تحالف سورايي الوطني : اتهام القدو للمسيحيين بالتمييز العنصري هو تجني وسابقة خطيرة
أصدر تحالف سورايي الوطني بياناً يرد فيه على اتهامات السيد القدو للمسيحيين بالتمييز العنصري واعتبر التحالف ان هذه الاتهامات هي تجني وسابقة خطيرة واتهم البيان السيد القدو بأستخدام اسلوب التشويش وخداع الرأي العام العراقي من خلال تزوير الحقائق واللعب على الورقة الدينية لأعتبارات انتخابية على حساب نسف العلاقة التاريخية بين الشبك والمسيحيين والتي اتسمت على طول الخط بالتأخي والتسامح وفيما يلي نص البيان
تحالف سورايي الوطني : اتهام القدو للمسيحيين بالتمييز العنصري هو تجني وسابقة خطيرة
بدهشة وقلق شديدين تلقينا في تحالف سورايي الوطني التصريحات التي اطلقها السيد حنين القدو الامين العام لتجمع الشبك الديمقراطي ، في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم الجمعة 7/2/2014 ، الذي عرض على عدة قنوات فضائية ، اثار فيه موضوعا خطيرا ، يتعلق بالسلم الاهلي، اتهم فيه القيادات الدينية والسياسية المسيحية بممارسة " التمييز العنصري" ضد المسلمين في سهل نينوى و" تهديد" السلم الاجتماعي وخلق شرخ وفتنة بين المسلمين والمسيحيين ، على خلفية تفسير المحكمة الاتحادية للمادة 23 /ثالثا/ ب ، والمتعلقة بعدم جواز التملك لأغراض التغيير الديموغرافي . والتي جاء تفسيرها جليا بأن تمليك العقارات لغير المسيحيين في المناطق المسيحية يعد تغييرا ديموغرافيا .
للأسف حاول السيد القدو الذي ترأس المؤتمر اقحام بعض مشاكل الشبك واهالي برطلة والحمدانية والمتعلقة بموضوع الاراضي والتمليك في موضوع الدين المسيحي والاسلامي وان هذا الاسلوب بحد ذاته يشكل فتنة وتصعيدا خطيرا ، فالمسيحيين والمسلمين منه براء ، وان اقحام الدين في مسائل لا تمت للمشكلة يعد اسلوبا تحريضيا محضا، وسيؤدي الى احتقان ديني وطائفي في سهل نينوى، سيكون القدو وحزبه سببه وسيتحمل السيد قدو مسؤولية النتائج التي قد تتمخض عن ذلك .
لقد استخدم السيد قدو اسلوب التشويش وخداع الرأي العام العراقي من خلال تصوير زحف الشبك على اراضي المسيحيين في برطلة ومركز قضاء الحمدانية بأساليب مشبوهة بأن المسيحيين ينتهكون حقوق الشبك ، متجاوزا الحقائق كما هي على ارض الواقع وحرص على لعب الورقة الدينية لأعتبارات انتخابية على حساب نسف العلاقة التاريخية بين الشبك والمسيحيين والتي اتسمت على طول الخط بالتآخي والتسامح . لذلك يقتضي ايضاح مايلي :
1- ان المسيحيين في الحمدانية لم يمنعوا الشبك في التملك والبناء والاعمار في القصبات والبلدات التابعة لقضاء الحمدانية والتي يسكنها الشبك ، وهناك احياء في مركز الحمدانية يسكنها الشبك وغيرهم من المسلمين تكشف عكس ما اثاره القدو. الا ان ما يحذر منه المسيحيون في الحمدانية هو الزحف الجماعي للشبك في المناطق المسيحية بهدف التغيير الديموغرافي وباستخدام اساليب الاغراءات المالية في شراء العقارات واستغلال ضعاف النفوس من المسيحيين لأجل ذلك.
2- كان الاجدر بالسيد قدو عدم اثارة الموضوع على الصعيد الاعلامي قبل ان يلجأ الى القنوات الحوارية سيما ان هناك لجان متعددة للحوار ومؤسسات في حل المشاكل بين الشبك والمسيحيين في سهل نينوى ، منها لجنة الحوار القائمة بين الطرفين لحل المشاكل العالقة ، وتحالف الاقليات العراقية التي يضم الشبك والمسيحيين والايزيديين والصابئة.
3- ان السيد قدو وحزبه (تجمع الشبك الديمقراطي) لا يمثل جميع الشبك وان ما اثاره لا ينسجم بالضرورة مع مواقف الاحزاب والتنظيمات السياسية للمكون الشبكي ، لا بل حتى المواطنين والاهالي الذين في مركز الحمدانية واطرافها، مما يكشف بأن ما يثيره القدو ليس سوى زوبعة اعلامية لأهداف انتخابية وللأسف انه يستخدم الاسلام لأعتبارات ومصالح حزبية ضيقة لتحريض وتأليب المتشددين ضد المسيحيين، في الوقت الذي يطالب فيه فقط بحقوق الشبك فقط . فاذا كان السيد القدو يتباكى على حقوق المسلمين، فلماذا لا يتكلم عن حقوق العرب والاكراد المسلمون في الحمدانية . فاذا كان اهالي الحمدانية من المسيحيين يمارسون التمييز ضد المسلمين، فلماذا لا نسمع اي شكوى او اثارة لذات الموضوع من مكونات العرب والكورد والتركمان القاطنين في المنطقة؟.
في الختام نود ان نقول للسيد قدو واعضاء حزبه ان تحقيق العدالة ورفع التمييز لا يتحققان من خلال التضليل وتشويش الحقائق والتجاوز على حقوق الآخرين ، بل باستخدام الوسائل الموضوعية وفتح قنوات الحوار وعدم التصعيد والتحريض والتصيد في الماء العكر . سيما ان المسيحيين في العراق لا يزالون يأنون ويكابدون الالم من العنف والتمييز الذي طالهم وفقدوا ممتلكاتهم ومصالحهم واراضيهم ، وهجر الالاف من ابنائهم من جراء ذلك ، واصبح همهم الاول ايجاد ملجأ امنا يحتمون فيه ويحافظون على تقاليدهم وخصوصيتهم الثقافية والتي هي خصوصية عراقية وطنية بأمتياز . فكان الاجدر بالسيد قدو التفكير مليا والتأني كثيرا قبل اتهامهم بـ " التمييز العنصري" ، لأن مثل هذا الاتهام بحقهم هو تجني كبير للقيم والاخلاق التي يحملها المسيحيون العراقيون وما يكنون من احترام وتقدير لأشقائهم العراقيين من المسلمين سواء كانوا عربا او كوردا، تركمانا او شبك وغيرهم . وان هذه الاتهامات لا تنسجم اطلاقا مع روح التآخي والتسامح التي حرص المسيحيون على بنائها وتقوية أواصرها على مدى تاريخ العراق .
تحالف سورايي الوطني
بغداد في 8 شباط 2014