Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بسبب الإنفلات الأمني .. بغداد تعيش ليلا طويلا

16/08/2006

بغداد-( أصوات العراق)
رغم أن الساعة لم تتجاوز الثامنة مساء إلا أن الحركة في شوارع بغداد تكاد تكون معدومة إلا من بعض الأصوات البعيدة ،فكل شيء ينذر بوجوب العودة.. وعدم البقاء في الشارع حتى موعد بدء سريان قرار وزارة الداخلية بحظر التجوال من الساعة التاسعة مساء وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي.
أمير عدنان، شاب في الثلاثين من عمره، يملك محلا لبيع الادوات الاحتياطية في مدينة الدورة يقول " نضطر إلى أن نقفل محلاتنا قبل وقت طويل من بدء حظر التجوال."
وأوضح " الدورة كما هو معروف من المناطق الساخنة ووقعت فيها حوادث كثيرة راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين ، منهم من تعرض للسرقة والقتل ومنهم من قتل مباشرة لاسباب طائفية او لاعمال إنتقامية أو حوادث غدر."
وأشار إلى أنه " مع إقتراب الساعة من الواحدة ظهرا تغلق العديد من المحلات أبوابها."
ويقف أمير وينظر إلى المكان من حوله ويقول "هذا هو حال المنطقة منذ أكثر من سنة ومع أول خيوط الظلام يتحول المكان هنا الى مدينة للاشباح ،حتى أن الكثير من البيوت تركها ساكنوها، والمشكلة هي أنه لو تعرضت لحادث ما في الليل فلن ينقذك أحد."
ويقول (م.ت) طبيب مقيم في مستشفى جسر ديالى ومضى على تخرجه أكثر من ثلاث سنوات" يبدو أن الحكومة لاسلطة لديها على الكثير من المناطق خاصة أثناء الليل."
وأوضح أن " ما يحدث أننا نسمع أصوات إطلاقات نارية وإشتباكات بين جهات تتبادل إطلاق النار فيما بينها ، ففرق الموت تداهم المنطقة بين الحين والآخر ، خاصة منطقة سلمان باك القريبة من هنا ،ومقابل هذا الوضع تكونت فيالق من جماعات مسلحة من أبناء المنطقة وينتج عن هذا الوضع معارك عنيفة تدور رحاها أثناء الليل."
ويشير (م. ت) " نستقبل في المستشفى العديد من الجرحى ينقلهم إناس ملثمون ، وحينذاك يصاب العاملون بحالة من الذعر والخوف.
ويضيف " أما القتلى فيعثر عليهم الاهالي في الصباح."
أما سهاد محمود موظفة سابقة في وزارة الاعلام المنحلة ومتزوجة ولديها ثلاث بنات وتسكن في منطقة حي الجهاد فتقول لـ ( أصوات العراق) "يكون شروق الشمس أملنا في الكثير بعد الليالي الطويلة ، حتى إننا نضطر إلى الإختباء تحت السلم أثناء الليل."
وأضافت " العمليات العسكرية للقوات الامريكية والشرطة العراقية تحتدم أثناء الليل مع الجماعات المسلحة حتى أن الامر لايخلو من استخدام الاسلحة الثقيلة."
وأضافت " إنه رعب حقيقي .. المشكلة الحقيقية أننا نشعر بأننا محاصرون."
أما بغداد الجديدة، فتعد من أكثر المناطق إزدحاما ، ورغم ذلك فإن الحركة فيها تتوقف قبل بدء حظر التجوال بساعات عديدة.
ويقول حسين الفلاحي صاحب إحدى محلات بيع الموبايلات"منطقة بغداد الجديدة من المناطق المفتوحة لوجود العديد من الجراجات فيها، إضافة الى الاسواق الكبيرة ،ولهذا فهي تستقبل يوميا آلاف الاشخاص من مختلف الطوائف والمهن بالاضافة الى تواجد الشرطة وسيطرة الميليشيات والاحزاب الدينية."
وأضاف "كل هذا يتسبب في إزدياد نسبة تعرضها الى حوادث العنف و (الارهاب) ، وهذا يحدث كثيرا خاصة في الاسابيع الاخيرة ،فالموت المجاني قد يداهمك في أي لحظة ،هذا فضلا على الاعمال الاجرامية وحوادث التسليب."
وما يزيد الوضع تعقيدا وارتباكا ليس للمارة فقط وانما لاصحاب المحلات كما يقول حسين "يتغلغل اللصوص والعصابات في أماكن متشعبة وهم يعيشون في الفنادق والغرف الرخيصة المنتشرة هنا ويقومون بجولاتهم أثناء الليل،ويستغلون في ذلك انقطاع الكهرباء وتسيب الوضع الامني."
وهكذا تمر ليالى بغداد حالكة الظلمة..ومخاطرها تزداد.. وطلقات النيران تزداد.. والضحايا تزداد. Opinions