تحذير دولي من كارثة تقسيم العراق .. وواشنطن تحمل سورية وإيران المسؤولية
26/10/2006الجيران/
ربط زعماء اميركيون مدنيون وعسكريون في العراق امس بين ايران وسورية و"القاعدة" باعتبارها قوى تسعى الى تفتيت العراق ومنع الولايات المتحدة من بناء ديمقراطية مستقرة, وكشفوا ان دولا خليجية تعهدت كبح الجماعات السنية المسلحة.. في وقت حذرت فيه بريطانيا وروسيا وتركيا من أن خطر تقسيم العراق اصبح امرا واقعا وهو ما رفضه زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم عبدالعزيز الحكيم, مشددا على ان فيدرالية الشيعة لا تعني الانفصال ...
وكانت تصريحات زلماي خليل زاد السفير الاميركي والجنرال جورج كيسي قائد القوات الاميركية في العراق من بين اقوى التصريحات التي ادلى بها مسؤولون اميركيون ضد الدولتين المجاورتين للعراق في شأن الدعم المزعوم للجماعات الاسلامية التي تقف وراء معظم اراقة الدماء.
ووصف خليل زاد الصراع لبناء عراق موحد وديمقراطي بأنه "التحدي الحاسم في عصرنا" وقال انه قد يحدد شكل مستقبل الشرق الاوسط والامن العالمي.
وقال خليل زاد خلال مؤتمر صحافي مشترك نادر مع كيسي قبل اسبوعين من انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس "تلك القوى التي تشكل المعسكر المتطرف لا تشمل فقط القاعدة, وانما تعمل ايضا ايران وسورية لمنعنا نحن والعراقيين من النجاح".
واضاف "انهم يخشون نجاح العراق. ويريدون تقويض عزيمتنا بفرض تكلفة علينا باطالة امد الصراع وبتكبيدنا خسائر بشرية واعطاء الانطباع بأنه لا يمكن تحقيق استقرار في العراق".
ودعا خليل زاد الى المؤتمر الصحافي للرد على اسئلة متزايدة في الولايات المتحدة في شأن الستراتيجية الاميركية في العراق قبيل انتخابات الكونغرس في السابع من نوفمبر والتي تشير استطلاعات الرأي الى ان حزب الرئيس جورج بوش الجمهوري قد يفقد فيها السيطرة على مجلسي الكونغرس.
وقال خليل زاد ان الولايات المتحدة طلبت من دول عربية مثل السعودية والامارات العربية المتحدة والاردن تشجيع الجماعات المسلحة السنية على انهاء العنف والانضمام للعملية السياسية.
واوضح ان "هذه الدول وعدت بأن تكون متعاونة" واتهم كيسي كلا من سورية وايران بأنهما "تتعمدان عدم التعاون".
في هذه الاثناء تصاعدت التحذيرات الدولية والاقليمية من تقسيم العراق, فقد اعلنت مارغريت بيكيت وزيرة الخارجية البريطانية ان العراق يمكن ان يتفتت الى اجزاء في نهاية المطاف, في اعتراف منها بمحدودية ما يمكن انجازه من قبل قوات التحالف في العراق.
ونقلت صحيفة "التايمز" البريطانية في موقعها على شبكة "الانترنت" عن بيكيت قولها في تصريح ادلت به الليلة قبل الماضية ان غزو العراق ربما يمكن اعتباره كارثة على صعيد السياسة الخارجية البريطانية.
وبسؤالها عن امكانية تعرض العراق للتجزئة, اوضحت بيكيت ان الجميع متحمس للغاية للابقاء على وحدة العراق الا انه وعلى المدى الطويل, فان الامر لن يكون بأيدينا تقرير هذا او ذاك.
وتأتي تصريحات بيكيت هذه في وقت كشف فيه استطلاعان للرأي عن ان غالبية البريطانيين يفضلون انسحاب القوات البريطانية على الفور او مع حلول اعياد رأس السنة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد حذر من تفكك العراق في حال لم تتخذ تدابير لتوحيد البلاد قائلا "انه اذا لم يحصل تقدم ولم تبدأ الوحدة الحقيقية فإن هذا الوضع (التفكك) سيصبح واقعا".
في تطور متصل أكد وزير خارجية تركيا عبدالله غول ان تقسيم العراق ليس في صالح الولايات المتحدة لان ذلك لو حدث سيكون معناه ان تعم الفوضى ارجاء العراق الذي سيدخل صفحة مظلمة اخرى من تاريخه بعد ان تخلص من نظام الحكم الديكتاتوري السابق.
لكن زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم في العراق ورئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبدالعزيز الحكيم شن هجوما على الرافضين لقانون الاقاليم وقال انهم اما مجتهدون خاطئون او جهلة او اعداء للشعب العراقي.
ونقلت فضائية "الجزيرة" القطرية عن الحكيم قوله ان المعارضين للفيدرالية والاقاليم يريدون اثبات وصايتهم على الشعب العراقي, وتحقيق مصالحهم الخاصة ولو على حساب دماء العراقيين كما كان موقفهم في زمن النظام السابق.
ودافع الحكيم عن القانون بوصفه الكفيل بالقضاء على نظام المحاصصة وتحقيق التوازن والعدالة في الدولة, ومنع المغامرين من اختطاف العراق في ليلة ظلماء.