تحركات أميركية صدرية وطلب تعزيزات أمنية
06/04/2006أسامة مهدي من لندن - ايلاف : تشهد مدينتا النجف وكربلاء العراقيتين مقر المرجعيات الشيعية واللتان ينتمي اليهما معظم قادة احزاب ومنظمات الائتلاف العراقي الشيعي الموحد توترًا امنيا وتراشق اتهامات واطلاق اشاعات ومعلومات غير دقيقة مضادة متبادلة في ظل صراع محتدم على رئاسة الحكومة
وخاصة بين انصار المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم وعناصر جيش المهدي ومؤيدي التيار الصدري بقيادة رجل الدين الشاب مقتدى الصدر وحزب الدعوة الاسلامية بقيادة رئيس الحكومة الحالي والمرشح لتشكيل الجديدة ابراهيم الجعفري.
واكد مصدر عراقي مطلع ان اجواء مشحونة بالتوتر والترقب تسود المدينتين على خلفية الصراع على رئاسة حكومة الاربع سنوات المقبلة المرشح لها الجعفري الذي فاز بتصويت داخلي بهذا الترشيح ضد عضو قيادة المجلس الاعلى نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي الذي دعا الجعفري اليوم الى التخلي عن الترشيح موضحا ان هناك معارضة له من قبل اعضاء في الائتلاف وقوى خارجه . واشار المصدر الى ان الصراع بين التيار الصدري وجيش المهدي وبين المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وقواته بدر قد ظلت ناره خامدة تحت رماد المجاملات والتهدئة التي فرضتها المرجعية خلال السنتين الماضيتين ومنذ الصدامات المسلحة بين عناصر الطرفين صيف عام 2004 وقتل واصيب فيها العشرات من الجانبين قد ينفجر في أي لحظة مال لم يتم حسم الصراع على رئاسة الحكومة حيث اكد الصدر انه يدعم الجعفري بشكل تام حتى النهاية بينما يكرر قادة المجلس دعواتهم لتنحي الجعفري الذي اكد امس انه ماض في الترشيح حتى اخر لحظة .
وابلغ المصدر "ايلاف" التي كان يتحدث هاتفيا من بغداد اليوم ان ما زاد الاوضاع توترا الاشاعات التي انتشرت في مدينتي النجف (160 كم جنوب بغداد) ويسكنها حوالي مليون و100 الف نسمة وكربلاء (110 جنوب بغداد) ويقطنها حوالي 900 الف نسمة المقدستين لدى الشيعة والتي تحدثت عن مغادرة المرجع الشيعي الكبير اية الله السيد علي السيستاني للعراق وهو امر نفته مصادر مقربة من المرجع مؤكدة ان مكتب المرجع الاعلى مفتوح ويستقبل طلبة الحوزة العلمية وكذلك مكاتب المرجعيات الدينية الاخرى التي تزاول نشاطاتها العلمية الدينية اليومية بشكل طبيعي. واكد المصدر ان تفاعلات الازمة الحكومية قد انتقلت الى النجف وكربلاء حيث اصول معظم القادة السياسيين في الائتلاف الذي يعيش تنافسا حادا وتراشق اتهامات غير مسبوقة تهدد وحدته وتضعه على شفا انقسام خطير موضحا ان ما زاد المخاوف فعلا هو وضع القوات الاميركية هناك في حالة استنفار في وقت يردد اخرون لاسباب حزبية وسياسية اقاويل بان هذه القوات تستعد لاعتقال مقتدى الصدر بهدف اشعال فتنة بين تياره وهذه القوات.
ومعروف ان هناك صراعا تاريخيا بين انصار ومريدي المراجع الدينية في كربلاء والنجف التي كانت شهدت عام 2003 وبعد سقوط النظام السابق باسابيع قيام مجاميع من الغوغاء بمهاجمة السيد عبد المجيد الخوئي نجل اية الله العظمى الراحل الخوئي والذي كان عاد الى مدينته بعد عشر سنوات قضاها في المنفى في لندن التي كان فيها امينا عاما لمؤسسة الخوئي الخيرية الشهيرة وقتله بالسكاكين في واحدة من ابشع جرائم هذا الصراع .
وتؤكد مصادر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ان مرجعية السيستاني جددت موقفها الرافض التدخل في تسمية المرشحين والمناصب وأبلغت وفدا من المجلس أنه من الضروري مراعاة الاصوات الداعمة للجعفري داخل الائتلاف مقابل تلك التي تطالب بتنحيه وهو موقف يعني دفع الازمة نحو مجلس النواب خصوصا اذا فشل الائتلاف هذه الايام في اقناع مؤيدي الجعفري داخل الكتلة الشيعية بإعادة النظر في موقفهم لان نقل الازمة الى البرلمان سيطيح بمرشحهم.
وكانت القوات الاميركية قامت فجر امس بأقتحام مفاجىء للحي العسكري في محافظة كربلاء شاركت فيه اللطائرات المروحية التي قامت بعملية انزال جوي بالاضافة الى عربات الهمر العسكرية وقامت بأعتقال اشخاص من سكنة الحي العسكري افادت بعض المصادر انهما من افراد التيار الصدري في كربلاء . وقد قامت قوات شرطة كربلاء بأرسال قوات النجدة الى الحي العسكري على الفور الا ان القوات الاميركيية منعتها من التقرب والوصول الى مكان الحادث.فيما دعا مجلس المحافظة الى مقاطعة التعامل مع القوات الاميركية حتى تطلق سراح المعتقلين وتقدم اعتذارا وتعوض عن الاضرار التي نجمت عن هذه العملية . وازاء هذه الاوضاع المتردية فقد طالب مجلس محافظة كربلاء وزارة الدفاع بارسال فوج من الجيش العراقي ليتسلم مسؤولية حماية عدد من المناطق . وقال المتحدث الاعلامي في المجلس للوكالة الوطنية العراقية للأنباء اليوم الاربعاء "طلبنا من وزارة الدفاع ارسال فوج من الجيش العراقي لتسليمه مسؤولية حماية مناطق الوند والرفيع والخط الستراتيجي والشريفات " . واضاف "طلبنا ان يكون مقر الفوج في بحيرة الرزازة لحماية المنطقة" وقال "كما سيتم استحداث مفرزة نهرية مؤلفة من زورقين نهريين لتسييرها في البحيرة من اجل تحقيق وضع امني مستقر للمدينة ".
ومن جانبه حذر مكتب الشهيد الصدر في كربلاء القوات الاميركية اليوم من مغبة الاعتداء على عناصر جيش الامام المهدي. وقال المكتب في بيان اليوم انه يستنكر الاعتداء السافر من "قبل قوات الاحتلال والعملاء الذين باعوا وطنهم للمحتل بابخس الاثمان من اعتقال ومداهمة بيوت ابناء جيش المهدي " . وحذر القوات الاميركية من مغبة تماديها في الاعتداء على ابناء جيش الامام المهدي ملقيا باللائمة على الحكومة العراقية بالمسؤولية وقال انها وقفت مكتوفة الايدي تجاه هذه الاعتداءات ضد الشعب العراقي عامة وابناء التيار الصدري خاصة وطالب البيان "باطلاق سراح جميع المعتقلين من ابناء الخط الصدري فورا".
كما دعا جيش الامام المهدي عناصره الى ضبط النفس وانتظار الامر من الحوزة العلمية. وقال في بيان له ان " الاعتداء يهدف بالدرجة الاساس الى تقويض مسيرتنا بعد ان شعروا بقوة هذا التيار سياسيا وثقافيا ". ودعا عناصره الى ضبط النفس وانتظار الامر من الحوزة وطالب بالافراج عن المعتقلين ودعا الجهات الحكومية الى وضع حد لهذه الانتهاكات .وقالت مصادر مطلعة في النجف ان قناصة للقوات الاميركية انتشرت فوق اسطح عدد من الابنية العامة في المدينة وفي عدد من الاحياء السكنية فيما حلقت مروحيات من نوع اباتشي في سمائها .
ويواصل انصار الجعفري الخروج في تظاهرات يومية في بغداد والنجف وبعض المدن الجنوبية مؤيدة للجعفري فيما اوضح بهاء الاعرجي عضو الكتلة الصدرية ان كتلته تناقش ارسال جواب مكتوب الى الكتل السياسية الرافضة لترشيح الجعفري موضحا انه ستعقب ذلك مفاوضات تشكيل الحكومة ودراسة تقاسم المناصب واشار الى انه فيما يتعلق بتسمية المرشحين فان هناك رأيين احدهما تسمية رئيس الوزراء والحقائب الوزارية قبل انعقاد البرلمان والآخر تسمية رؤساء الجمهورية والوزراء والبرلمان ونوابهم وتوقع انعقاد الجلسة البرلمانية التي ستخصص لحسم الاسماء خلال اسبوعين مستبعداً اقصاء الجعفري لان الكتلة الصدرية وحزبي الدعوة والمستقلين يؤيدون بقاءه .