Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تأسيس المركز (السيمو- عراقي) لتحليل الخطاب اليومي للسلطة والفرد في العراق

10/10/2010

شبكة أخبار نركال/NNN/
أطلق أكاديميون وباحثون عراقيون أعضاء في البيت العراقي الدولي، مبادرة تعد الأولى من نوعها في العراق والمنطقة، من خلال تأسيسهم (المركز السيمو-عراقيI.I.H…SIMO CENTER ) لتحليل الخطاب اليومي للعراقيين، وخاصة ذلك الخطاب الصادر من رجال الدين وكبار الشخصيات السياسية والمسؤولين البارزين في البلاد، في محاولة لتأسيس علم أو فن ليوميات الخطاب الثقافي و اللغوي للفرد العراقي الذي ترتسم على جبهته ألف علامة وعلامة، وعلى جسده تاريخ من الخطابات والممارسات اليومية الممزوجة بدمه وحضارته.

وأوضح رئيس مجلس إدارة البيت العراقي الدولي حسين الحسيني، قائلاً "سيكون لهذا المركز أسبقية في رصد وتحليل ونقد الخطاب اليومي للسلطة بوجه عام، سواء كانت سلطة النخب السياسية أو سلطة رجال الدين، فضلاً عن تحليل الخطاب اليومي للفرد العراقي، على اعتبار أن هذا الخطاب هو الذي سيشكل الوعي، ومن واجبنا في هذا الوقت تحديداً أن نتصدى بشكل علمي ومنهجي لتشكيل الوعي العراقي الجديد، بعيداً عن القوالب اللغوية الجاهزة والمستخدمة من قبل المجتمع وقادته والتي غالباً ما تكون فارغة من محتواها أو مخالفة لمعناها الحقيقي. حيث لا تخفى أهمية هذا الخطاب اليومي الذي يستعمله الفرد العراقي كونه يتداخل مع الإشكاليات السياسية المتمثلة بتداول السلطة"، على حد قوله.

وأضاف قائلاً: "سيكون للمركز السيمو عراقي، الدور المكمل لما بدأنا عمله قبل عدة شهور بتأسيس مرصد "عسس" عين على السلطة السابعة، و الذي يعد أول مرصد من نوعه يتخصص برصد الإشاعة و متابعتها وتحليلها ووضع العلاجات الناجعة للتصدي لها وتحديدها بمساعدة عدد من الكفاءات والمختصين، فضلاً عن تفاعل الجهات الرسمية وشبه الرسمية مع المرصد فيما يتعلق بموضوعة الإشاعة المرتبطة بهم من قريب أو بعيد.

إلى ذلك، قال الباحث والناقد والإعلامي حيدر علي، أن فكرة تأسيس علم سيمو-عراقي يحمل على عاتقه إعادة قراءة وتشريح الأنظمة العلاماتية (السيميائية) واللغوية بوصفها أنظمة وسساتم للاتصال والتواصل المعرفي والثقافي، بل بوصفها (إي أنظمة العلامات) الأبنية التاريخية والسوسيو- ثقافية التي شكلت ذهنية الفرد العراقي.

مضيفاً " أن هذا الأمر هو الذي سيجعلنا نطرح أكثر من سؤال واستفهام عن مدى أهمية هذا العلم فيما إذا كان يستطيع أن يحاور كثير من الإشكاليات التاريخية و الإنسانية في ثقافة الفرد العراقي ربما أبرزها هي:

كيف يمكننا أن نقرا تاريخ العلامات؟ وهل ثمة علاقة بنيوية /تاريخية بين تاريخ العلامات والخطابات اليومية؟ وهل هناك من جدوى معرفية ونقدية لمثل هذه القراءة؟ ما هي العلامة في ثقافتنا العراقية وهل لها وجود حقيقي أم أنها وجود ذهني، متخيل أو تاريخي ؟ وهل تتحرك هذه العلامات بطريقة مستقلة عن الخطاب اليومي ؟ وهل الخطاب اليومي منفصل عن الخطاب السياسي السلطوي، الدوغمائي؟ كيف يتشكل الوعي العراقي حينما يستخدم العلامة في الكلام واللغة؟ وهل هناك علاقة جسدية وسايكولوجية (ذهنية) بينه وبين الكلمة والفكرة والعلامة والموضوع الخارجي؟

وأضاف الإعلامي حيدر علي، متسائلاً: "هل يمكننا أن نقول كما قيل في الأساطير العراقية القديمة أن الكلمة تساوي الفعل والفعل هو الخلق ، بمعنى آخر هل تخلق الكلمة أشياء ومواضيع منفصلة عن الذات العراقية المنتجة لها؟ وهل يمكن للعلامات/الكلمات أن تشكل نظرية معرفة في تاريخية الشخصية العراقية؟ وهل هذه النظرية تنحو منحىً نظرياً على طريقة الفلاسفة أم إنها ممتزجة بجلد ودم الإنسان العراقي ؟ هل يمكن أن تكون كل هذه التساؤلات مهمة وضرورية للخروج من المأزق السياسي الراهن؟ وهل تساعد على جمع شمل الأطراف المتنازعة ؟ وهل تؤسس العلامة تاريخ للاندماج الاجتماعي والثقافي بين المجموعات المتغايرة والمختلفة أم العكس؟

و استدرك مبيناً "هذا فيما يتعلق بطبيعة الأنظمة العلاماتية وتشكلاتها المعرفية والنقدية مع الأطر الاجتماعية المختلفة . لكن يبقى هناك جزء مهم هو (الخطاب ) بوصفه الجسد والسطح الخارجي الذي تتحرك وتندمج به الأنظمة العلاماتية المختلفة على اعتبار أننا نعني بالخطاب (الممارسة الاجتماعية اليومية في استعمال اللغة) وهذا يضعنا أمام مجموعة أخرى من التساؤلات الضرورية الطرح هنا وهي: ماذا نعني بمصطلح الخطاب اليومي؟ وهل الخطاب اليومي يحتاج إلى نقد وتشريح وتحليل و قراءة؟ ما هي علاقة الخطاب اليومي بكل من السلطة والمعرفة واللغة؟

هل الخطاب اليومي الذي يستعمله الفرد العراقي متداخل مع الإشكاليات السياسية المتمثلة بتداول السلطة؟ ثم كيف تعمل الأنظمة الإعلامية بوصفها أنظمة سياسية في تشكيل لغة وخطاب الشارع اليومي للفرد العراقي؟وهل تؤثر الخطب والخطابات السياسية والدينية في إعادة تشكيل الخطاب اليومي للفرد العراقي؟

وختم الباحث حيدر علي، قائلاً "كل هذه الأسئلة هي في حقيقة الأمر إشكاليات قبل أن تكون تساؤلات يحاول مركزنا أن يشتغل عليها، ليس لإيجاد حلول ممكنة للخروج منها بل من اجل فتح باب الحوار الفكري والنقدي واللغوي لتوجيه أنظارنا على ما اعتدنا النظر إليه، منطلقين من فكرة أن العلوم الإنسانية كالانثروبولوجية وعلوم اللغة والسيميائيات الخ... هي علوم تحرر الفرد من الأوهام وتخلصه من سيطرة الإيديولوجيات"، مؤكداً في الوقت نفسه أن المركز السيمو- عراقي لتحليل الخطاب اليومي، التابع للبيت العراقي الدولي، سيكون له الأثر الأبرز في تحليل خطابنا ووضع المفاهيم التي نتداولها في مكانها الصحيح ورصد جميع الذين استغلوا الكثير من تلك المفاهيم والمصطلحات و حاولوا الالتفاف عليها وتفريغها من محتواها الحقيقي، وستكون الأيام المقبلة حبلى بالعديد من الحلقات والمقالات والبحوث التي تتصدى لهذا الخطاب أو ذاك، داعياً المؤسسات الإعلامية والمثقفين العراقيين إلى التفاعل مع هذا المشروع ودعمه علمياً وبحثياً وإعلامياً.

*المصدر: المركز السيمو عراقي
simo.center@yahoo.com


Opinions