بطاقة ُ تَهْنِئَةٍ الى أخِي جورج مَنصور
قاسم محمّد الكفائيكاتب عراقي - كندا
alkefaee_canada@hotmail.com
أخي جورج 0
سنونٌ مَضَتْ من عمرِنا الزاخرِ بالعمِل الشاِق والدؤوبِ ونحنُ نصارعُ حُثالى عصاباتِ الدَّهرِ الغابرِ الرابضينَ على صدرِ الشعبِ العراقي ، صدامَ التكريتي وأزلامَه .
سنونٌ عجافٌ ما عرِفنا فيها لذة العيش من بعدِ َلذةِ الصراع والأنتظارِ والمُواجَهة . مشوارُنا قضيناهُ مَعاً على أرض كندا لعِقدٍ من الزمن أو أكثر، وقد تعوّدنا أن نلتقي على الدوام لمواصلةِ المسيرة وَتواصل العَطاء ، فكنتَ السبّاقَ في التواصل ، وكنتَ الشهمَ والغيورَ والمثابرَ الذي تلذَّذ بتعبهِ ولا يستريحَ على الرَّغم من صُعوبةِ العمل بمواجهةِ الخط الآخر من المُنافقين والمُثبطِين . لقد تعوّدنا عليك سنيناً من عمرِنا فكنتَ فيها مع أخوتِك المسلمين في مساجدِهم ومراكزِهم وبيوتِهم ولم نسمعْ أو نرى منك غيرَ المحبةِ والتوادِ والتراحُم ، واللهُ يشهد لم أكِلْ المديحَ بقدر ما هي الحقيقة التي عرفتُها منكَ وعنكَ وفيكْ . وسأكون هنا مضطرّا لأذكِّركَ بأمرٍ وقعَ معنا جميعا . في عام من أعوامِنا العجافِ تلك إنتهت المدَّة المقرَّرَة لِتسَنُمِكَ منصبَ رئيس الجمعية العراقية لحقوق الأنسان فرع كندا ، ولما أعِدنا الأنتخاب وكان أسمُكَ ضمنَ قائمةِ المتقدمين للترشيح بحضورِ جمع غفيرٍ من العراقيين ، وتم التصويت . كانت النتيجة هي إعادة إنتخابك للمنصب بنسبة مئة بالمئة . وفي حينها ضحكنا كثيرا بعد سرور ، وقلنا أن هذه النسبة تظهر فقط كنتيجة معروفة لأنتخاب الجَلاّدين ، صدام التكريتي أو بعض الحكام من أمثاله . لقد عرفك المغتربون العراقيون في كندا وعلى اختلافهم وتوجهاتهم مخلصا ، تحترمَ الجميعَ ولا تُفرِط حتى بالمثبطين . في عيدِ الفطرِ المُبارك الذي مضى كنتُ أحسُّ وكأنني فقدتُ شيئاً في نفسي وخاطِري ، ولمّا أعِدْتُ ذاكرتي وَجدتُ أنّ هاتِفي لم يستقبلْ منك إتصالاً لتهنئتي بمناسبةِ العيد وهذا ما تعوّدناهُ منك وعشناهُ حقيقةً في كلِّ مناسباتِنا ، وتذكرتُ في حينها أنكَ غادرتَ كندا مُقيما في العراق الحبيب ، وأنّكَ تُمارس مهمَتكَ الوطنيةِ والثقافيةِ بمنصِبكَ الجديدِ الذي تستحقه كمديرٍ عام لقناةِ عشتار الفضائية . في هذه الأيام المباركةِ التي نعيشها مسيحيون ومسلمون تتنّزلُ علينا بركاتُ ذكرى ميلادِ سيد الأنسانية جمعاء ( المسيح ) عليه السلام ، وتتنزَّلُ علينا الهدايُة والرحمُة والسلام . وكانت ميلادَ رسالةٍ الهيةٍ كان قد حَملها المسيحُ كمعجزةٍ من السماءِ وهو البشيرُ النذير .
أخي أبا رامي … من هذا الَفهمِ بقيم الرسالة ومن رِحابِ هذه الذكرى تعلمتُ أن أكونَ الأنسان المُحِب لأخيهِ الأنسان الذي لا يُفرِّقني عنه شيءٌ مادمنا مُتمسكين ، متحابين على نهج حامِل الرسالةِ ومُبلِغِها . فمن مَعينِها الذي لا ينضب تعلمتُ كيف أبثُ لك في كلِّ ذكرى تمرُّ أحلى ما في خاطري من فرح ومسراتٍ ومَحَبة . ومن معرفتي بك سلفا غدوتُ صديقا لك ، وفي قيم الرسالة صرتُ أخا لك مُحِبّا وعلى الدوام . فهنيئا لك بهذه الذكرى ، وهنيئا لكل أخوتي وأصدقائي المسيحيين في العالم وعلى الخصوص العراقيين منهم الذين تمسكوا بقيم المسيح ، فصارت لهم دينا وثقافة وسُلوك … وكلُّ عام ٍ، لكَ وللجميعْ ، الخيرَ واليُمنَ والبَرَكات . ميلادا مباركا وعاما جديدا محفوفا بالبهجة والأفراح . وآخرُ دواعنا أن يحفظَ اللهُ سبحانه وَطنَنا العراقَ وشعبَهُ من كلِّ مكروهٍ ويساعدَنا على تجاوزِ المحنةِ ، وهو المُستعان .