Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بالامس اغتلتم الارض.. وهي اغلى واثمن من الشهداء عزيزي تيري...

حكمة ..
نصح احيقار.. حكيمنا الموقر.. ابن اخته نادان قائلا:
" يا بني، لا تكن عجولا متسرعا، كشجرة اللوز التي تزهر قبل كل الاشجار، ويؤكل ثمرها بعدها جميعا، بل كن سويا هادئا متأنيا كشجرة التوت فهي تورق اخر لااشجار، لكن ثمرها يسبق كل الاثمار"..

اربع وعشرون ساعة !!
سريعة جاءت مقالة السيد تيري بطرس، كسرعة وجبات الماكدونالدز، التي رغم سرعة تحضيرها، وسخونتها، الا انها تؤدي الى الانتفاخ السريع .. فبعد اقل من اربع وعشرون ساعة من نشر عنكاوا كوم، للتقرير الذي جاء على صفحات جريدة هاولاتى، نشر السيد تيري مقالا، حُضّر سريعا، وحُشي بالمفردات العسيرة الهضم، اتهم فيه الحركة بتقاعسها في البحث عن العدالة وتحقيقها، مستغربا من خطابها المعادي للجوار ولاقرب حليف لشعبنا على حد تعبيره !!
ولكي لا ننهي عن شئ ونأتي بمثله، فاننا لن نتهم كاتب المقال بتهما جاهزة سريعة، عسيرة الهضم، بل اننا سنطبخ الامور معا في قدر واسع، لنقشر..ولنتذوق وقارئنا العزيز ما كان يصبو اليه السيد تيري، عل طبختنا تكون ايسر هضما لدى قراءنا الاعزاء.. ولدى الباحثين عن حقائق الامور..وخفاياها..
الشهيد فرنسيس.. واخرون
لم تقدم اي جهة سياسية لشعبنا من عطاء وتضحية ما قدمته الحركة الديمقراطية الاشورية في مشوارها النضالي العريق، فهي ورغم ما تلقته وتلاقيه من صعوبات يختلقها البعض للتعامل مع القضايا الداخلية، الا انها كانت ولاتزال بحق المؤسسة الوحيدة التي تبنت وجسدت ثقافة (العطاء بلا حدود) التي نشرتها من خلال فكرها وممارساتها. هذه الثقافة التي كانت جديدة على المستوى المؤسساتي والسياسي، ما ادى الى ان تواجه معارضة شديدة من لدن بقية المؤسسات (العريقة) التي اعتمدت على الخطاب الرنان المخنوق من قلة الاوكسجين، المزين بكلمات التمنطق ومفردات السفسطة (القديمة) فجاءت المعارضة على اشدها، وبطرق مختلفة، انعكست سلبا على المباشرين بها، فابعدت المتمنطقين والسفسطائيين عن الشارع السياسي، وقربته الى ثقافة العطاء الجديدة، التي احتوت متطلبات الشعب وطموحاته فخرجت من دائرة الكلام، وتجاوزته الى حدود العمل النضالي، الذي توجته بأروع قيم الاصالة والتشبث بالارض والوطن، وهي تقديم شهداءها قربانا على مذبح الامة، جاعلة من اجسادهم التي تأصلت في الارض، جذورا لتشبث الانسان الكلدواشوري بوطنه..
وهكذا استمرت المسيرة، وتجددت.. اولا بالايمان بالعطاء بلا حدود، ثم بالتضحية في سبيل القضية التي جسدها الشهداء ، فالتشبث من خلال تلك الشهادة بالارض المقدسة التي حملت الانسان الكلدواشوري طفلا، فصبياً، ثم طالبا وعاملا.. فزوجا ووالدا ، ثم احتضنته شهيدا.. فوطناً... فكانت تلك المسيرة اروع مثال لتجسيد ثقافة العطاء بلا حدود، وقد نجح قطار الحركة الديمقراطية الاشورية في كل محطة من محطات هذه المسيرة خير نجاح..

لكن هل تنكرت الحركة ومسانديها لهؤلاء الشهداء العظام؟؟ ولهذه المسيرة المعطاء؟؟
هذا التساؤل المحقون وجدناه في مقال السيد تيري الذي تمنيت منه ان يتأكد من تاريخ النفاذ او الـ expiry date المطبوع على علبة التهم الجاهزة التي قدمها على انها حلويات بعد وجبة الماكدونالدز..وكأن الوجبة لم تكن كافية لإحداث الانتفاخ المطلوب.. فاتهامه هذه المرة للحركة الديمقراطية الاشورية كان مصحوبا باتهام مبطن، وان لم تتضح معالمه الا بالقراءة (الصحيحة) للمقال، اذ اعتبر السيد تيري شعبنا ساذجا الى درجة انه يفتقد فيها الرؤية الصحيحة والثاقبة للمشهد السياسي، لأنه انتخب قائمة الرافدين، التي تمرر ذبذبات خطابها الديماغوجي فوق رادارات شعبنا، دون ان تلتقطها.. بحسب نظريته!!
ان هكذا اتهامات رخيصة ان ارتضاها هذا البعض، فنحن لا نرتضيها لشعبنا، فالشعب ليس ملهاة اطفال، يقتنيها من يشاء وقتما يشاء ويرميها حينما يشاء في صفائح قمامته. وان كنا نتحدث عن الديماغوجية، التي يعتقد هذا البعض ان شعبنا الذكي ينخدع بها... فلنتحدث عنها..وبصراحة..
كان السيد تيري، وحزبه، الحزب الوطني الاشوري، من اعنف المطبلين لمشروع الحكم الذاتي وامهرهم (قرعا)، لا بل ان هذا المشروع كان شعار قائمتهم الانتخابية، التي حاولوا بها، ومن خلال تسميتها بـ عشتار، ان يوهموا الناخب، بارتباطهم بمشاريع المجلس الشعبي، الذي لم يضمهم تحت جناحيه في الانتخابات الاخيرة.. ولمن لا يعرف ما هو مشروع الحكم الذاتي، فهو مشروع (الارض) الذي ابهر اذهان البعض الحالم فينا، الذين رأوا فيه عروسا، حددوا ملامحها وصفاتها كما تشاء مخيلتهم الواسعة، فكانت فارعة الطول، واسعة العينين، شقراء لمن يحب الشقراوات، سمراء لمن يعشق السمراوات، ذكية، مثقفة، مؤمنة، ومتواضعة، ادارية ناجحة، وخلوقة، ورشيقة طبعا.. واسترسلوا في تلك الصفات، فعددوها... وجعلوها تسعا وتسعين..واياك والكفر بإحداها، فأنت لا تريد الخير لعريسنا...(عريس الغفلة).. وويل لمن يحاول فك ظفائرها، فهو مع المفقودين..والمذلولين، يكون..
وهكذا بدأت حفلات التحضير لوصول هذه العروس.. فارتفع دق الطبول، وتعالت هلهلة المزغردين.. وفجأة، ورغم قوة ايقاعات الطبل، والتزمير والتصفيق والهلاهل، و(الشاباش).. والاطلاقات النارية...وكأننا في عرس ما مثله عرس، توقف كل شئ فجأة في لحظة من الزمن، فقد اختفى العريس.. ولم تأتي العروس.. فلعن الحاضرين قدرهم.. وصبوا جام غضبهم على الراعي.. فجاءوا بأقوال غريبة..وتهم عجيبة.. وتصريحات غريبة..
هذا هو مشروع الحكم الذاتي، مشروع الارض، والسيادة..الذي طبل له الاخوة وزمروا، ووعدوا الشعب وعودا مغرية من خلاله بأرض ذات سيادة ذاتية وحكم ديموقراطي..وجمهورية افلاطونية، لا يفوق حسنها حسنا، ولا جمالها جمالا.. لكنهم حين سؤلوا عما يدور في الشارع السياسي، عن ان هناك تجاوزات على اراضيكم.. انتفظ سكرتيرهم قائلا بأنه ليس هناك متر مربع واحد من اراضينا مسلوب او متجاوز عليه !!! وكأن سكرتير الحزب الموقر لا يضع مذياعه على موجة تجاوزات.اف.ام.
فماذا نسمي هذا هذا التناقض في الاراء والخطاب السياسي في حزبكم عزيزي تيري؟ هل نسميه استصغارا بعقول ابناء شعبنا، ام نسميه خطابا ديماغوجيا كما تطلق انت عليه، ام نسميه محاولة للتودد لدى الاسياد؟؟
لكن شعبنا كان اذكى من ان يقع فريسة مثل هكذا تناقضات في العمل السياسي، وقال كلمته فأختار القائمة البنفسجية مؤتمنها على اصواته الحرة، فهو يعلم انها تملك الارادة المستقلة، وقد اختبر صدقها ومصداقيتها من خلال مطالباتها الصريحة برفع التجاوزات عن قرانا واراضينا، أ لم تسمع اخ تيري عن التجاوزات على اراضي عينكاوا ودهوك..وغيرها..يبدو ان مذياعكم انتم ايضا لا يتحمل ترددات تلك الموجة...
ان هذه السياسة النابعة من حاجة الشارع السياسي في امتنا، والاقدام على اخذ القرارات المناسبة، بالتكتيك السياسي الذي يحفظ كرامة ابناء شعبنا، هو ما يميز الحركة الديمقراطية الاشورية عن غيرها، وانعدامه هو الذي يفقد البعض مصداقيته لدى الشعب، فلا يحصل الا على اصوات الاقارب والاحباب والمعارف...
ومن منطلق هذه القرارات الهشة، وهذه التصريحات الاستخفافية، واستمرارية القرع على طبول مثقوبة، اصبح حريا بالسادة في الحزب الوطني الاشوري ومنظريه الكرام، الا يبتوا في قضايانا القومية، فهم ان انكروا علينا حقنا في ارضنا، وتغاضوا عما يحدث امام اعينهم، فكيف لهم ان يؤطروا تهمهم للحركة بكفن شهداءها؟؟ أوليس هذا تمثيلا بجثث اولئك الشهداء؟؟ ثم ما همهم في دم روى ارض هم نكروها بجرة قلم؟؟

فأيهما اغلى واثمن ترى.. الشهيد ام الارض؟
ان كنتم تقولون ان الحي ابقى من الميت، نحن نقول ان الارض ابقى من الشهيد، أ ولم يعانق جسد الشهيد تلك الارض؟ أ ولم يرويها بدمه؟؟ أ ولم يضحي الشهيد بروحه لتزهر تلك الارض وطنا.. يعيش فيه ابناءه واخوته بكرامة فيه؟؟
انتم اغتلتم الارض التي روتها دماء الشهيد الخالد فرنسيس، كما ارتوت بدماء يوبرت ويوسف ويوخنا، وبيرس وغسان وايشو وسركون ومنذر وروميو.. وامير ونشوان وجميل وروفائيل وشيبا وماجد، وسمير وزيا وكمال، وماهر ونينوس وداني..وكثيرون اخرون..قبلهم وبعدهم..
اغتلتم حق اخوتهم وابناءهم وعوائلهم فيها..اولئك الذين ورثوها عن دماء شهدائهم العظام..فما لكم البتة اي حق في ان تتلاعبوا بالكلمات، وتمارسوا اي تمثيل بالجثث من جديد، بأن تدعوا مصلحة الشعب في كلامكم... لانكم ما عدتم تملكون تلك الارض..فلا يملك احدنا حقا في شئ لم يدفع ثمنه عزيزي تيري... الا اذا كان هبة اعطيت له من غيره ؟؟؟ فكيف به ان باعها وتنكر لها؟؟
لا تُقطّعوا ملابسكم بكاءا على دم الشهيد الخالد فرنسيس، ولا على شعبنا الذي اختار مرشحيه، فهذه الارض..وهؤلاء اصحابها الشرعيين، دفعوا ثمنها مقدما، دماءا زكية وروحا وطنية خالصة..ولا تأتونا ناحين على اوصال الشهيد فقد اقتطعتم اوصاله حين اقتطعتم الارض بتصريحاتكم وسياساتكم.. لا تأتونا فاعلين كل ذلك... فقد صاح الديك ثلاث مرات!!

الورثة الحقيقيين لدم الشهيد..وارضه
رب سائل يسأل: اذا من له الحق في الدفاع عن دم الشهيد فرنسيس.. نقول وبملء الفم..
هو كل فرد دافع ويدافع عن الارض التي روتها دماء الشهيد.. هو كل ابن بار لهذه الامة، يحترم دماء شهداءه، ويقدس الارض الذي احتضنت اجسادهم... هو كل من لم يتاجر بهذا الدم، في مزادات سياسية.. هو كل من لم يتنكر لحق امته..في ارضها.. ولم يبع عذريتها في وضح النهار.. هو كل من تعمذ بحب هذه الامة..فقدم لها ما استطاع من ثقافة العطاء بلا حدود..
هؤلاء هم من سجل الشهيد اسماءهم بدمه في سجل مالكي الارض.. فمن باع حصته منها..باع دم الشهيد..


اما عن اعزائي النخبويين، فاقول..
اتمنى لهم ان يتعلموا من الحليف الاقرب لشعبنا، على حد تعبيرهم.. فالاخوة ( الحلفاء)، قدموا لنا درسا في حب الارض، وتقديسها، وتقديس الدماء التي سفكت من اجلها.. فلم يساوموا ولو للحظة على كركوك، ولم يبيعوا اويتنازلوا عن شبرٍ واحدٍ منها، لان الارض عندهم اغلى واثمن وابقى من الشهيد .
اتمنى لهم ان ارادوا البت في قضايانا القومية، أن يقدسوا هذه الارض اولا، ان يقدسوا ما فيها من دم سفك، واجساد تجذرت.. وان يقدسوا ما عليها، من شعب رفض خطاباتهم المتناقضة، وشعاراتهم الرنانة..فلا يتهموه بالسذاجة لانه اختار.. وان يقدسوا كل شبر كما هو.. ولا ينكروا التجاوزات التي يرونها بأم أعينهم..
اتمنى لهم ان تكون مقالاتهم وخطاباتهم اكثر واقعية، وحكمة، ولا يقدموا لشعبنا وجبات عفنة، وليتركوها لمن يجيد الطبخ..وليهتموا هم بتحديث البرنامج السياسي لحزبهم عله يخرج من نطاق العائلة..
اما بقية انواع البهارات الجاهزة، كالديماغوجية في الخطاب السياسي، ومحاولة دق الاسفين بين الحركة من جهة، وجارنا، الحليف الاقرب لشعبنا من جهة اخرى على حد تعبير السيد بطرس، اومحاولة النيل من الحركة وانجازاتها، او محاولة تأجيج الصراعات الداخلية، او حتى الاصطياد في الماء العكر، فنحن لا نتمناها لوجبات تيري العزيز، ومن جانبنا سنكون بمنأى عنها في مقالنا ولن نضعها في طبختنا هذه فنحن لانحب البهار الهندي... وسنكتفي بالملح...

وبارك الرب بكل جهد جمع ولم يفرق
سيزار هوزايا
ملبورن – استراليا
بدايات حزيران الكثير المقالات..
sizarhozaya@hotmail.com


Opinions