Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

بيان المجلس العراقي للثقافة حول مشروع تقسيم العراق

30/09/2007

نركال كيت/
نقلت الينا القنوات الإعلامية الداخلية والخارجية نبأ مكفهراً مؤداه إقرار مجلس الشيوخ الأمريكي لخطة تقسيم العراق ثلاثة كيانات دويلات سنية وشيعية وكوردية ترتبط بحكومة مركزية شكلية!! الأربعاء المنصرم من أيلول 2007 كان ميقات الخطة! وقد عقدت الدهشة أفواه المثقفين العراقيين المؤمنين بمبدأ (عراقيون أولا عراقيون إلى الأبد). فمثل هذه السيناريوهات، وإن كانت غير ملزمة للشعب العراقي وطليعته المثقفة ولن تكون ملزمة! لكنها دلالات جديدة تضاف الى الدلالات القديمة تشعل بين أعيننا الضوء الأحمر! الضوء الذي ينبئنا بأن نظرية تقسيم الكعكة العراقية لم تمت بعد مع الأسف، وأن وراء الكواليس وأمامها مَنْ يدعو الى تقسيم الحلم العراقي ثلاثة أشلاء! تقسيم البيت العراقي الواحد ثلاثة بيوت متنافسة لثلاثة مالكين ليس بينهم الشعب العراقي العظيم! إننا في المجلس العراقي للثقافة الذي انبثق بعد مخاضات عسيرة ومسوغات خطيرة ليضم المثقفين العراقيين كافة دون النظر الى القومية او الدين او المذهب نعلن بكامل المسؤولية رفضنا لمشروع تقسيم العراق، منددين بالأفكار الجهوية والشللية والأجنبية المنتفعة بعذاب الشعب العراقي وتهميش دور طليعته المثقفة! نحن عراقيون اولا ولن نسمح تحت اية مسوغات بان يمزق الوطن الواحد والرأي العام الواحد والتراب الواحد من أجل حسابات ابتزازية تحسب كل شيء بدقة ولكنها لا تدخل مصلحة الشعب العراقي وإرادته ووحدته في حساباتها.
إننا نتوجه إلى المثقفين العراقيين الحريصين على وحدة التراب العراقي والدم العراقي مستصرخين أقلامهم وأفكارهم ومروءاتهم لكي يقفوا سدا منيعا بوجه مشروع تقسيم الوطن الواحد، بل نستصرخ مروءات كل العراقيين من المنتمين والمستقلين والمؤسسات والمنظمات، كما نستصرخ مروءات رجال الدولة ممن يعنيهم أن يكون العراق واحدا متماسكا مهابا! بل نتوجه إلى ممثلي الشعب في البرلمان العراقي لكي يقولوا كلمة الفصل ويغلقوا باب تقسيم العراق والى الابد ! إن مجلس الشيوخ الامريكي(أو أية جهة خارجية أو داخلية) غير مخول بالتفكير نيابة عن الشعب العراقي، فللشعب شخصياته ومؤسساته ومفكروه، وهؤلاء هم الحلم النبيل الذي يعيد تأهيل الواقع العراقي ليرسو على شاطيء الأمن والمحبة والسلام! وما نشاهده هذه الأيام العصيبة من ارتفاع مداخن الطائفية الشتيمة والعنصرية اللئيمة والفلتان الأمني وسوى ذلك من منغصات حياة المواطن العراقي سيكون مجرد مشاهد لذكرى سيئة عصفت بالشعب في حقبة من التاريخ، لكن الشعب العظيم تجاوزها وطواها ليدخل والتاريخ في زمن الحرية والاستقلال الناجزين، وزمن العراق الواحد والعلم الواحد والحدود الواحدة، ولن يسمح العراقيون، وفي الصميم المثقفون منهم، بوضع خطوط حمراء بين تراب عراقي وآخر! وحدة العراق هي الهواء والماء والكتاب والرغيف والإيمان! وحدة التراب العراقي هي آخر ماتبقى للعراقيين من محفزات للحياة! وهي امتحان لإرادة العراقيين في حياة كريمة كباقي شعوب الأرض المتحضرة. ونستثمر هذه الفرصة السانحة لكي يطلب المجلس العراقي للثقافة من المثقفين كافة تناسي الخلافات الثانوية والحساسيات الشخصية لتغليب الهم الوطني على كلِّ همٍّ ولتمتد الجسور بين المثقفين العراقيين داخل العراق وخارجه ولنتذكر دائما أننا عراقيون أولا وعراقيون أبدا والمجد لوحدة العراق الصلدة.



المجلس العراقي للثقافة
الأمانة العامة
الجمعة الثامن والعشرون من ايلول 2007


Opinions