بقعة نفط في دجلة توقف أهالي صلاح الدين في طوابير أمام آبار المياه
شبكة اخبار نركال/ السومرية نيوز/ صلاح الدين
تلقى (احمد قتيبة) وهو مواطن من مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، رسالة نصية قصيرة على هاتفه المحمول تخبره بوجود بئر ماء في إحدى مناطق المدينة، وفي مكان آخر من تكريت، علم (عبد الله عمر) عن طريق موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بوجود بئر في منطقة حي الزهور، فاتجه كل منهما نحو البئر الذي علم بوجوده للحصول على الماء.
وقررت السلطات المحلية في محافظة صلاح الدين إيقاف جميع مشاريع الماء والري منذ أمس الخميس ولمدة 24 ساعة، بعد أن خلف تفجير أنبوب لنقل النفط في منطقة "الفتحة" التابعة إدارياً لقضاء بيجي شمالي محافظة صلاح الدين، بقعة كبيرة من النفط الخام في نهر دجلة، فابتدأت أزمة مياه في المحافظة.
وقد وقع التفجير أمس الأول الأربعاء (21 آب 2013)، حيث استُهدف الأنبوب الناقل للنفط إلى تركيا بأربع عبوات ناسفة، إحداهن تم تفجيرها عند منطقة "الفتحة" التابعة إدارياً لمحافظة صلاح الدين، والعبوات الثلاث المتبقيات تم تفجيرهن في قضاء الحضر جنوبي محافظة نينوى، ليتوقف تدفق النفط في الأنبوب الذي تعرض في اليوم التالي الى تفجير أيضاً.
والآبار المنتشرة في المحافظة قليلة وغير قادرة على سد النقص الناتج عن ظرف غير متوقع كهذا، الأمر الذي أدى الى وقوف المواطنين في طوابير طويلة أمام الآبار للتزود بالمياه.
ويقول قتيبة لـ"السومرية نيوز"، إن "الناس بدأوا بتبادل رسائل نصية عبر أجهزة الهاتف المحمول ليرشدوا بعضهم الى أماكن وجود الآبار".
ويصف قتيبة، الذي ملأ "جليكاناته" بالمياه من البئر، مشاهداته بالقول "الناس يقفون في طوابير أمام البئر كأنهم ينتظرون دورهم للتزود بالبنزين في إحدى محطات الوقود".
وبسبب الطلب المتزايد عليها، نفدت المياه الصالحة للشرب من الأسواق، وارتفعت نتيجة ذلك أسعار مياه الشرب المنقولة بالصهاريج (التناكر)، حيث يؤكد قتيبة، أن "سعر التنكر وصل الى 80 ألف دينار، لذا لا نقوى على شرائه".
وبعد نفاد مياه الشرب، نفدت مياه الاستعمالات المنزلية أيضاً، واضطر الناس إلى إطفاء مبردات الهواء التي تعتمد على المياه في عملها، مستسلمين لسعير هذه الأيام اللاهبة من الصيف.
ويقول عمر لـ"السومرية نيوز"، إن "البيت خلا من أية قطرة ماء، ليس بإمكاننا الاستحمام ولا تشغيل المبردة، سنموت من شدة الحر".
ويضيف عمر الذي بدا غاضباً ومتوتراً "أناس تفجر وأناس تبتلى، هل تعجز الحكومة المحلية عن إيجاد حل لبقعة نفط في نهر دجلة؟"، فيما يشير الى انه قرأ في الـ"فيسبوك" منشوراً يفيد بوجود بئر في حي الزهور، "وأنا ذاهب اليه الآن على أمل أن أحصل على بعض الماء"، كما يقول.
وطيلة ساعات الأزمة، قامت مديرية بلدية تكريت وبالتعاون مع قائممقامية تكريت بعمل خطة وقتية لتزويد منازل المواطنين بالمياه المخصصة للاستعمال المنزلي فقط، من خلال توزيع تناكر مياه حوضية في المناطق التي لا تتوفر فيها آبار مياه، لكن مواطناً من أهالي تكريت يؤكد عدم وصول تنكر حكومي إلى منطقته.
وصباح اليوم، فتحت مديرية الماء في المحافظة الماء على المواطنين، لكنها حذرت من استعماله للشرب لأنه يحتوي على رائحة وبقايا نفط.
ويقول قائممقام تكريت عمر طارق لـ"السومرية نيوز"، إن "أكثر من 40 تنكر ماء حوضي تم توزيعها في مناطق مختلفة من المدينة لا تتوفر فيها آبار"، موضحاً أن "عملية التوزيع اشتركت فيها آليات بلدية تكريت ومديرية الماء ومديرية الدفاع المدني، حيث تم تزويد التناكر بالمياه من الآبار الارتوازية وأحواض الخزن في تكريت".
لكن المواطن حسين احمد يؤكد لـ"السومرية نيوز" أن منطقته "لم يصلها تنكر من التناكر التي وزعتها البلدية"، لافتاً الى أن "تنكر الماء الأهلي بلغ سعره 80 ألف دينار، وهو غير متوفر بالرغم من سعره الباهظ".
ويبين قائممقام تكريت انه "تم صباح اليوم ضخ المياه للمواطنين"، مؤكداً أن "المياه التي تم ضخها تحتوي على رائحة النفط، لأن أنابيب المياه ما زالت ملوثة بالنفط الخام، وسوف يتم معالجة هذا الأمر تدريجياً".