بيان مؤتمر صرخة نساء العراق : أوقفوا الكارثة الإنسانية
09/02/2008شبكة اخبار نركال/NNN/بغداد/خوشو/
أنهى مؤتمر الحركة النسائية العراقية أعماله في بغداد ، الذي نظمته جمعية الأمل العراقية بدعم من صندوق الأمم المتحدة للمرأة (اليونيفم) ، وتحت عنوان : "صرخة نساء العراق: أوقفوا الكارثة الإنسانية"، الذي تميز بحشدٍ كبير ومشاركة فاعلة من جهات رسمية وغير رسمية وكذلك دولية ، تجاوزت 300 فرداً ، من بينهم العديد من أعضاء ومستشاري مجلس النواب والبرلمان الكردستاني ، وممثلين من هيئة رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ، ووزراء ووكلاء وزراء وممثلين عن وزارات عدة ، وقيادات في الشرطة وحفظ القانون ، ورئيس المحكمة الجنائية العليا ومن مفوضية النزاهة ، إضافة إلى ممثلي بعثة الأمم المتحدة في العراق ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة والهيئات الدولية والبعثات الدبلوماسية في العراق . كما حضره العديد من ممثلي منظمات المجتمع المدني ومن مختلف المحافظات ، وحشد من وسائل الاعلام المختلفة .
وفي كلمته أمام المؤتمر ، تحدث رئيس مجلس النواب ، د. محمود المشهداني عن دعمه للحركة النسائية ودورها ومبادراتها، كما ذكر قائلاً : ( على صاحب الحق أن يصرخ مطالباً بحقه، وسنصرخ معكم ولكم ، فنحن وأنتم حالة واحدة ).
كما أشار السيد غي سيري ، نائب منسق الشؤون الإنسانية في بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، في مداخلته: ( نقدر الدور الفعال الذي تقوم به الحركة النسائية العراقية من أجل المحافظة على الاستقرار والسلام في العراق ، وهو ما يذكرنا بدور النساء في ايرلندا قبل عشرين عاما عندما ساهمن جديا في احلال السلام ، اذ لولاهن لما كان هناك سلام في ايرلندا ).
وفي افتتاح المؤتمر ، اشارت سكرتيرة جمعية الأمل العراقية هناء أدور في كلمتها إلى الغاية من تنظيم المؤتمر (جئنا هنا في هذا المنتدى لنتحاور ، ونناقش همومنا نساء وشعباً منكوباً، مع المسؤولين في الدولة ، ومع كل الأطراف الدولية المعنية بمساعدتنا ، بروح المسؤولية المشتركة من أجل معالجة الأزمات المتفاقمة التي أنهكت الشعب على مدار السنوات الخمس الماضية ، ضمن استراتيجية وطنية شاملة لإعادة الاعمار والتنمية في عراق ديمقراطي يحفظ كرامة أبنائه، ويصون ثرواته ووحدة أراضيه واستقلاله).
وتضمن برنامج المؤتمر ستة محاور شائكة ، وهي : التهجير وجرائم العنف ضد النساء ، والاتجار بالنساء ودعارة الغير ، وسوء الخدمات العامة بما فيها الصحة والتعليم ، ومعاناة المعتقلين الأحداث وعوائلهم ، ومأساة اطفال الشوارع وضحايا المخدرات والعمالة المبكرة .
وخرج المؤتمر عن المألوف في تقديمه شهادات حيّة من نساء مهجرات ، وأخريات ممن تعرضن للاعتداء مع عوائلهن ، وعروض مسرحية وغنائية وأفلام وثائقية وصور وتقارير ميدانية وتسجيلات صوتية ، كانت بمثابة صرخات متتالية لمعاناة مريرة للملايين من المواطنين ، وخاصة النساء والأطفال ، في ظل ظروف غياب الأمن وتفشي الارهاب والعنف والبطالة ، وانعدام الحماية الاجتماعية ، وتدهور مريع في الخدمات العامة من ماء وكهرباء ووقود وحصة تموينية ، وفي أداء المؤسسات الصحية والتعليمية والتربوية والرعاية الاجتماعية والاصلاحية ، الأمر الذي يزيد من احساسهم باليأس والاحباط من عجز مؤسسات الدولة العراقية والمجتمع الدولي عن إيجاد الحلول الواقعية للأزمات الأساسية، التي انشطرت منها أزمات جديدة تهدد باستعصاء الحلول للوضع العراقي ، وتضع العراق في طريق مسدود .
كما تضمنت العروض أمثلة للتحدي والكفاح في مواجهة الواقع المأساوي ، وفي سبيل تحقيق حياة أمنة كريمة ، من نساء أرامل وشباب واطفال ، ونشاطات المنظمات غير الحكومية النسائية وغيرها المتعددة الأوجه في مجالات الخدمات والتأهيل والتوعية والتعبئة وحملات المناصرة والبحث الميداني ، بروح المواطنة العراقية ، مترفعين عن التفرقة الطائفية أو الحزبية الضيقة أو الاقصاء ، وحريصين كل الحرص على اعتماد لغة الحوار والتفاوض لإيجاد الحلول السلمية للصراعات والتناقضات التي تهدد مصير الشعب ومستقبل الأجيال القادمة.
واستقطبت المحاور نقاشات وسجالات حارة ومستفيضة ، عن انشغال صناع القرار بالصراعات السياسية الضيقة ، وترسيخ مفهوم المحاصصة الطائفية والحزبية في كل مفاصل أجهزة الدولة ، مع استشراء الفساد فيها ، وعن الاخفاقات في معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة وأسبابها ، وقدمت أيضاً العديد من المقترحات والتوصيات للتعجيل بالنهوض بالواقع المعيشي والصحي والتعليمي والاجتماعي للشعب ، ولاسيما للفئات المتضررة من المهجرين وضحايا العنف والأرامل والأطفال المشردين والأحداث المعتقلين والعوائل الفقيرة . وجرى التأكيد على مبدأ الشراكة بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني من أجل تعزيز مبادىء المواطنة والكفاءة والنزاهة والشفافية في أساليب الحكم ، وبناء الثقة بين المواطن والحكومة لمكافحة الفساد والارهاب وحماية المصالح العليا للوطن .