تباشير وجه سومري
يبشرني وجهك القمريبميلاد ضوء يغازل ليل حياتي
فيطلع من تحت جلدي الربيعْ
و يصحو سباتي
و ترقص زهرة ذاتي
و ترحل عيناك نحو الفضاء
فلا يغضب الرب إذا خدشتْ
ريشة الهدب لوح السماء
فيوم تلقيت منك البريد السريعْ
قفزت كبط يقاوم عصر الجليد
و كسر منقاره مجد ذاك الصقيعْ
مسحت جبيني فأمري مريعْ
فمن أنت ِ، من أين أشرقت ِ قبل الشروقْ
و كيف صعقت شجيرات صدري
بسيف البروقْ
و كيف تقاطعت المستقيمات فينا
و أسقت ْ عروق عروقْ
و راح فم الشهد يتلو جميل الكلام ِ
فأمطرني الليل عشقاً كبير المقام ِ
فآمنت أن هواك مهب هوائي
و مفَجر مائي
فألبست قدك ِ فستان َ زهري
و أعطيت خدك بستان َ عطري
و شرّبت روحك كل عصارة شعري
أحاور عينيك في قرس الشتاء
أحاول فهم طبيعتك العبثيه
فكل الذي قد درسته فيك ِ
يفند فلسفتي في دراسة طبع النساء
توقفت عن رسم كل قصيده
و عن صوغ تفعيلة، و قوافي جديده
ففستانك الأصفر الثائر
يقول هو الشاعر
فكوني معي ظاهريه
أنا رافض مبدأ الباطنيه
ففوق جبيني تناسلت الأبجديه
و وجهك ملحمة سومريه
أيا قبسة ً صارعت ظلمتي كالشعاع
آثرت سكوني
كزلزلة ضربت سطحي الصلب بقاعي
هراء إذا قلت أني قوي الطباع
فهل أتمالك نفسي
و خصرك يمحو حدود اندفاعي
أحبك أو لا أحبك، ما همك الآنْ
فأنت أميرة هذا الزمانْ
و إني- كما تعلمين- نفيت إلى لا مكانْ
و عدت أنام على معصم أمرأة
تقدحني كالصوان
و تخفي رمادي و تغلق باب الصراحهْ
مغامرة أنت و الحب لديك ملاحهْ
فأين تعلمت فن السباحهْ
جميلات عمري غرقن فيّ بغير إرادهْ
و أنت التي أغرقتني لحد العبادهْ
فيا قرة العين
إذا نمت عبداً على ساعديك
سأصحو أميرا
و إن جفّ ماء الهوى في جذوري
يفجر ثغرك في شفتيّ غديرا
و إني بغير مبالغة
بك صرت كبيراً كبيرا.
31-12-2008