بين حكومة الظل وحكومة بلا أمل من يقود العراق ؟
مما يتسرب عمدا عن بعض صناع القرار وصيانة السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية أن رئيس الوزراء قد اظهر عدم الرغبة في نزع سلاح الميليشيات وتفكيكها أو يتجاوز الحدود بين محاور الشر سوريا وايران كما تنعتها واشنطن أو يتخذ وسائل ألتوائية في تلقي الأوامر الأمريكية أو يكون متمردا بخطابه " لست رجلكم في العراق " .... وبين ما ينقل وما نرى على ارض الواقع المتزلزل بالعملية السياسية في العراق وبضمنها رئاسة الوزراء تتكون صورة الحال من هذه المعادلة وهي ان العراق في الوقت الحاضر يحكم بعدة حكومات بعضها ظاهر للعلن وبشكل رسمي والآخر يختفي عن الشاشة فقط وهو يتحرك بكامل حجمه في الساحة وابرز حكومات الظل هي حكومة الدكتاتور المجمد وهو أشبه بالزرقاوي يعدّ للعراق وهوالورقة البديلة للإسلاميين في حال فشلهم في الإيفاء بوعودهم التي قطعوها للبيت الأبيض يذكر بعض الخبراء في السياسة الأميركية ...ان أمر المالكي مرتبط بالأجندة السياسية الداخلية للولايات المتحدة وكذلك الاختلاف الدائر بين قادة البيت الأبيض والبنتاغون ( وزارة الدفاع ) الذين أرادوا تامين بغداد . فيما يرى احد الباحثين في مركز الأبحاث الأمريكية ( كاتزمان ) إن المالكي قد يكون كبش فداء ( المرحلة ) قد لا يكون إسقاط المالكي محسوبا بالأيام لكنه لايتعدى مرحلة الحسم خلال الأعوام القليلة الآتية والسبب يرجع الى عدم جاهزية الوضع الراهن لتقبل الانقلابات العسكرية فالانقلاب يحتاج الى جيش متكامل وملازم لبناء المؤسسة العسكرية الكبيرة التي تؤهل الأرضية لمشروع الانقلاب من أداء هذه العملية بقبضة حديدية وهذا لا يمكن أن ينجح مع وجود مليشيات عديدة لأحزاب السلطة والتي من الممكن ان تجتمع فتكون جيوش تقضي على الانقلاب والجيش معا، وثمة أمر آخر يسبق أمر الانقلاب وهو ماذا سوف يتغير اذا سقطت حكومة المالكي اذا كان الائتلاف يتكفل بالبدائل فالجعفري رضخ للأمر الواقع وتنازل عن موقعه في رئاسة الوزراء ، لم يتاخر إشغال مكانه في السلطة إلاّ المسافة بين كرسيين متلاصقين في مكان واحد ، فجيء برجل آخر من الائتلاف ومن حزب الدعوة ولذلك ترى الحكومة الأمريكية عملية تغيير الحكم في العراق لن ينجح فيما يخدمها الا بعد الانقلاب على الدستور والعملية السياسية والإطاحة بالائتلاف الحاكم وإلغاء دور المرجعيات الدينية وإنفاذ قدرة البعث من جديد الى بغداد والذي يعتبر من الأحزاب النامية بأعجوبة في أي وسط نظرا لخبراتهم في ممارسة العمل البوليسي واندفاعهم بجرأة الى ابعد الحدود بلا حسابات أو حتى دهليز للعودة مع ملاحظة أن البعثيين قادرين على التشكل بأي صورة وتصنع الصيغ المختلفة للحكم لأنهم بعيدون عن الطبيعة الثبوتية وبناء الشخصية المستقلة . ويعتبر رئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي قناعا للبعثيين القدامى الذين تلاشت حجتهم أمام الرأي العام نظرا لكثرة جرائمهم الابادية وهو الوحيد الذي يمكن ان يقودهم الى كسب ودّ البيت الأبيض وكل ما يحتاجوه هو إشمام البعث الجديد راحة الإسلام وطعمه ... والطريق الى هذا المنهل هو باختراق بعض الأحزاب الإسلامية والواجهات الدينية من اجل كسب الاصوات ولجمها في ذات الوقت ، والصعود بمختلف العناصر الى قمة الهرم وإزاحة المالكي ومن ثم إعدام كل الوسائل التي وصلوا بها في ساحة الفردوس علانية ، وربما وانا اتكهن بهذا التحليل لا أحبذ في نفسي أن اصدق ما اقول ولكنه رغما عني أرى اثر بعد اثر من هذا المشروع الكبير ليس للإطاحة بالحكم في بغداد بل لرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط تعتمد على الحكومات السريعة وإرباك الأمن عموما حتى يتم ملاحقة النفوذ الإيراني دون حروب كبيرة أو تهديد وتحشيد وهذا ما يجعل التنبؤات غالية الثمن تكسر سنان القلم عن العطاء بذلا بلا مقابل .اثير الخاقاني : مركز الحضارة للدراسات الإستراتيجية
atheertaher@yahoo.com