة تلونها اللوعة والعشق والطقوس المزركشة في فضاءات الأغوار السحيقة للنفس...
وأما جلجامش فقد رفع كأسه عاليا ..صارخا...لك ياباسم فرات أعبُّ من خمرتي...أنت مثلي تفتش عن نبتة الحياة الدائمة....لعلك قد أجدت في البحث عنها ضمن مفردة القصيدة...وأنت من سجل حضوره في أسرار مدني البهية...أنت ظلي الذي استحال إلى قصيدة خالدة...
ولما كنتُ قد توقفتُ عند هذا الشاعر الشاب باسم فرت ...مرني رحيل الشاعر العراقي سركون بولص الذي عشت معه عاما كاملا نلتقي في غرفته ببلدة شبنكونك الألمانية ...نُطالع ونكتب القصائد ونمزق .......رحل أسد أشو ر الذي قلت عنه السفينة التي جمعت عشاق الكلمة....سيزيف العصور سركون بولص....بشر بآلام أمته الآشورية بدون قصد منه...وكان إن وقعت عيني على مقابلةٍ للأخ ويع شامخ مع الشاعر باسم فرات وعلقت على تلك المقابلة فكانت أولى نفحات الطيب بين مغتربين مُهجرين عبر أصقاع العالم...وذات يوم كتب ليّ الشاعر باسم..فأحسستُ بأنه قريب مني ..وربما هو مثلي يُعاقر المنافي ويترجمها عبر أبجدية القصيدة...
والذي أكتبه هنا ليس عملا نقديا لما كتبه الشاعر باسم ولستُ هنا من أجل أن امتدحه بما ليس هو فيه...لكن بعد أن قرأتُ له نصوصه الموجودة في الصحف أستطيع أن أقول وأنا مطمئن على هذا المتألق بشموخ نخيل العراق وعذوبة ماء الفرات....
له أن يكّون مفردة العشق البابلي الأكادي.....كما يُحب أن يكتبها لي...فجدنا أكاد وسومر وأشور ....باسم فرات أنشودة تزدحم فيها حلاوة التمر العراقي بطعم المنافي هو مسكون بعشق عراقه كما ينثر عبير قريحته الفياضة على مياسم جميع الدروب المؤدية للإنسان...بقي أن نقول:
باسم فرات أحد الشعراء الشباب الذين سجلوا أسمائهم في سجلات الحركة الشعرية المعاصرة.....وأتمنى أن يتوفر لي الوقت الكافي كي أقوم بدراسة هذا الشاعر المتألق دراسة نقدية تحليلية موضوعية لأنه يستحق الوقوف ولأنه قامة شعرية عراقية المنابت والمنابع... لك أيها الفارس الشاعر....
مودتي التي لا تُبلى سجاياها.
أخوكم اسحق قومي
ألمانيا في 12/6/2008م
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
Sam11@hotmail.de