تحذيرات أميركية من تصاعد عمليات العنف الطائفي في العراق
21/09/2006سوا/
حذر كبار القادة العسكريين الأميركيين في العراق من تصاعد أعمال العنف في شهر رمضان، موضحين أن تنظيم القاعدة والمجموعات المرتبطة به قد بدأت فعلاً تكثيف هجماتها على القوات الأميركية.
في هذا الإطار، قال الجنرال الأميركي جورج كيسي قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق إن العنف الطائفي يمثل التحدي الأكبر في العراق الآن.
وأوضح كيسي في حديث أدلى به الأربعاء لوكالة أسوشيتدبرس إن هذا العنف يتركز في منطقة تبعد مسافة 30 ميلا عن مركز العاصمة بغداد، وأن القوات الأميركية والعراقية تحقق تقدما كبيرا في مكافحة ما تبقى من جيوب الإرهاب وفرق الموت في تلك المنطقة.
بدوره، قال قائد القوات العسكرية الأميركية في بغداد الجنرال جيمس ثرمان إن الأوامر التي تلقاها تقضي بأن يحاول احتواء العنف.
وأوضح ثرمان أنه لم يجد بعد دليلا قاطعا على أن وزارة الداخلية ترعى العمليات التي ترتكبها الجماعات التي تسمى فرق الموت.
في الإطار عينه، قال كبير الأعضاء الديموقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جوزف بايدن إن العنف الطائفي بين السنة والشيعة في العراق أصبح أكبر خطر أمني بعدما تخطى الخطر الذي يشكله العصيان المسلح وتنظيم القاعدة.
وأضاف بايدن: "الميليشيات الطائفية هي الأداة الأساسية لهذا العنف. وبدل أن تلقي سلاحها، فهي تزيد تسلحها وتنمو لسبب جوهري وبسيط. فالشباب عاطلون عن العمل والميليشيات تضمهم وتعطيهم رواتب شهرية وسلاحا يستعملونه."
وجدد بايدن في خطاب ألقاه الأربعاء أمام مجلس العلاقات الخارجية دعوته إلى تطبيق اللامركزية في العراق وإنشاء ثلاث مناطق تدير شؤونها بنفسها على أن تدير الحكومة العراقية الشؤون المشتركة كأمن الحدود وتوزيع عائدات النفط، وقال إن من شأن هذه الخطة حقن الدماء.
وأضاف: "المسار الذي نسلكه في العراق لا يؤشر إلى أي نهاية سعيدة في أفضل الاحتمالات. وفي أسوأها فهو يتحول إلى حرب أهلية تقود إلى حرب إقليمية وتترك ملاذا آمنا جديدا للجهاديين في قلب الشرق الأوسط. هذه الخطة تقدم طريقة لإعادة جنودنا إلى أرض الوطن وتحمي مصلحتنا الأمنية وتحفظ العراق دولة موحدة."
وتوقع بايدن أن يقع الجيش العراقي الجديد في تجربة الاستيلاء على السلطة حين يرى أن القيادة السياسية فشلت في إحلال الاستقرار السياسي والأمني في البلاد.
يذكر أن هذه التحذيرات تأتي في ظل استمرار موجة العنف التي تستهدف العراقيين مدنيين وعسكريين.
فقد أدت التفجيرات وأعمال العنف في العراق الأربعاء إلى مقتل 23 شخصا على الأقل إضافة إلى العثور على جثث عشرة أشخاص عليها آثار التعذيب.
وأعلن الجيش الأميركي وفاة جندي أميركي في اشتباك بالأسلحة الخفيفة في شمال شرق بغداد، ومقتل جندي ثان لأسباب لا علاقة لها بالقتال.
من ناحية أخرى، أفاد تقرير للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أن حوالي 6600 شخص قتلوا في العراق خلال شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين.
وأضاف التقرير الذي صدر الأربعاء أن ما لا يقل عن 3590 شخصا قتلوا في يوليو/تموز بينما قتل 3009 أشخاص في أغسطس/آب خلال هجمات ضد المدنيين.
وعزا التقرير انخفاض عدد القتلى في أغسطس/ آب عن القتلى في الشهر الذي سبقه إلى التحسن الأمني الذي حققته الخطة الأمنية المعروفة باسم معا إلى الأمام في بعض أحياء العاصمة، وهي الخطة التي ينتشر أكثر من 30 ألف جندي أميركي وعراقي في بغداد لتنفيذها.
وأشار التقرير إلى أن الاتجاه التصاعدي في عدد الضحايا يبدو واضحا رغم تلك الخطة، وذلك بالمقارنة مع عدد القتلى خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران الذي بلغ 5106 أشخاص.