Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بالرغم من عدم اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات وسائل دعائية رخيصة يمارسها مرشحون لخوض الانتخابات في البصرة

20/08/2008

شبكة اخبار نركال/NNN/البصرة/
توجه أبو صلاح وهو احد الوجوه المعروفة في منطقة المعقل وسط البصرة إلى إحدى القاعات كي يلبي دعوة غداء وجهها له احد المرشحين لخوض الانتخابات المحلية المقبلة وبعد عودته من هناك أعرب عن دهشته لحجم الأموال التي أنفقها المرشح للوليمة. قائلا: وأنا في طريق عودتي إلى المنزل أحصيت حجم الأموال التي بذلها المرشح، فأدركت أنها بالإمكان أن توفر لي عيشا مدته ثلاث سنوات في اقل التقديرات.
نوال الساعدي الناشطة في مجال حقوق الإنسان أيدت ما ذهب إليه (أبو صلاح) بقولها: حضرت مرة إلى إحدى الولائم تلبية لدعوة احد المرشحين وما شاهدته هناك كان بالنسبة لي صدمة كبيرة كوني عرفت تماما أن المصروفات غير الاعتيادية التي بذخها المرشح لإعداد وليمته تهدف إلى كسب الحاضرين للإدلاء بأصواتهم لصالحه خلال الانتخابات المقبلة، ولاحظت المرشح داخل القاعة المخصصة راسما على وجهه ابتسامة مفتعلة وهو يدور بين الحاضرين مزهوا بنفسه، ملقياً عليهم طرائف غير مثيرة،كما شاهدت بين المدعوين بعض رؤساء العشائر الذين على ما يبدو لا يتخلفون على الإطلاق عن تلبية أية دعوة توجه إليهم بغض النظر عن طبيعة الداعي وأهدافه السياسية أو من أية جهة كانت،فقد تجدهم في المحافل الديمقراطية ديمقراطيين وفي المحافل الفيدرالية فيدراليين وفي الدينية إسلاميين أي باختصار أينما توجد الولائم يوجدون وهذا ما جعلني اذكر قول احد الشعراء:
قومٌ إذا سمعوا بمكَة أكلةً
حجوا إليها قبل الحجيجِ بعامِ
وختمت الساعدي حديثها قائلة: بعد مشاهدتي لأجواء الدعاية الرخيصة التي مارسها ذلك المرشح قررت رفض أية دعوة من هذا النوع أذا ما وجهها لي أحد المرشحين مستقبلا. ظاهرة الولائم الفارهة يرى فيها المثقفون وجوهاً عدة، إلا أنهم جميعا وضعوها في إطار الوسائل غير الرصينة للحصول على الأصوات في اللعبة الانتخابية المقبلة. الكاتب (قاسم العبادي) قال: تحضير الولائم الفاخرة والتباهي بها هي في تفسير أكثرية الباحثين في مجال(الاجتماع) جزء من ثقافة البادية رسخها وثبتها رؤساء القبائل وسادات المناطق منذ مئات السنين إلا إنها انتقلت إلى القرية في ما بعد ليتبناها الإقطاع، ومن ثم انتقلت الى المدن العراقية التي وصفها الدكتور علي الوردي عالم الاجتماع المعروف بأنها مدن ريفية. حديث قاسم العبادي أيده (حامد البصري) أستاذ مادة التاريخ قائلا: يبدو أن بعض المرشحين يحاولون الاشتغال على وفق منهج للحكم مرسوم منذ الأزل يقوم على فرضية (السُفرة والسيف)، قالها البصري ساخرا، منتقداً عدم وجود برامج سياسية واقتصادية علمية تلبي ما تتطلبه المرحلة. (فاطمة الربيعي) رئيسة منظمة مساواة علقت على الموضوع بقولها: إذا كان البعض يلصق بالنساء نظرية تقول:الوصول إلى قلب الزوج يتم عن طريق معدته فان المرشحين للانتخابات من أمثال هؤلاء يحاولون أيضا الوصول إلى الناخب من خلال معدته. الانتقادات الموجهة لظاهرة الولائم ذات الإسراف غير المعقول دخل إلى مضمارها بعض رجال الدين فقد شن السيد (بدر الموسوي) عن دار تعليم القران الكريم هجوما على الظاهرة خلال حديثه قائلا: يبدو أن بعض المرشحين يخوضون سباقا لا يشبه سباق الانتخابات المعروف في العديد من دول العالم يقوم أساس المعادلة: أيهما أكثر إسرافا فهو إذن المرشح الأقوى.!!


Opinions