بين العالم الأكاديمي والناشط القومي: تعقيب على موقف السيد غسان شذايا من الدكتور ابو الصوف
جامعة يونشوبنك – السويد
هذا تعقيب على ما ورد في مقال للاخ العزيز غسان شذايا عن مواقف مزعومة للعالم الأثاري المرحوم الدكتور بهنام ابوالصوف (رابط 1). والتعقيب هو فقط من أجل توضيح بعض النقاط وتسليط الضوء عليها من منظور علمي أكاديمي. فالتعقيب غايته ليست قطعا الدفاع عن الدكتور أبوالصوف. ابو الصوف لا يحتاج مساعدة أحد للدفاع عنه. ما خلفه لنا من إنجازات كبيرة تمثل ترسانة لا أظن بإمكان أي ناشط النيل منها تحت مسميات سياسية او قومية.
وقبل أن أناقش بعض النقاط التي أثارها السيد شذايا، علينا اولا ان نقدم تعريفا يحدد مفهوم "الناشط" وكذلك "العالم الأكاديمي." دون تعريف محدد تفقد الكتابة ميزتها الأكاديمية والعلمية وتصبح مجرد إنشاء وكتابة من أجل الكتابة أي أقوال لا يمكن التحقق منها بصورة موضوعية مستقلة.
وهذه مقدمة طويلة بعض الشيء لوضع النقاط على الحروف قبل التطرق إلى المسائل التي وردت في مقال السيد غسان وأمل من قرائي الكرام قراءتها بتمعن لأهميتها في فهم الكثير من المسائل التي تخص واقع شعبنا.
ما المقصود بالناشط
الكلمة هذه إستعارتها العربية من الإنكليزية حديثا وهي ترجمة حرفية لكلمة "أكتيفيزم او أكتيفيزت". والكلمة الإنكليزية أيضا حديثة حيث يؤشر قاموس ويبستر أن أول إستخدام لها كان في القرن العشرين وشاعت في أواخره.
والكلمة في اللغتين لها تقريبا مدلولا واحدا وهو الإصطفاف وراء نهج محدد على حساب الحيادية والدفاع عن هذا النهج تحت أي ظرف ومقاومة النهج المخالف او المضاد. والناشط لا يكترث كثيرا للدليل العلمي والاكاديمي، فهو متشبث بموقفه ومصرعليه. والناشطون مثل الطيور يقعون على اشكالهم، فتراهم يقتبسون ذات المصادر ويستندون على ما يرونه أنه حقيقة ويدافعون عن بعضهم البعض ظالمون اومظلمومون. فمثلا إن حقق احدهم ما يرون أنه إنجاز رغم عدم علمية وأكاديمية هذا الإنجاز تراهم يهرعون في مديحه وإبرازه مستخدمين شتى الطرق.
والناشطون يقتبسون من مصادر محددة رغم عدم علميتها وأكاديميتها والأنكى من هذا فإنهم يقتبسون عادة كلمة او كلمتين او جملة او جملتين دون ذكر السياق الذي ورد فيه الإقتباس ويكررونه لدرجة الملل. وميزة اخرى انهم يتجنبون الإجابة على أي أسئلة محددة تثار حول أحقية او صدقية أرائهم ومواقفهم ويميلون في الغالب على شخصنة الموضوع، أي بدلا من الإجابة بطريقة أكاديمية وعلمية يقحمون مسائل قد تخص الحياة الشخصية وحتى العائلية لمنتدقديهم.
العالم الأكاديمي
العالم الأكاديمي له عالمه او صومعته الخاصة يحددها التجريب والبرهان المستند على أبحاث تجريبية مستقلة معتمدة علميا وأكاديميا لا سيما ما تنشره أمهات المجلات الأكاديمية في حقل إختصاصه وما تنشره أمهات دور النشر الأكاديمية من كتب في الشؤؤن التي يتعامل فيها.
والنشر في امهات المجلات العلمية ليس أمرا سهلا أبدا. وقد يستغرق المقال سنين قبل نشره وذلك لمراحل الإختبار التي يمر فيها والمجلات التي في المقدمة عادة ترفض نشر أغلب ما يقدم لها من أبحاث بعد تمحيصها وتدقيقها ولا يرى النور إلا ما كان من الرصانة والعلمية والأكاديمية ما يزيد في المعرفة او يؤدي إلى تطوير او تحديث او تفنيد نظريات معتمدة.ولا مكان للناشطية (أكتيفيزم) اوما يكتبه الناشطون في حقل العلم والأكاديمية.
مثال على العلمية والأكاديمية
أستقي هذا المثال من علم الأثار لأنه يقع في صلب موضوعنا.
أحد أركان علم الأثار لا سيما المتعلق ببلاد الرافدين يستند على التنقيب من خلال مجسات "ساوندينكنز" للكشف عن الطبقات او العصور الحضارية التي مر بها الموقع الأثاري.وقد تم التنقيب حتى الأن من خلال المجسات عن مئات المواقع الأثارية في بلاد النهرين وأظهرت هذه التنقيبات والمجسات توافقا وتناغما كبيرا. والتناغم والتوافق من أجل الوصول إلى إستنتاجات عامة يمكن تطبيقها عمليا مسألة غاية في الأهمية لدى العلماء والأكاديمين.
هذه التنقيبات كشفت أن كل التلال الأثارية والمخلفات التي تركتها لنا الشعوب القديمة في هذه البلاد تظهر وبشكل لا يقبل الشك تسلسلا حضاريا من خلال اللقى في كل طبقة. والطبقة الحضارية يمكن التعرف عليها بسهولة اليوم لتقدم العلوم والمعرفة ومن ثم من خلال الخصائص الفنية (الفخار مثلا واللقى الفنية الأخرى) وطراز البناء والأدوات المنزلية وغيرها وإن وجدت الكتابة فهذا يعد من أكثر الأدلة المادية قبولا.
وتنتهي الحضارة وينقرض الشعب الذي كان أساسها ومكتشفها إيذانا بعصر جديد إن ادى المجس إلى ظهور طبقة أثرية أخرى فوقها تختلف إختلافا جوهريا عن سابقتها من حيث اللقى والفنون والكتابة وغيرها من الأثار المادية.تتأثر الحضارة الجديدة بسابقتها إلا أفرادها يستنبطون مقومات حضارية جديدة في شتى مناحي ونظم الحياة من سياسية وإجتماعية وحربية وفنية ومعمارية وغيرها.وهذا ما حدث مع الأكديين الذين أزاحت حضارتهم الحضارة السومرية.
فمثلا عصر ما قبل التاريخ بفروعه المختلفة والمتسلسة (حسونة – حلف – العبيد – الوركاء – جمدة نصر) يختفي في المجس والتنقيب ويأتي بعده عصر فجر السلالات. وهذان العصران ينقرضان ويختفيان وتحل محلهما في المجسات والتنقيبات الأثرية العصور التاريخية. وقد يحدث أيضا أن يتعاصر عصران أو أكثر. ولكن العصر المعروف بالسومري كما قلنا إنقرض حضاريا ولغويا (كطبقة أثرية) وحلت محله عصور أخرى (طبقات أخرى) منها الأكدية والأمورية والكيشية والكلديية (البابلية) والأشورية وبعدها تبدأ العصور الأجنبية في العراق منها الأخمينية (فارسية) والسلوقية (يوناينة) والفرثية والساسانية (فارسية)ومن ثم العصور العربية والإسلامية.
علم الأثار من خلال المجسات يقول مثلا أن السومريين إختفوا (إنقرضوا حضاريا– كطبقة أثرية) لأن من أتى بعدهم إستنبط حضارة لها خصائص مختلفة كثيرا عن سابقتها لغويا وفنيا ومعماريا وفي غيره من الصفات الحضارية. وهذا ينطبق على كل طبقات العراق القديم حيثتظهر المجسات ان كل طبقة تحل محلها طبقة حضارة أخرى لها صفاتها الخاصةالتي تميزها بوضوح عن سابقتها.
وفي العراق القديم ربما يتواجد عدد من الحضارات هو الأكثرعن أي مكان أخر في العالم وقد أحصيت حوالي 25 حضارة مختلفة من خلال ترجمتي لموسوعة علم الأثار ترعرعت ومن ثم إختفت في العراق القديم. وهذا ينطبق على كل الحضارات منها الكلدية والأشورية حيث لم يحدث وأن أظهر مجس أثاري تسلسلا طبقيا متواصلا لأي من هاتين الحضارتين بعد سقوطهما بفترة وجيزة (قرن او قرنين) في أي من التلال الأثارية المكتشفة في العراق.
مثال على حضارة قديمة إستمرت مراحلها التاريخية والحضارية حتى اليوم
أوضح مثال على الإستمرارية التاريخية والحضارية لقوم وشعب منذ قديم الزمان وحتى اليوم هم الفرس. الفرس لهم ثلاث طبقات حضارية في العراق (الأخمينيون والفرثيون والساسانيون). هذه الحضارات الثلاث تظهر في كثير من المجسات ولكن لا أثر لها بعد إنهيارها أي سقوطها حيث تحل حضارات وعصور أخرى محلها كما هو الحال مع الحضارات التي ندعي الإنتماء إليها – أي أنها من ناحية العلم والأكاديمية الأثارية تنقرض في بلاد الرافدين. ولكن الفرس لم ينقرضوا في بلاد فارس. فالمجس الأثاري في بلاد فارس يظهر تسلسلا حضاريا مستمرا إلى اليوم للحضارة الفارسية بفروعها المختلفة.
والمثال الأخر هو الحضارة اليوناينة التي تركت بصمات واضحة في المجس الأثاري في العراق – الطبقة السلوقية (اليوناية). ولكن هذه الطبقة شأنها شان الطبقات الأخرى تنقرض وتزول وتحل محلها طبقات اخرى في العراق. ولكن الطبقة والحضارة اليونانية لا زالت مستمرة حتى اليوم في بلاد اليونان وهذا ما يظهره ويؤكده المجس الأثاري.
المجس الأثاري في العراقي, ومع الأسف الشديد، يشير إلى عدم إستمرارية – أي إنقراض – الطبقات التي ندعي الإنتماء إليها، أي ليس هناك أي أثرمادي على إستمرار تواجدها بعد سقوطها في كل المجسات وهي ربما بالألاف – لأن التلة الأثارية الواحدة قد يحفر فيها الأثاريون عدة مجسات.
مقال الزميل غسان بعيد عن العلمية والأكاديمية
الزميل غسان يقفز على العلمية والأكاديمية في مقاله المذكور ويقحمنا في ما يجتره الناشطون القوميون من أبناء شعبنا. وهذه بعض الأدلة.
اولا، لم يعطنا الزميل غسان ولو إقتباسا علميا واحدا لتأكيد إتهامه أن أبو صوف كان " شخصية خدمت أعداء قضية شعبنا القومية وبشكل واضح وصريح" وكذلك عن إدعائه ان " بهنام أبو الصوف أدعى العروبة عن قناعة وكتب للبعث عن قناعة."
قرأت المصدرين الذين يشير إليهما، واحد من ناشط قومي من أبناء شعبنا وهو السيد سرجون بولص والأخر مقال كتبه الدكتور بهنام ولم أجد أي إشارة فيهما أو إقتباس يؤيد أن ابو الصوف إدعى العروبة. العالم الأكاديمي لا يمكن أن يفعل هذا. عندما يأتي بمصدر لا بد وأن ينقل أويقتبس منه فقرة تؤكد قوله. الزميل شذايا لا يقتبس أي فقرة من هذا القبيل في مقاله ومصادره لا تحوي إشارة صريحة إلى ذلك. إذا أين الدليل؟
وثانيا، يقارن الزميل شذايا بين ابو الصوف والدكتور دوني جورج ويقول ان "ألأخر (دوني جورج) أوصلته بحوثه الأثارية لإثبات كوننا أحفاد أجدادنا بناة حضارة بابل وأششور." أنا مطلع على أغلب ما نشره الدكتور دوني في المجلات العلمية ومن ضمنها أطروحته وليس هناك أي شيء في هذه المجلات يؤكد إدعاء السيد شذايا. إن كان في حوزة السيد شذايا مقالة للدكتور دوني جورج منشورة في مجلة علمية أكاديمية بهذا الخصوص فليمنحنا إياها لأن ذلك سيكون فتحا في علم الأثار ويعني ان الطبقةالأشورية او الكلدية إستمرت من خلال مجس في تلة أثرية في العراق إلى يومنا هذا(بالمناسبة الدكتور دوني لا يعترف بالكلدان كقوم وسأتي إلى ذلك بعد قليل). وإن لم يكتب في هذا فمن حق القارىء أن يضع مقالة السيد غسان ضمن حقل "الناشطية" وليس "العلمية والأكاديمية".
ثالثا، أنا شخصيا عاصرت الدكتور دوني جورج سبع سنوات وكانت تربطني به علاقة صداقة حميمة وبكل تواضع أقول إنني كنت اول صحفي يقدمه للعالم من خلال ما نشرته عن التنقيبات التي أجراها في أم العقارب. المقال الذي كتبته عن هذا الموقع وإكتشافات وتنقيبات الدكتور دوني جورج فيه نشرته أمهات الصحف العالمية ومنها صحيفة لوس أنجلزتايمس (رابط 2) والسيد شذايا يعيش في أمريكا ويعرف أهمية هذا الصحيفة ليس في الإعلام الأمريكي بل العالمي أيضا.
إذا علاقتي بالدكتور دوني جورج ليست فقط من خلال الإيميلات بل من خلال معرفة شخصية حيث عملنا سوية وقابلته عدةمرات وأستفسرت منه عن كثير من الأمور. نعم الدكتوردوني كان يعتز بأشوريته كما أعتز أنا بكلدانيتي ولكن الفرق كان أنني مثلا كنت وما زلت أرى خلافاتنا،إسمية كانت او مذهبية، تذوب كلها في بودقة كوننا شعب واحد ومكوناته متساوية القيمة والأهمية لأنها تشترك بلغة واحدة. الدكتور دوني جورج كان خارج نطاق الأكاديمية يتشبث "بالناشطية الأشورية" ومع الأسف الشديد، والذي لا يصدقني أدعوه لقراءة مقال كتبه (رابط 3) حيث يلغيني ككلداني وعندما راسلته معاتبا كيف له وهو العالم البارز ان يكتب هذا (لا زلت أحتفظ بالمراسلات) رد معتذرا قائلا إن ما كتبه لا يعتد به علميا.
رابعا، يتهم السيد شذايا جزافا طبعا الدكتورابو الصوف بأن " ما لايغفر له كونه سمح لنفسه أن يكون أداة البعث في محاربة قضية شعبنا القومية وفي أستخدام أختصاصه الآثاري لأعطاء سند علمي لحملةلحملة التعريب القذرة." للنناقش هذا الإتهام الباطل بعقلانية. هل كان الطاغية صدام حسين بحاجةإلى سند علمي من أي كان للمضي بحملته الرعناء والوحشية لتعريب كل ما هو ليس عربي؟ وماذا عن الأكراد؟ وماذا عن التركمان؟ هل كان الدكتور بهنام وراء حملة التعريب الشعواء لكل هؤلاء الأقوام؟
ومن ثم يعرف اليوم القاصي والداني ان من ساهم في حملة التعريب ومن عرّب نفسه بنفسه ولا زال يفعل ذلك حتى اليوم هم بعض مكونات شعبنا لا سيما نحن الكلدان. كل المكونات الأثنية الأخرى – التركمان والأكراد – اول شيء قامت به ضمن نهضتها القوميةكان رفع نير التعريب البعثي عن كاهلها. نحن الكلدان وبعد مضي حوالي عقد على سقوط الطاغية لا زال التعريب يزحف بشراسة في صفوفنا. فمن هو الذي يقدم السند العلمي لنا ولكنائسنا كي تقضل حتى هذا اللحظة العربية على لغتنا القوميةالسريانية؟
خامسا، الأمرالمثير والغريب والعجيب الأخر الذي يثيره السيد شذايا هو الربط غير العقلاني وغير المنطقي بين السيد أثيل النجيفي ومواقفه السياسية وبين قراره (الذي لم ينفذ حتى كتابة هذه السطور) إطلاق إسم الدكتور ابو الصوف على احد المواقع الأثرية في الموصل. العالم الأكاديمي من المستحيل ان يقوم بربط كهذا دون دليل مادي بين ما يدعيه السيد شذايا من "بعثية" السيد النجيفي وعلاقة ذلك بالدكتور أبو الصوف.السيد النجيفي يضع يده الأن بيد حكومة إقليم كردستان وزعيمها السيد مسعود البرزانيالذي كتب في يوم من الأيام (1995) رسالته الشهيرة إلى صدام حسين متوسلا إياه أنيرسل حرسه الجمهوري للبطش بشعبه في أربيل وحدث من المجازر ما حدث. فهل سيربط السيد شذايا كل هذه الأمور سوية؟ وماذا عن الذين وضعوا يدهم بيد المحتل والغازي الأجنبي فهل بإمكاننا ان نعدهم وطنيون؟ ومن هو في عراق اليوم وطني صميمي لا يحمل أجندة بعثية كانت او إسلاموية او أجنبية؟
وماذا سيقول السيد شذايا إن عرف ان السلطات الحالية التي تدير الثقافة والأثار والسياسة في بغداد والتي وصفها الدكتور دوني بعد ان هرب بجلده من العراق بكونها "إسلامووية"وتتخذ مواقف غير حميدة قد ترقى إلى الشوفينية من تاريخ العراق القديم لأنها تنظر إليه من عيون إسلامية فقط كما فعل البعثيون حيث نظروا إلى كل شيء من عيون عروبية – ماذا سيقول إن علِم أن هؤلاء "الإسلاموويون" قد أطلقوا إسم الدكتور دوني جورج على قاعةالمتحف العراقي (رابط 4) وأن هذه القاعة بالذات إستخدموها لتأبين الراحل ابو الصوف. فهل سيذهب السيد شذايا بعيدا ويربط هذا بهذا؟
سادسا، مقال السيد شذايا ومقال السيد سرجون بولص يقعان في خانة الناشطية وبعيدان كل البعد عن الأكاديمية والعلمية. ما يثير الإثنان هو قول ابو الصوف ان الشعوب القديمة التي ندعي الإنتساب إليها قد إختفت وأنقرضت. هذا القول تسنده معاول علماء الأثار ومجساتهم وأبحاثهم. الدكتور ابوالصوف لا ينكر الإنجازات الحضارية الهائلة للأشوريين كونهم بناة واحدة من أعظم الإمبراطوريات في التاريخ القديم كما يدعي السيد سرجون في مقاله. ما ينكره هو تواصل حضارتهم ووجودهم في المجس الأثاري بعد سقوط إمبراطوريتهم. وما يقوله المجس الأثاري هو العلم والأكاديمية في ما يخص تاريخ الشعوب القديمة. وموقف الدكتور بهنام عن دور الكنيسة الغربية (الإستعمارية) في تفتيت وتشتيت شعبنا إسميا ومذهبيا مثبت في كثير من المصادر الأساسية منها الكنسية ذاتها. أنظر ماذ حل بالإسم الذي كانت تحمله كنيستنا طوال القرون بعد تدخل الكنيسة الغربية في شؤوننا.
والنقطةالأخرى أظن هي قوله ان الكثير من الأقوام القديمة هاجرت إلى العراق من الجزيرة. في المقالين اللذين يستشهد بهما السيد شذايا ليس هناك ما يؤكد أن الدكتور ابو الصوف يقول صراحة أنها كانت عربية. يقول جزرية وشتان بين الإثنين.
ولغويا هناك مسألةشائكةفي تاريخ العراق القديم. الأولى، تخص السومريين حيث لا نعلم حتى اليوم من أين أتوا وإلى أي عائلة لغوية تنتسب لغتهم وهذا ما حدا ببعض العلماء القول أنهم ربما أتوا عن طريق البحر.
والتقسيم الجغرافي يتبع التقسيم اللغوي في العراق قديما وحديثا. الشعوب التي اتت من الشرق والشمال هي شعوب أرية لغتها هندو-اوروبية مثل الفرس والأكراد والأتراك. الشعوب التي أتت من الشرق – الشام والجزيرة – شعوب سامية (الأكديين والأموريين والكلديين والأشوريين) ولغتها سامية. السومريون ليسوا هذا ولا ذاك.
وأخيرا
في الختام أقول إن شعبنا يحتاج إلى العلماء والأكاديميين إن أراد النهوض. اليوم شعبنا واقع تحت التأثير المباشر للناشطيةوالناشطين – وشتان بين الأثنين. كم أتمنى أن يرد كاتب من أبناء شعبنا بصورة أكاديمية وعلمية على ما كتبته وأثرته من أسئلة. الأكاديمي يغير قناعاته في حال توفر الدليل العلمي. الناشط لا يتشبث بقناعاته فقط بل يرفض حتى الدليل العلمي إن تعارض معها.
رابط 1
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=612246.0
رابط 2
http://articles.latimes.com/2000/nov/26/news/mn-57276
رابط 3
http://www.assyrian4all.net/akhne/index.php?topic=13940.0
رابط 4
http://www.azzaman.net/qpdfarchive/2012/09/25-09/P2.pdf