بلير: إيران تنقل أزمة النووي للبصرة - وزير الخارجية الإيراني يطالب الحكومة العراقية المقبلة بوضع حد فوري للإحتلال الأمريكي
18/02/2006زمان
طلبت ايران امس من بريطانيا سحب قواتها من البصرة في محاولة لتوتير الوضع في المدينة وقطع الطريق علي الوساطات بين القوات البريطانية هناك ومجلس المدينة الذي اعلن مقاطعته لهذه القوات. وقال وزير الخارجية الايراني منو شهرمتقي من بيروت بعد مباحثات اجراها مع نظيره اللبناني فوزي صلوخ ان (الجمهورية الاسلامية الايرانية تطالب بانسحاب فوري للقوات البريطانية من البصرة). ورداً علي تصريحات الوزير الايراني قال توني بلير رئيس الوزراء البريطاني في مؤتمر صحفي عقده في برلين مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان ايران تحاول صرف الانتباه عن مطالبات المجتمع الدولي لها والغاء برنامجها النووي بتوجيه الانتباه الي مواضيع اخري.
وابدت لندن وبرلين اتفاقهما في وجهات النظر للتعامل الدولي بحزم مع البرامج النووية الايرانية. واكد ان (القوات البريطانية متواجدة في العراق بتفويض من الامم المتحدة وبموافقة الحكومة العراقية. واضاف وستبقي هذه القوات طالما كان تفويض الامم المتحدة ساريا وطالما ارادت الحكومة العراقية. من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية البريطانية لــ (الزمان) في طبعتها الدولية تعليقا علي الطلب الايراني بالانسحاب ان (جنودنا موجودون في البصرة بناءاً علي قرار من الامم المتحدة لمساعدة العراقيين في بناء نظام ديمقراطي والحصول علي حقوقهم). وشدد المتحدث انه (لا صلة بين تصريحات متقي وقرار المجلس المحلي في المدينة بعدم التعاون مع القوات البريطانية) وتأتي هذه التصريحات بعد يوم واحد من اتهام مسؤول عسكري بريطاني لــ (فرق موت) يرتدي عناصرها ملابس الشرطة بتنفيذ الاغتيالات في البصرة. وقال متقي ان وجود القوات العسكرية البريطانية في البصرة ادي الي زعزعة الوضع الامني وكانت له بعض الاثار السلبية للتهديدات التي نالت جنوب ايران. وكانت طهران قد اتهمت القوات البريطانية في البصرة بانها خلف احتجاجات العرب في الاحواز علي الحدود مع العراق علي تدهور وضعهم المعيشي والانتهاكات التي يتعرضون لها فيما نعت لندن هذه الاتهامات وتقع البصرة علي شط العرب الذي يشكل الحدود الطبيعية بين العراق وايران. واوضح متحدث باسم الخارجية البريطانية طلب عدم ذكر اسمه ان قرار المجلس المحلي في المدينة بعدم التعاون (ليس في مصلحة مواطني البصرة). وقال ان هناك محاولات من اجل التفاوض بين الجانبين لانهاء هذه المقاطعة).
وشدد ان (العلاقات مع الحكومة في بغداد جيدة، ويجري التشاور معها باستمرار). وكان الجيش البريطاني الذي له 8500 جندي يرابطون في جنوب العراق اعرب عن تخوفه من تدهور الوضع الامني في هناك في اعقاب قرار مجلس محافظة البصرة تعليق العلاقات مع القوات البريطانية بعد اتهام جنود بريطانيين باساءة معاملة مدنيين عراقيين.
من جهة اخري طالب متقي الحكومة العراقية الجديدة التي سيشكلها ابراهيم الجعفري بالسعي لانهاء الاحتلال الامريكي "فورا". وقال "ينبغي لها (الحكومة) ان تقوم بأمرين هامين جدا لمستقبل العراق ومصيره: اولا تصدي السلطات الامنية العراقية للارهاب المتمادي وثانيا وضع حد فوري للاحتلال الامريكي". وعلي صعيد الوضع الامني في البصرة فقد ذكرت مصادر امنية ان خبيرين من جمهورية صربيا والجبل الاسود يعملان في مطار البصرة خطفا من مسلحين مجهولين قرب منطقة الشعبية في البصرة. وكان عراقيا يعملان في قاعدة بريطانية في البصرةقد خطفا في وقت سابق.واوضح الكومندان اليكس ويلسون انه "بين تشرين الثاني (نوفمبر) 2005 وكانون الثاني (يناير) 2006، قتل او اغتيل 141 شخصا في البصرة، مما يشكل ضعف عدد الجرائم التي ارتكبت بين ايار (مايو) وتشرين الثاني (نوفمبر) 2005". واضاف "نبذل قصاري جهدنا لمحاربة فرق الموت هذه ومنعها من التحرك في الشارع".
واوضح ان عددا كبيرا من عمليات القتل هذه ارتكبها "رجال يرتدون زي الشرطة او عناصر من قسم الشؤون الداخلية في وزارة الداخلية" الذي حل بسبب الفساد.
وقال ايضا ان "الكثير من عمليات القتل هذه يمكن وصفها بانها عمليات اغتيال ارتكبت في اطار (اجتثاث البعث)".
واشار الي ان هذه العمليات "تستهدف بالدرجة الاولي زعماء قبائل وافراد من الاقليات وحتي مجرمين مثل اشخاص ضالعين في عمليات تهريب النفط". وقال القومندان بيتر كريبس انه لا يعتقد بان "هذه المقاطعة ستتبع في مناطق اخري في جنوب العراق" مشيرا الي "استمرار اعتقال عناصر الشرطة الخمسة لاسباب تتعلق بالتحقيق".
وتحتجز القوات البريطانية في مدينة البصرة منذ 25 الشهر الماضي خمسة من عناصر الشرطة العراقية يشتبه بتورطهم في عمليات قتل مقابل دعم مالي او سياسي.
واكد المسؤول العسكري البريطاني ان هذه المقاطعة لن تؤثر علي عمل الدوريات العسكرية البريطانية اليومية ، لكنه اشار الي "اننا سنكون حذرين اكثر وسنسير تلك الدوريات التي نعتبرها ضرورية". وقال "سنعمل كل ما باستطاعتنا لكي تعود الامور الي حالتها الطبيعية" موضحا ان "العلاقات مع الجيش العراقي طبيعية".