بيان النائب كريم اليعقوبي عن كتلة الفضيلة حول ازمة المياه في العراق
04/05/2009شبكة اخبار نركال/NNN/
اصدر النائب كريم اليعقوبي عن كتلة الفضيلة بيانا حول ازمة المياه في العراق ، والتهديدات الكارثية البيئية الناجمة عن انخفاض مستوى المياه في نهري دجلة والفرات ، وفيما يلي نص البيان:
الوضع المائي في العراق يهدد بكارثة بيئية وانسانية
*********************************
المياه من المواضيع المهمة والحساسة وهي ملف يضاهي الملف الامني تأثيراً في البلد من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولا اريد ان اكون متشائماً ولكن الحقيقة يجب ان تقال ، الوضع المائي في العراق حرج جداً ، هناك كارثة بيئية وانسانية تهدد البلد جراء شحة المياه والجفاف الذي يتعرض له نتيجة لانخفاض مناسيب المياه بشكل حاد في نهري دجلة والفرات وروافدهما.
- نهر الفرات ويعني الماء العذب اصبح الان مالحاً واحد الاسباب الرئيسية لذلك هو تصريف المبازل في سوريا على نهر الفرات مما زاد في رداءة نوعية المياه الواصلة للعراق ، كما ان سد حديثة وهو السد الوحيد المقام على نهر الفرات يحتوي في الوقت الحاضر على خزين قليل جداً من المياه قد يصل الى مستوى الماء الحي في السد ولا يتجاوزه ، وهذا يهدد (الزراعة ومياه الشرب في مناطق وسط وجنوب العراق وخاصة للموسم الصيفي الذي طرق الابواب) وبشكل خطر الوضع الانساني في هذه المناطق ، فزراعة الرز (الشلب) في محافظات بابل ، النجف ، القادسية ، المثنى مهددة بعدم الزراعة في هذا الموسم فهناك توصية من وزارة الموارد المائية الى وزارة الزراعة والحكومة باتخاذ قرار سريع بعدم زراعة الشلب في هذه المحافظات علماً ان هذه المحافظات ليس لديها وارد زراعي غير زراعة الشلب والحنطة والشعير في الموسم الشتوي والسبب في ذلك لان الحكومة تدعم اسعار شراء هذه المحاصيل وبشكل مجزي فيتشجع الفلاح على الزراعة اما الزراعة البستنية والنخيل فهي متدهورة جداً وغير مشجعة للفلاح لان كلف انتاجها اعلى بكثير من اسعار استيرادها من الخارج مما لا يشجع الفلاح على الزراعة ، اذن مناطق الوسط والجنوب وبالذات على نهر الفرات تعتمد في هذا الموسم الزراعي على الشلب فقط واذا منع الفلاح من مصدر رزقه الوحيد فلا بديل له الا البطالة والبحث في دوائر الدولة عن وظيفة والتي اصبحت اليوم من ضرب الخيال المستحيل فالفلاح الان مهدد بعدم الزراعة بعدم توفر المياه ان موسم الزراعة يبدأ نهاية شهر مايس ويستمر الى النصف الاول من شهر حزيران والوقت حرج جداً ، ووضحت وزارة الموارد المائية ، اذا تمت زراعة الشلب من قبل الفلاحين فأن المياه لا تكفي للزراعة كذلك ستهدد محطات تصفية مياه الشرب بالتوقف لعدم وجود الماء الكافي لها في النهر مع ملاحظة ان مناطق جنوب الديوانية من نهر الفرات اصبحت شبه جافة والنهر لا يحتوي الا على الطين والغرين وهذا لا يؤمن عمل المحطات تصفية الماء ، فضلاً عن ذلك فلا تصل امدادات من المياه الى اهوار محافظة الناصرية التي اصبحت المياه راكدة فيها ولا يصلها ماء يجدد حركة المياه وفيها فاصبحت غير صالحة للاستعمال البشري والحيواني وان اهالي الاهوار مهددين بالهجرة العكسية من مناطقهم والتي تواً عادوا لها ، فعدم وجود المياه في الاهوار يعني عدم وجود الحياة ، عدم وجود الاسماك ، عدم وجود الطيور المائية المهاجرة ، وعدم الزراعة.
- اما شط العرب الذي يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات فأن امداده بالماء من النهرين شحيح وقليل جداً كما ان نهر الكارون الذي يصب به قد تم تغيير مجراه واصبح لا يصب في شط العرب ، فالمناطق الزراعية التي تعتمد على شط العرب في زراعتها تضررت ومهددة بالجفاف والتصحر ، بالاضافة الى ظهور ظاهرة الحركة العكسية لمياه الخليج العربي وصعودها الى مجرى شط العرب وخاصة في مناطق جنوب البصرة والفاو وبالتالي تملح الاراضي الزراعية المجاورة لشط العرب.
- اما نهر دجلة فأن الوضع فيه اهون من الفرات فهناك خزين دون المتوسط في سد دربندخان والعظيم تؤمن لهذا الموسم زراعة بستنية وخضروات ومياه الشرب اما زراعة الشلب في ديالى وواسط والعمارة ممنوعة لعدم وجود مياه تؤمن هذه الزراعة.
ولتقليل التأثير من هذه الظاهرة واثرها البيئي والانساني تحتاج الى جهود سياسية كبيرة وعالية المستوى والاستفادة من علاقتنا مع الدولة الكبرى والاتحاد الاوربي ودول الاتحاد الاسيوي والجامعة العربية بالضغط اتجاه تركيا وسوريا وايران لاطلاق حصة المياه العادلة للعراق في نهري دجلة والفرات وروافدهما ونحتاج الى تحرك استثنائي خلال هذه الايام على الجارة تركيا لاطلاق امدادات المياه في النهرين وخلال موسم الزراعة الصيفي لتأمين مياه في سدود النهرين يمكنه توزيعها من قبل وزارة الموارد المائية لتأمين الزراعة لهذا الموسم وتأمين مياه لمحطات التصفية ، وهذا يطمئن المواطن والفلاح بانه يستطيع ان يزرع لهذا الموسم ومن الممكن وضع توصيات وتعليمات لتقنين الزراعة في المواسم القادمة ، نقترح لتحقيق هذا الغرض تشكيل لجنة طوارىء المياه في مجلس النواب برئاسة السيد رئيس مجلس النواب واعضاء يتم اختيارهم من المجلس ومن المهام الاساسية لهذه اللجنة هو الاجتماعات المستمرة والمكثفة مع مجلس الوزراء وهيئة الرئاسة والوزارات المعنية لاتخاذ الاجراءات اللازمة لاحتواء الازمة والتقليل من اثارها وان تقدم هذه اللجنة تقارير دورية واسبوعية لمجلس النواب وتعرض في جلساته العلنية على اساس حالة الطوارىء التي يمر بها البلد بسبب شحة المياه.
مع الشكر والتقدير
كريم محسن اليعقوبي
عضو مجلس النواب العراقي