برلمانيون ألمان يصفون زيارة نيجيرفان بارزاني لبلدهم بـ"المهمة جداً"
المصدر: شبكة رووداو الإعلامية
سيجتمع رئيس إقليم كوردستان يوم غد مع المستشار الألماني، ويصف برلمانيون ألمان زيارته لألمانيا بأنها "مهمة" للعلاقات بين أربيل وبرلين.
وفي حوار، أبلغ عضو البرلمان الألماني (البوندشتاغ) عن حزب الخضر ماكس لوكس، مراسلة شبكة رووداو الإعلامية آلا شالي بأن "هذا اللقاء غاية في الأهمية ويبين أن إقليم كوردستان العراق من أقرب حلفاء ألمانيا في المنطقة من حيث العلاقات الاقتصادية وقيمنا المشتركة".
وفي يوم الجمعة، أجاب نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية على سؤال لرووداو، أشار فيه إلى أن المستشار الألماني أولاف شولتز سيبحث يوم الاثنين مع رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني "القضايا الداخلية والإقليمية والدولية".
من جهته، صرح البرلماني عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، دريا تورك، لرووداو بأن هذه الزيارة "علامة مهمة وجيدة، لأن المحادثات مع إقليم كوردستان والعراق مهمة جداً لكل المنطقة".
أما البرلماني من حزب الليبراليين، بيتر هيديت، فرأى أن اجتماع نيجيرفان بارزاني وأولاف شولتز "مهم جداً والحكومة الاتحادية الألمانية تثبت بهذا أن كوردستان حليف مهم جداً لنا والتقدم في هذا الإقليم موضع اهتمام رئيس لدى الحكومة الاتحادية (الألمانية)".
ترتبط ألمانيا وإقليم كوردستان بعلاقات وطيدة، فخلال حرب داعش ساعدت هذه الدولة الأوروبية قوات البيشمركة بصورة فعالة، ولها دور رئيس في جهود إعادة إعمار المناطق المحررة وإيصال المساعدات الإنسانية للنازحين واللاجئين في إقليم كوردستان.
وبعد هجمات (16 أكتوبر 2017) التي شنتها القوات العراقية على كركوك والمناطق الكوردستانية الأخرى وفرض حصار على إقليم كوردستان من جانب بغداد، كانت ألمانيا من بين كبريات الدول الداعمة لإقليم كوردستان.
تتزامن زيارة رئيس إقليم كوردستان هذه لألمانيا مع توقف تصدير نفط إقليم كوردستان عبر أنبوب العراق – تركيا الناقل منذ أكثر من ثلاثة أشهر، في حين أن تصدير النفط هو المصدر الرئيس لدخل الإقليم، وذلك بعد أن وصفت محكمة التحكيم التابعة لغرفة التجارة الدولية والتي تتخذ من باريس مقراً لها تصدير نفط إقليم كوردستان بدون موافقة بغداد بأنه غير قانوني.
ويقول ماكس لوكس إنهم في حزب الخضر الألماني يدعون الحكومة الاتحادية العراقية إلى "التخلي عن هذا الحصار والعودة إلى طاولة الحوار مع إقليم كوردستان العراق"، لأن هذا على حد قوله "يلحق الضرر بالحكومة العراقية، وما يفعله العراق هو أساس لسياسة عراق ذي لون واحد وهي سياسة خطيرة إذا ما طبقت".
وأضاف هذا البرلماني الذي هو عضو لجنة حقوق الإنسان في البوندشتاغ، أن الحفاظ على النظام الاتحادي للعراق والمكانة السياسية لإقليم كوردستان بأنه "جيد للديمقراطية" وأن "إقليم كوردستان العراق ليس مجرد إقليم من الأقاليم، بل هو العمود الفقري لاقتصاد وسياسة وثقافة كل العراق، وهو أكثر المناطق عصرنة في البلد، ومقارنة بسائر العراق فإنه أفضل مكان تحمى فيه حقوق الإنسان. لهذا ندعو الحكومة العراقية إلى تقييم هذه الفدرالية كأمر عالي القيمة، لأن ذلك يعود بالنفع على عموم البلد".
وتأتي زيارة رئيس إقليم كوردستان بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى إقليم كوردستان، وأجرت على مدار ثلاثة أيام اجتماعات مع كبار مسؤولي إقليم كوردستان واطلعت على أوضاع النازحين الكورد الإيزديين وتفقدت المشاريع الإنسانية التي تنفذها بلادها في دهوك وسنجار.
وفي مطلع السنة الحالية وصفت ألمانيا حملة الإبادة التي تعرض لها الإيزديون بأنها عملية إبادة جماعية، وكانت الدولة الأولى عالمياً التي أدانت عضواً سابقاً في داعش بارتكاب الإبادة الجماعية وجرائم حرب ضد الكورد الإيزديين وحكمت عليه.
انضمت ألمانيا منذ 2014 إلى التحالف الدولي للقضاء على داعش، وفي هذا الإطار وإلى جانب المساعدات الدفاعية، قدمت حسب بيانات التحالف 2.4 مليار يورو على هيئة مساعدات إنسانية للاجئين والتازحين في إقليم كوردستان والعراق، وقسم كبير من مشاريعها الإنسانية يستهدف الكورد الإيزديين.
عن هذا يقول ماكس لوكس: "نحن الخضر ورغم أننا نقدم الكثير للإيزديين، نرى وجوب تقديم المزيد لهم"، وأشار إلى أن "زيارة رئيس إقليم كوردستان مهمة عندنا لأننا نريد أن نعرف كيف يستطيع إقليم كوردستان العثور على حل سلمية لاتفاقية سنجار" في إشارة إلى الاتفاقية التي أبرمتها أربيل وبغداد في تشرين الأول 2020 لغرض تطبيع الأوضاع في سنجار من خلال إعادة الإعمار وإيصال الخدمات وتحقيق الاستقرار في سنجار ليتمكن النازحون من العودة إلى ديارهم، لكن الاتفاقية لم تنفذ بسبب تواجد قوات متنوعة رسمية وغير رسمية في القضاء.
ويضيف البرلماني الألماني "نحن ندعو إقليم كوردستان للتعاون أكثر من أجل تنفيذ الاتفاقية".
البرلماني دريا تورك قال لمراسلة رووداو: "آمل أن يجري الحديث عن موضوع الإيزديين وسنجار في هذا الاجتماع، وكذلك كيفية تنفيذ هذه الاتفاقية في النهاية، وعلى إقليم كوردستان والحكومة المركزية العثور على حل مشترك لكل المتأثرين بتدهور الأوضاع وعدم الاستقرار في المنطقة".
وفي هذا السياق، قال بيتر هيرديت: "كتبنا في منهاج الإقرار بالإبادة الجماعية للإيزديين مجموعة نقاط يجب أن تنفذ. كتبنا بوضوح أنها يجب أن تنفذ. يجب ملء سنجار بالحياة وتنفيذ اتفاقية سنجار، ونريد أن يعود الإيزديون إلى ديارهم، وهذا بحاجة إلى آفاق اقتصادية وأمنية، يجب تعويض ضحايا داعش، وبالتأكيد أن نخاطب الحكومة المركزية العراقية بخصوص مسؤولياتها لنتأكد من أن المطالب تنفذ، وأن تبلغ الحكومة الألمانية العراق بمدى اهتمامنا بتحملها مسؤولياتها في سنجار".
من الناحية العسكرية، يوجد نحو 500 مستشار عسكري ألماني في العراق وإقليم كوردستان، يتولون تدريب القوات الأمنية العراقية والبيشمركة وتقديم المشورة لهم.
ويقول لوكس: "نعلم أن عندنا الكثير من الأصدقاء في إقليم كوردستان العراق وبإمكانهم أن يتأكدوا ويثقوا بأننا حاضرون، وندعمهم عسكرياً وندعم البيشمركة، كما ندعمهم في الجانب الاقتصادي والمالي، وسنبني تنسيقاً قوياً للأجيال القادمة".