برهم صالح: النظام الحالي منتهي الصلاحية.. والـ20 عامًا المقبلة "شديدة الأهمية"
المصدر: وكالة بغداد اليوم الإخبارية
وصف رئيس الجمهورية السابق، برهم صالح، النظام السياسي الحالي في العراق بعد عام 2003 بـ"منتهي الصلاحية".
وقال صالح في مقال بمجلة (فورين بوليسي)، إن "جروح الديكتاتورية والعنف الطائفي لم تلتئم بعد" مبينا أن "العراق ما يزال يعاني من مشاكل متجذرة بعمق من عقود من الإخفاق السياسي والحكومي، والمتمثلة بالجمود السياسي والخلافات الدستورية والتوترات العرقية والدينية، والحكم السيء والفساد المتفشي".
وأضاف، أن العراقيين ينتظرون العدالة والعوائد التي يستحقونها من التحرير، وأنه ليس من المفاجئ أن يزداد "احتقار" العراقيين وعدم ثقتهم بالسياسة.
ووصف صالح النظام الحالي بأنه ولد جزئياً من خلال الخوف، حيث كان الشيعة يخشون من هيمنة أقلية عليهم مثلما كان خلال عهد صدام، كما أن الكرد كانوا خائفين من الاستبداد من المركز، بينما كان السنة غائبين في الغالب عن العملية السياسية، وأن الأكثر أهمية من ذلك أن العراقيين كانوا يخشون العودة إلى أهوال عراق ما قبل عام 2003 حيث الديكتاتورية الوحشية والتمييز الطائفي والعرقي والحروب والإبادة الجماعية.
ونوه الى، أن "دستور ما بعد حكم صدام لعام 2005 كرس الفيدرالية والنظام البرلماني بما يضمن انتقال السلطة والتمثيل الأكبر،" مضيفا أن "هذه المخاوف ونظام الحكم الذي يعكسها، أدى إلى ظهور دولة مقيدة وضعيفة هيكلياً تهيمن عليها أطراف غير حكومية".
لكن صالح اعتبر أن "هذا النظام قد بلغ منتهاه"، قائلاً أن العراق صار بحاجة إلى إصلاحات جذرية ورؤية سياسية جديدة ومصالحة بين مكونات المجتمع، وميثاق تاريخي بين الدولة والمجتمع، والتزاماً بالحكم الجيد.
وأوضح "قلت مراراً وتكراراً خلال فترة رئاستي للعراق، أن البلد يحتاج إلى عقد اجتماعي وسياسي جديد يعزز الحكم الجيد ويعيد تحديد العلاقة بين الحكومة والشعب".
وختم صالح مقاله في "فورين بوليسي" بالقول إن العراقيين تعلموا الكثير من السنوات الـ20 الماضية، لكن السنوات الـ20 المقبلة، هي الأكثر أهمية، معتبراً أن "هدفنا يجب أن يكون عراقاً مستقراً ويتمتع بسيادة كاملة ويعيش بسلام مع نفسه ومع جيرانه، ومركزاً للازدهار الاقتصادي إقليميا، وقوة استقرار".