بدء اعمال اول مؤتمرات المصالحة العراقية الاربعة
26/08/2006 أسامة مهدي من لندن: اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اصراره على المضي في طريق المصالحة الوطنية وتفعيلها ودعا الجيران العرب الى الوقوف مع بلادة ضد الارهابيين الذين قال انه لن يسمح لهم بتحويل العراق الى ممر او مقر لنشاطاتهم وانما سيكون مقبرة لهم ، بينما اكد وزير الحوار الوطني اكرم الحكيم ان المصالحة لن تتحقق من دون تنازلات متبادلة وطالب ممثل عشائر الانبار الغربية برحيل القوات الاجنبية والاعتراف بالمقاومة والغاء هيئة اجتثاث البعث في وقت ينتظر ان يصل الى بغداد قريبا الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الى بغداد لدعم مشروع المصالحة الوطنية .
جاء ذلك لدى بدء اعمال لجنة الحوار والمصالحة الوطنية العراقية في بغداد اليوم بعقد مؤتمر عام لرؤساء العشائر العراقية بمشاركة 600 منهم وصل عدد منهم من الاردن التي يقيمون فيها وهم ينتمون لمختلف طوائف واديان وقوميات الشعب العراقي .
وقال المالكي في كلمة له افتتح بها مؤتمر رؤساء العشائر انه ماض في تفعيل المصالحة حتى لايبقى مواطن عراقي خارجها ليكون العراق لكل ابنائه مشيرا الى ان هذا لايعني انهاء الخلافات بين العراقيين وانما عدم حلها بقوة السلاح وانما بالحوار ونبذ العنف . وحذر من ان الارهاب يستهدف تمزيق الوطن العراقي الموحد وتدمير الدولة وقال ان تحرير البلاد من النفوذ الاجنبي لايتم من دون وحدة وطنية .
واوضح المالكي اهمية دور العشائر لما تمثله من نسيج اجتماعي متماسك في مواجهة الارهابيين ومسببي الفتنة الطائفية والمتسللين عبر الحدود . واضاف ان بلاده تمر بظروف صعبة وهي تنتظر العون من اشقائها العرب في مواجهة الارهابيين الذين شدد على ان العراق لن يسمح لهم بتحويله الى ممر او مقر لهم ولكنه ستحول الى مقبرة لهم .
واكد رئيس الوزراء العراقي قدرة حكومته على خوض معركة شاملة ضد الارهابيين وقدرتها على توجيه ضربات موجعه لهم وقال ان من يعتقد من بقايا النظام السابق امكانية العودة الى السلطة فهو واهم موضحا ان المصالحة فرصة لمراجعة النفس والاحتكام للعقل والمنطق .
ومن جهته قال وزير الحوار الوطني اكرم الحكيم ان العشائر مفردة مهمة من مفردات الواقع السياسي العراقي ودورها سيكون فاعلا في تحقيق المصالحة .
واشار الى ان ضباط الجيش العراقي القديم سيلعبون دورا في هذه المصالحة وقال ان ممثلين عن وزارته ارسلوا وساطات الى مجموعات بينها مسلحة لدعوتها الى الحوار والمصالحة حيث استجاب عدد منها وقال انه سيضع نتائج هذه الحوارات امام الحكومة لتقرر ماتراه بشأنها . واكد الحكيم ان الحكومة مستعدة للحوار مع أي جهة من دون شروط مسبقة عدا الثوابت الوطنية والدستورية مشددا على ان المصالحة لن تتحقق من دون تنازلات متبادلة .
واشار رئيس لجنة العشائر في هيئة المصالحة الشيخ سامي عزارة المعجون الى ان العشائر العراقية مصممة على الوقوف ضد اثارة النعرات الطائفية والتعصب العرقي البغيض . وقال ان العشائر لما تتمتع به من علاقات انسانية وعائلية مؤهلة للعب دور كبير في تحقيق المصالحة .
واوضح ان هذا المؤتمر سيصدر بيانا تفصيليا حول مبادرة المالكي للمصالحة والنقاط الخلافية حولها كما سيصدر توصيات ويشكل لجنة لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات .
وقال ماجد عبد الرزاق احد رؤساء عشائر منطقة الانبار السنية الغربية ان رؤساء العشائر المشاركين في المؤتمر مصممةن على المصالحة انطلاقا من انتماءاتهم واعرافهم الوطنية . واكد ان عشائر الانبار يشاركون في المؤتمر لطي صفحة الماضي مشيرا الى اهمية العمل على اعادة الثقة بين مكونات الشعب . وشدد على اهمية رحيل القوات الاجنبية وتحسين الاوضاع الاقتصادية مشيرا الى العشائر تقوم بمهماتها في تنفيذ القوانين والتاثير على القوى السياسية لانجاز المصالحة .
وطالب بالتاكيد على وحدة العراق وانتمائه الى الامة العربية وتاجيل الفيدراليات خمس سنوات والاعتراف بالمقاومة العراقية الشريفة ونبذ التكفيريين وانهاء المحاصصة الطائفية والغاء هيئة اجتثاث البعث ومحاسبة المسيئين في المحاكم ورفض تدخل دول الجوار في شؤون العراق الداخلية اضافة الى تشكيل جيش وطني وقوات امنية وطنية وحل المليشيات واطلاق جميع المعتقلين السياسيين ممن لم يرتكبوا جرائم ضد العراقيين .
وحذر من تداعيات الظروف الصعبة التي يمر بها العراق وتعرض علمائه ورجال الدين وشخصياته لعمليات اغتيال تستهدف ارهاب وتهجير العراقيين وافراغ البلاد من علمائه تمهيدا لتقسيمه داعيا المرجعيات الدينية الى الوقوف بوجه هذه الممارسات .
واشار ممثل عشائر كردستان الى المخاطر التي يتعرض لها العراق حاليا داعيا الى التفاعل مع مشروع المصالحة .
ودعا الى تجاوز المشاكل بالحوار وتجاوز الماضي والتاكيد على مصالح البلاد العليا وعدم تجاوزها . واكد ضرورة نبذ العنف والارهاب بكل اشكاله واعتماد الحوار لحل الازمات واحترام الراي المخالف والمحافظة على مصالح الشعب والوطن وعدم السماح على تجاوزها واحترام المؤسسات المنتخبة وتحسين الاوضاع المعيشية للعراقيين .
اما ممثل عشائر الوسط والجنوب الشيخ غسان عبود الهيمص فقال ان مبادرة المصالحة تاتي للخلاص من الارهاب ومؤامرات التقسيم .
ودعا الى تحقيق الثقة بين مكونات الشعب العراقي والخروج بخطاب موحد لاطياف الشعب العراقي وميثاق شرف للقضاء على الطائفية مشيرا الى ان العشائر ستكون لاعبا مهما في بناء الدولة والعمل على حماية الوطن والقضاء على الارهاب .
ومن جانبه قال ممثل العشائر التركمانية الشيخ فيض الله كهيا ان العشائر جادة في انجاح المصالحة الوطنية والتمسك بها من اجل ترصين الهوية العراقية تجاه الهويات والمسميات الاخرى .
ودعا الى وقفة واحدة ضد محاولات تخريب البلاد وضرب وحدتها وان تكون كلمة العراق هي الاعلى مؤكدا ان التركمان مع أي مبادرة تعمل من اجل جميع العراقيين ومصالحهم .
وفي كلمة عشائر محافظة ديالى قال الشيخ نزار حبيب الخيزران ان العراق يدعو عشائره للعمل من اجل انقاذه من ظروفه الحالية الصعبة .
وطالب بالتاكيد على وحدة العراق ارضا وشعبا وانتمائه العربي وتاجيل الفيدرالية عدا كردستان لمدة خمس سنوات والاعتراف بالمقاومة الشريفة مع نبذ الارهاب والغاء المحاصصة الوطنية في تشكيل الحكومة . واشار الى ان العشائر متصالحة مع بعضها لكن المصالحة يجب ان تتم لين الحكومة والقوى السياسية المختلفة معها .
ومن المنتظر ان يوقع رؤساء العشائر العراقية في نهاية اعما مؤتمرهم اليوم علي وثيقة تدعو الي وحدة العراق وتنبذ فيه الطائفية والاقتتال والتهجير القسري الذي تشهده البلاد وحل المليشيات علي اعتبار انها أساس الجريمة المنظمة وتغيير هيئة اجتثاث البعث الي هيئة اجتثاث المسيئين في اطار القانون العراقي وايجاد الاجراءات الكيفية في ملاحقة أعضاء الحزب الحاكم السابق وتأسيس قوة مسلحة مهنية وحرفية ووطنية والاتفاق علي ان ترتبط المحافظات بشكل لا مركزي مع بغداد علي أساس الوحدة الوطنية الدستورية. ويعد مؤتمر العشائر واحداً من بين عدة مؤتمرات ستعقد في العراق لوضع توصيات تمكن الحكومة العراقية من رأب الصدع في المجتمع وايقاف أعمال التهجير القسري والاتفاق علي نبذ الأعمال المسلحة والتبرؤ من الذين يمارسون أعمال القتل والتفجيرات التي تستهدف المدنيين .
ويعتبر المؤتمر انطلاقة حقيقية لعمل هيئة المصالحة التي لاتزال مستمرة في عملها عبر الاتصالات مع رجال الدين ومنظمات المجتمع المدني والقوى والاحزاب السياسية وضباط الجيش السابق للاعداد للمؤتمرات الاربعة الاخرى حيث وافق مجلس الوزراء والهيئة العليا للمصالحة والحوار الوطني على عقد مؤتمر خامس لضباط الجيش السابق بمشاركة اكثر من الف من كبار الجيش السابق .
وتأتي هذه المؤتمرات في اطار برنامج المصالحة الوطنية الذي دعا اليه المالكي في حزيران (يونيو) الماضي لكنها ما زالت تسير ببطء بعد اتهام مبادرة المصالحة بعدم الوضوح والرضوخ لسقف خفيض حسب جماعات وأحزاب عراقية. وتتولي الهيئة العليا للمصالحة الوطنية برئاسة أكرم الحكيم وزير الدولة لشؤون الحوار الوطني وعضوية 30 شخصاً معظمهم أعضاء في مجلس الوزراء العراقي الاعداد لعقد المؤتمرات وتنفيذ البنود والفقرات التي حددها مشروع رئيس الوزراء الذي ضم 24 مادة اساسية تيرمج لمشروع المصالحة .
من جهته قال علي الدباغ الناطق الرسمي العراقي ان الحكومة سائرة في طريق المصالحة علي مسارين الاول الجانب القانوني والقضائي والثاني هو الطريق السياسي .
واضاف الدباغ ان المالكي عند تسلمه مهامه حمل غصن الزيتون عن طريق المصالحة والحوار مع الآخرين واوضح ان انتهاء هذه الازمات الامنية والخدماتية ونجاح المصالحة مرهونان باستجابة الاخرين وان هناك جهودا مكثفة لبناء الاجهزة الامنية للدولة من اجل السيطرة علي الوضع الامني . واشار الى ان هناك تحسناً في بعض المفاصل وتسعي الحكومة جاهدة لتحسين الخدمات في جميع مرافق الحياة لكنه اوضح انه ليس من السهل اعطاء مدة زمنية او وقت محدد لانتهاء هذه الازمات ولكننا نعمل جاهدين من اجل حلها .
عنان في بغداد لدعم المصالحة الوطنية
ومن المنتظر ان يشارك في مؤتمر المصالحة الثاني المقرر عقده في اربيل منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل اكثر من 400 حزب وحركة بينها قوى خارج العملية السياسية او مناهضة لها فيما وافق اكثر من الفي ضابط من الجيش العراقي السابق على لمشاركة بمؤتمر المصالحة الخاص بالضباط فضلا عن ان الألف الذين اعلنوا استعدادهم سابقاً.
جاء ذلك في وقت قال مصدر حكومي عراقي ان الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان سيزور العراق منتصف الاسبوع المقبل لدعم جهود الحكومة العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية .
ومن المنتظر ان يجتمع عنان مع لرئيسين جلال الطالباني ونوري المالكي وعدد من المسؤولين لبحث الامكانات التي يمكن ان تقدمها الامم المتحدة لانجاز مشروع المصالحة.
وقد أبدت جهات عديدة استعدادها للانخراط بمشروع المصالحة من بينها فصائل مسلحة اشارت الى انها سترمي السلاح وتلجأ الى الحوار في اطار المشروع . وبلغ عدد تلك الفصائل التي أيدت الحوار تأييداً تاما ثمانية فصائل من بين 32 جماعة اعطت موافقات مبدئية.
وقالت مصادر مقربة من الهيئة العليا للحوار والمصالحة انها تجري تقييماً شاملاً لشروط هذه الجماعات ومطالبها التي يتردد بأنها مطالب قابلة للحوار . واشارت صحيفة ”الصباح“ البغدادية اليوم ان هيئة المصالحة رفضت شروط 12 فصيلاً لأنها رات فيها شروطا غير مناسبة.
وقد اعلن 2000 ضابط من منتسبي الجيش السابق استعدادهم للدخول في المصالحة ليكون مجموع الضباط الراغبين والمستعدين حتى الان ثلاثة آلاف بينهم قادة كبار في الجيش المنحل. وكان ما يزيد على الف ضابط تقدموا بطلب الى المالكي للعودة الى الخدمة حيث اعلنت وزارة الدفاع قبل ايام قبول هذه العودة . يشار الى ان اتهامات توجه ضد بعض الضباط بأنهم يقودون جماعات ارهابية