Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تحذيرات من حصول تغييرات ديموغرافية في التركيبة الاجتماعية للسكان في العراق - 3500 عائلة مسيحية هاجرت من بغداد إلى كردستان

23/06/2006

ديوان العراقي - الشرق الاوسط : حذرت المنظمة الاسلامية لحقوق الانسان في العراق، من حصول تغييرات ديموغرافية في التركيبة الاجتماعية للسكان، فيما اكد رئيس بعثة الجامعة العربية في بغداد مختار لماني، ان عمليات التهجير القسري في العراق بلغت درجة عالية من الخطورة، مؤكدا ان 3500 أسرة مسيحية هاجرت أخيرا من بغداد الى كردستان.

واضاف لماني، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أمس، علمت خلال زيارة لي الى كردستان اخيرا ان 3500 اسرة مسيحية هاجرت من بغداد الى كردستان، بسبب تعرضها لتهديدات.. ان كل اعضاء طائفة الصابئة في بغداد الذين يتراوح عددهم بين 20 و25 الف شخص قدموا طلبا للهجرة الجماعية الى كردستان.
وتعتبر ديانة الصابئة مزيجا من المعتقدات المسيحية والبابلية والفارسية، ويبلغ عدد ابنائها في العراق عموما قرابة 60 الف شخص، تتمركز غالبيتهم في الاهوار (جنوب) وفي بغداد.

وقال لماني «ان مشكلة التهجير القسري اتسعت بشكل كبير ولم تعد تقتصر على السنة والشيعة فقط، بل تشمل كل الاقليات الاخرى. ودعا الى اعادة المهجرين الى منازلهم وتوفير الحماية لهم».

وقالت الامم المتحدة، في تقرير لها الشهر الماضي، ان عدد المهجرين في العراق بلغ 85 الفا، خلال شهري مارس (اذار) وابريل (نيسان) الماضيين.

وفي الاطار نفسه، قالت المنظمة الاسلامية لحقوق الانسان في العراق، ان هناك من الانتهاكات الخطيرة ما دخل حيز الواقع الإنساني الملموس في العراق والمتمثل في أعمال التهجير القسري، التي أصبحت تهدد المنظومة الاجتماعية للمجتمع العراقي، وإنها تنذر بإحداث تغيير ديمغرافي في التركيبة الاجتماعية للسكان. واوضحت في تقريرها الشهري، الذي حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منه، ان هناك الكثير من المعاناة المستمرة للعوائل المهجرة قسراً وهناك بطء في عمل المؤسسات الرسمية، من اجل تذليل المعوقات أمام تلك العائلات، فضلاً عن أن أوضاعا إنسانية سيئة وغاية في التعقيد يعيشها الكثير من العائلات.

وفي لقاء مع «الشرق الاوسط» قال عدي طلال المسؤول الاعلامي في المنظمة، «إن الأوضاع الإنسانية المتردية التي يعاني منها العراق لا تزال تعد من ابرز المعوقات التي تحد من جهد أي مؤسسة حقوقية ترغب في النهوض بواقع حقوق الإنسان، وان الانتهاكات لا تزال تمثل مؤشراً خطيرا يكشف مدى تردي الوضع الإنساني في الكثير من المجالات وعن حاجة ماسة لضرورة التحرك الجاد من اجل إنهاء معاناة فئات واسعة من أفراد الشعب العراقي». واضافت المنظمة، ان أعمال القتل ما زالت تعبث بالإنسان العراقي وتشكل خطراً أكيداً وانتهاكاً حقيقياً لأهم وأكثر الحقوق الجوهرية للإنسان، خاصة ان معدلات جرائم القتل في تصاعد وان هناك عمليات قتل منظم تتم في إطار تقاعس الأطراف الحكومية والقوات الأميركية والبريطانية عن أداء أي دور في إنهاء هذه الممارسات والجرائم، بل إنها كثيراً ما تكون مصدراً لإنتاج مثل هذه الجرائم وارتكابها بحق المدنيين العزل.

من جهة اخرى، اكد مختار لماني ان مؤتمر المصالحة العراقية المتوقع ان يعقد في مطلع اغسطس (آب) المقبل في بغداد، برعاية الجامعة، يجب ان يحدد اهدافا واقعية قابلة للتحقيق معتبرا ان انعدام الثقة الشديد بين الاطراف العراقية يجعل من المستحيل حل عدة قضايا مهمة.

وقال لماني، الذي وصل قبل ستة اسابيع الى بغداد، حيث افتتح بعثة الجامعة، انه «ربما يكون من الافضل ان يكون المؤتمر هو بداية لاطلاق عملية وفاق وان يحدد لنفسه اهدافا يمكن تحقيقها».

واضاف «هناك في العراق مشاكل يستحيل حلها الان، في ظل انعدام الثقة الشديد بين الاطراف». موضحا ان من بين هذه المشاكل «مسألة مراجعة الدستور ووضع كركوك ومشكلة الميليشيات الموجودة داخل المؤسسة الأمنية العراقية».

واوضح لماني ان اجتماعا تحضيريا لمؤتمر الوفاق الوطني سيعقد في القاهرة الشهر المقبل كي تحدد الاطراف المشاركة جدول اعمال المؤتمر.

Opinions