Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بسبب الوضع الأمني،وغياب الدعم الحكومي ارتفاع غير مسبوق في أسعار اللحوم الحمراء في نينوى

03/12/2007

شبكة اخبار نركال/NNN/الموصل/سالم بشير/
منذ تسعينيات القرن الماضي تقلصت وبشكل كبير أعداد قطعان الماشية في نينوى بسبب التهريب الذي كان يجري على قدم وساق الى دول الجوار للاستفادة من فارق الأسعار ،بالإضافة إلى قلة الاهتمام الحكومي بهذا الجزء المهم من الثروة الحيوانية،جراء رفع الدعم عنه بشكل تدريجي، ورغم ذلك فأن مالكيها أبقوا على أعداد ثابتة منها ضماناً للاستمرارية ، لكن التهديد الحقيقي تجاه هذه الثروة الوطنية أتضح وبشكل خطير خلال الأعوام الاربعة الماضية ، خصوصاً مع سوء الوضع الأمني الذي أجبر الكثير من تجار الماشية على ترك البلاد أو البحث عن اعمال أخرى لا يجبرون معها على التنقل ، كما أن تقلص مناطق الرعي وارتفاع أسعار الأعلاف ، وصعوبة الوصول الى الأسواق الرئيسية في مدينة الموصل وباقي المدن ، كلها أمور أدت بالنتيجة الى تراجع في أداء هذا القطاع الاقتصادي المهم ، مما انعكس سلبا على المستهلك المحلي الذي واجه ارتفاعا غير مسبوق في أسعار اللحوم الحمراء .
في سوق الأغنام غربي الموصل, ألتقينا بتاجر الماشية ( حماد ) وأخبرنا بانه يعمل في مهنة بيع المواشي منذ اربعين عاما بعد ان ورثها عن ابيه وقال : ( يباع في هذا السوق حالياً ثلاثة اصناف من المواشي : ( الابقار والعجول) ، الاغنام ، الماعز . والمتعاملون فيه هم : صاحب رأس المال ويسمى ( قراش ) ، وهناك أيضا ( الكتاف ) وهو الذي يتولى اعمال البيع والشراء , وسماسرة ( دلال ) ويقومون بإعمال البيع والشراء مقابل عمولة ، وهناك أصحاب الخانات الذين يحصلون على اجور معينة مقابل مبيت الماشية في خاناتهم ، ويوجد كذلك باعة ومشترون عاديون ، وقصابون ، ويأتي الى السوق أيضاً من نطلق عليه تسمية ( براوي ) وهو الزبون الذي ياتي ليشتري أو يبيع لمرة واحدة فقط . وذكر حماد بان حجم العمل في السوق قل نسبيا عن السابق بسبب الظروف الأمنية فلم يعد أصحاب المواشي وتجارها من القرى والمناطق البعيدة يأتون الى السوق باستمرار لأرتفاع اجور النقل من جهة وللمشاكل التي يمكن ان تعترضهم في الطريق، وحتى أوقات العمل اختلفت عن الماضي ، في السابق كان العمل يبدأ في السوق مع شروق الشمس ، هذه الايام لا يمكن لأي منا الخروج من بيته قبل السادسة صباحا وهو موعد انتهاء حظر التجوال اليومي .
( عمر الهلالي _ 41 سنة ) يعمل ( دلالاً ) في السوق قال : هناك نوعان من البيوع في سوق الغنم ( ثابت وموسمي ) بالنسبة للأولى فيتعامل به باعة ومشترون عاديون وقصابون ، وتمتاز الأسعار التي يتداولن بها بالثبات أو بالتغيير الطفيف ، أما بالنسبة للثاني وهو البيع الموسمي فيحدث مع بداية الربيع عندما يلجأ التجار الى انتقاء قطعان للتربية بغية التسمين ( عجول ، اغنام ) ، ويحدث كذلك قبيل عيد الأضحى وفي هذه الأوقات يسود الهرج والمرج في السوق وترتفع الأسعار بشكل كبير بسبب تنامي الطلب ، عموما صعوبة النقل بين المحافظات ساهمت كثيرا في التقليل من حركة بيع المواشي ، لكن هذا لا يعني بأن السوق لم يعد نشيطاً وحيويا كالسابق ! .
( سلام عرب ) صاحب احدى الخانات أخبرنا بأن أجرة إبقاء العجل أو البقرة لليلة واحدة في الخان يتراوح بين ( 2000_ 2500 ) دينار ويرتفع ليصل الى ( 5000 ) دينار في موسم الأضاحي ، والغنم ( 250 _ 500 ) دينار ويرتفع أيضا في موسم الأضاحي بحدود الضعف ، ومهمتنا تولي حمايتها ونقد لها التبن فقط .
في سوق الماشية الآخر شرقي الموصل حدثنا تاجر الماشية ( محمد صلاح ) عن أصناف وانواع الماشية المتداولة مع أسعارها وقال : بالنسبة للأبقار هناك أصناف رئيسية منها ( فريزن ) وهو النوع المشهور و( اورشاهين ) و( شرابي ) وكلها يتم افتنائها للاستفادة من حليبها وتتراوح أسعارها بين ( 600000 _ 2000000 ) دينار وقد يرتفع السعر أكثر بالنسبة لبعض أنواع أبقار الفريزن ، أما عجول التسمين وهي من نفس النوعيات السابقة ، وينشط بيعها في الربيع لظهور العشب او للجو الملائم للتربية من اجل التسمين ، وكذلك في موسم الاضاحي ، وحاليا اسعارها تتراوح بحسب الحجم بين ( 500000 _ 1000000 ) دينار ، العجول الخاصة بالقصابة وهي السمينة تباع اعتمادا على الوزن والسعر من ( 500000 دينار وقد يبلغ 2000000 دينار ) .
أما بالنسبة للأغنام فترتفع نسب بيعها عموما في موسم حصاد القمح والشعير ، الخراف المباعة لاستخدامات الحليب يتراوح سعر الزوج منها ( 200000 _ 250000 ) الف دينار ، المباعة للتسمين ( 200000 ) دينار ، للقصابة وتعتمد على الوزن ايضا وقد يرتفع السعر من ( 50000 الف ليصل نحو 150000 الف للرأس الواحد ) .
بالنسبة للماعز فمن أشهر أنواعها وأغلاها نوع يسمى ( شامي ) ويصل سعر الواحد منها الى ( 250000 ) الف دينار ، ومع ان لحم الماعز لا يقل جودة عن الخراف لكن ظل في المرتبة الثالثة بالنسبة لاهتمام المستهلك في مجتمعنا .
وأضاف محمد صلاح اللحوم الحمراء العراقية مشهورة جدا في دول الجوار لجودتها ، بسبب عوامل عديدة منها نوعية الأعلاف الجيدة والمياه الحلوة المتواجدة بكثرة في بلادنا ، ولهذا نجد ان في فترات عديدة من التاريخ المعاصر حدثت اعمال تهريب كبير للماشية الى دول الجوار ، للأسف نحن في هذه الايام نضطر لأستيراد الماشية من سوريا او ايران لسد النقص . وللظرف الأمني دور في ذلك ايضا ، لأن استيراد الاغنام من سوريا على سبيل المثال باتت أسهل واقل تكلفة لو أردنا جلبها من بغداد أو من المحافظات الأبعد .
بالقرب من مدخل السوق قابلنا ما يسمى ( براوي ) في عرف أهل السوق وهو المواطن ( حازم سليم ) الذي بدا حائراً وهو يراقب قطيعا صغيرا من الخراف ، سألناه عن سبب وجوده في سوق ( الغنم ) بالرغم من انه ليس موسم الاضاحي فأجاب : إنها زيارتي الأولى للسوق ، كنت مكتفيا وقنوعا بما اشتريه من القصابين لكن انتشرت مؤخرا في الموصل ظاهرة ذبح المواشي على الأرصفة واختفى دور الرقابة الصحية ولم تعد تجري اعمال الذبح في المسالخ ، تصور ان سوقا للقصابين في مركز المدينة يباع فيه الكيلو غرام الواحد من لحم العجل ب ( 4000 ) دينار ، وفي بقية الأماكن يباع ب ( 8000 ) دينار ، فهل يعقل أن يكون السعر الأول حقيقيا واللحم غير مشكوك فيه ؟ ، وكذلك الحال بالنسبة للحم ( الضان ) الخراف فهو ثابت بين ( 5500_600000 ) دينار بعض محلات القصابة تبيعه ب ( 2000 ) دينار ، أنا هنا للتخلص من كل ذلك بعد ان تلقيت نصيحة من بعض الأصدقاء ، ساشتري خروفا ، واعتمد في ذبحه على احد القصابين في السوق . وبذلك ساحصل على لحم مضمون من الناحية الصحية ، وقد يكون ارخص ثمنا ، لكنني لست واثقاُ من ان انقطاعات الكهرباء ستسمح للخروف بالمكوث طويلاً في البراد ؟! . Opinions