بين منكيش وتلكيف، اين الحقيقة ؟ يا انطوان ال- صنا
مقالك الموسوم ( مستقبل تواجد "شعبنا" في قضاء تلكيف ....... ينذر بالخطر والمجهول)..في الحقيقة لا يسعني الا ان اقدم لك شكري واعجابي لغيرتك المتقدة على مستقبل بلدة عزيزة على قلوب ابناء امتنا ، وعلى القضاء الذي يحمل اسمها . على الاقل استطيع ان اقول بان عنوان المقال يوحي للقارئ بانك فعلا غيور على بلدة تلكيف ، والقارئ يتوقع من هذا العنوان بان يقرأ تحليلا موضوعيا وعلميا حول احوال ابناء امتنا فيها (البلدة) وفيه (القضاء) تتناول فيه (المقال) التغيير الديمغرافي الذي فرض قسرا ، وبطرق مختلفة من قبل السلطات الرسمية او العشائرية ، على جميع بلداتنا وقرانا ، وتكون تلكيف تموذجا ومحورا لكتابتك. ولكن تبين بان الحشو لم يكن الا لتبرير اسباب تواجد قوات البيشمركة وعناصر الاسايش ومديرية تربية دهوك ومقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني و... و .... هذه الادارات والتنظيمات التي وردتنا من خارج البلدة والقضاء ، ومع هذا فالقارئ يستطيع ان يتفهم موقفك المحرج ، فطالما تتحدث عن الغرباء في المنطقة ، وهذا سوف يجرح حتما مشاعر البعض ، الذين لا تقوى على خدش مشاعرهم ، حتى اذا كان ذلك على حساب حقوق ابناء امتك ، لذا استدركت الموقف ، فالواجب يملي عليك والحالة هذه ان تبرر تواجد قوات البشمركة في المنطقة ، واشهد بانك اديت الواجب وزيادة ، ولكنك لم تتطرق الى تواجد مديرية الاسايس وعناصرها ، ولا عن مديرية تربية دهوك ، ولا عن عشرات المسلحين الحزبيين الغرباء عن المنطقة الذين تزدحم بهم ابنية المقرات الحزبية التي تعود الى نظام البعث البائد ؟ فان كان ابناء امتنا في ديترويت لا يعلمون بهذه الحقائق ، وتستطيع ان تمرر عليهم ما ذهبت اليه في مقالتك ، فهل غاب عن بالك بان الكثير من قراء موقع عنكاوا هم من اهلنا الساكنين في سهل نينوى ، وانهم يرون ويسمعون ويعيشون هذا الواقع يوميا ، وخاصة الساكنين منهم في القضاء.
غيرتك على بلدة تلكيف وقضاء تلكيف بلا شك نستطيع تبريرها ، أَو لَست احد ابناء هذه الامة ؟ ولكن الذي حيرني ويحير القارئ الكريم ، هو لماذا بدأت من تلكيف ؟ أو ليست بقية بلداتنا تعيش الحالة نفسها ؟ وتعاني ما تعانيه تلكيف ، فهل كانت النتيجة التي حصلت عليها قائمة نينوى المتآخية في القضاء هي السبب الذي ايقضك على هذه الحقيقة المرة ؟ هذه الحقيقة التي مرت عليها سنين طويلة ، وكنت شاهدا عليها ايام نظام البعث ، لان تاريخ نزوح الغرباء من غير ابناء امتنا الى تلكيف يعود الى بداية الستينات ، هذا ان لم يكن الى فترة الخمسينات ، وارجو من اهلنا في تلكيف ان يصححوا لي ان كنت على خطأ ، فالعرب بداؤا بالنزوح الى تلكيف اثر الهجرة التي شهدتها البلدة من ابنائها الى امريكا ، وقيام البعض ببيع املاكهم للنازحين الغرباء ، وتفاقمت الحالة ابان الحرب الايرانية- العراقية في فترة الثمانينات ، حيث قام النظام البعثي بتوزيع الاراضي للعسكريين وذوي الشهداء من الغرباء في معظم بلداتنا ، ان لم نقل في جميعها . ومع كل ما تقدم نقول بان مسعاك مشكور فيما ذهبت اليه وان جاء متاخرا ، وقيامك بقرع ناقوس الخطر لايقاظ ابناء امتك على هذه الحقيقة ، ومطالبة المسؤولين والحكومة على ازالة هذا الغبن والتجاوزات واعادة الحق الى اصحابه ، لا يمكن ان ينساه اي غيور من امتك ، لانه وكما يقول المثل الامريكي " ليس متأخرا ابداً " (It is never too late ) يعني ان تبدأ في اي وقت خير من ان لا تبدأ ابداً.
ولكن مهلا يا سيد ال- صنا ! اذا كنت حقا غيورا على هذا التغيير الديموغرافي الذي فرضه ويفرضه الاخرون على قضاء تلكيف ! فما الذي اسكتك كل هذه المدة ؟ لماذا لم تبدأ من العزيزة منكيش ، وهل لديك الجرأة لتعطيني الاحصائية الصحيحة عن نسبة ابناء امتنا فيها ؟ حسنا ! لكي لا تشغل نفسك في الجمع والطرح والقسمة والضرب ، كما فعلت في مقالتك ، لتجد كم هي نسبة اهلنا في قضاء تلكيف ، سوف اختصر الطريق لك واريحك ، ولكي لا اعطيك رقما غير دقيق ، ولتأكيد معلوماتي المتواضعة اتصلت باهلنا في منكيش ، فعلمت منهم بان نسبة اهلنا في البلدة لا يتجاوز الـ 40 بالمائة ، وهي اقل من النسبة 50 بالمائة التي كنت متفائل بها . فما رأيك؟ هل تعتقد بان الكرد وعوائلهم في منكيش هم ايضا من قوات البيشمركة ، جاءوا لحمايتها من الارهابين وشرورهم كما يفعلون في تلكيف ؟ وهل نسيت الجارة اينشكي ؟ اينشكي عروس قرانا الفاتنة ، الغافية على صدر سهل صبنا الجميل ، مالذي يمنعك من الكتابة والدفاع عنها ، ولماذا لا تقول لي كم هي نسبة الغرباء الذين يسكنون بيادر وبساتين هذه القرية ؟ من الطريق العام صعودا حتى الشلال ، أليس الغرباء اكثر من اهل القرية ؟ فلا داعي للحرج ، لان جميع ابناء امتنا يعلمون الحقيقة . واذا رغبت بمعرفة القرى الاخرى المتجاوز عليها في محافظة دهوك استطيع ان ارسل لك قائمة بها ، لتبدأ بالدفاع عنها واعادة الحق الى اهله ، ولا شك فانك اهل لهذه المهمة كونك محاميا حسب علمي . وبما ان الحرية والديمقراطية ترفرف في سماء الاقليم ، وان لا فرق بين كردي واعجمي الا بالولاء ، فهذا سوف يسهل مهتكن، لماذا اذا لا تستل قلمك لتزيل الغبن الواقع على البلدة التي انجبتك اولا ؟ وهكذا غيرها الاقرب الى منكيش حتى تصل في رحلتك الى تلكيف ، حينها تكون تكون قد اديت واجبك لابناء امتك ، ويكون مكانك في قلبك وضمير كل غيور من ابنائها .
سبق وكتبت لك قبل فترة رسالة شخصية ، ورجوتك رجاءا ، بمحبة صادقة ، بان لا تلعب بعواطف البسطاء من ابناء امتك ، ولا تحاول ان تذر الرماد في عيون اهلك ممن ليس لديه الخزين الكافي من المعلومات عن الحقائق التاريخية ، والمظالم التي تعرضت لها امتنا ، ولكن من استمرارك في الكتابة بنفس الاسلوب ، يبدو لي بانك مصر على ذر الرمال في عيوننا ، وليس الرماد ، فغسل العيون من الرماد اسهل بكثير من غسلهم من الرمال .
واخيرا اجد نفسي مضطرا لطرح سؤال اخر عليك ، لم اتمكن من استنباط جوابه لدى قراءتي مقالتك ، فثمة ظاهرة غريبة في كتابتك هذه المرة ، وعلى غير المعتاد . فانك سهوت عن ذكر وذم الحركة الديمقراطية الاشورية في مقالتك ، وجاءت مقالتك هذه المرة دون ان تحّمل هذه الحركة مسؤولية انحسار اعداد ابناء امتنا في قضاء تلكيف ، فهل من تفسير لذلك ؟ كان عليك ان لا تغفل قراءة ما كتبه من قبلك الذين يسيرون في نفس مسارك المريب هذا ، من ان الحركة الديمقراطية الاشورية تقوم ببيع الاراضي في قضاء تلكيف للعرب عن طريق القائمقام ، حقا ان شر البلية ما يضحك ، وبحسب قولهم فان الحركة جمعت ثروة طائلة من هذه الصفقة ! فكيف فاتتك هذه الحقيقة ؟ ورغم الثروة الكبيرة التي جمعتها الحركة من بيع اراضي اهلنا في تلكيف للعرب ، لكن يبدو بانها لم تكن كافية لتشغيل وادامة بث قناة اشور الفضائية ، فاضطرت الحركة الى ايقاف البث فيها ، ولمدة سنتين تقريبا . بينما تمكنتم من ادامة تشغيل قناة عشتار وتطويرها معتمدين على تبرعات وهبات اهلكم في اربيل وصلاح الدين ...... لقد سقطت اوراق التوت .
alkoshbello@hotmail.com