Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تحية لأبناء شعبنا الأبطال في كندا

هزّت صورُ التظاهرة المشرّفة التي نظـّـمها حشدٌ من أبناء شعبنا في العاصمة الكندية أوتاوا ، و التي نشرتها وسائل إعلامنا ، بالإضافة إلى وسائل الإعلام العالمية ، هزت مشاعرَ الملايين من أبناء شعبنا الكلدوآشوري في كل الأرجاء و البلدان . فلقد جاءت هذه المظاهرة السلمية الحاشدة بسلوكها الراقي المتحضّر بمثابة صفعةٍ قاسية على وجهِ أولئك الذين أقفلوا عقولَـهم وضمائرهم و أبوابهم في غرف سرية معزولة و مظلمة ، تفوح منها رائحة الغدر والخيانة ليَحيكوا المؤامرات ضدّ أبناء شعبنا المسكين المضطـَـهَد ، هذا الشعب الذي لم يسكتْ ، و لن يسكتَ أبداً ، على الجرائم السياسية التي تُـرتكَـب بحقّـه في عهد العراق الجديد .

نعم لقد فعلتها نسورُ المهاجر و شرفاءُ كندا ، خرجوا ليصرخوا في وجه الطّـغاة الجدد أنْ لا مكانَ في العراق الجديد للدكتاتوريات و التسلّط ، و هَبّوا كأسود نينوى ليزأروا مطالبين بحقوقنا المشروعة التي راح ضحية إحقاقها ، و منذ مَطلع القرن الماضي ، مئاتُ الآلاف من الشهداء . أطفالٌ يموتون جوعاً ، و نساءٌ يـُغتـصَـبْـنَ عنوةً ، و فتياتٌ يـَـنـْتحِـرنَ كي لا تمسّهُـنَّ يدُ الغدر ، و شيوخٌ يقضون متشبثين ببساتينهم ، و رهبانٌ يـُصلبون على شرفاتِ كنائسهم ، و رجالٌ يعتلون أعوادَ المشانق في قلب بغداد مزمجرين بأغاني الشموخ ، فكيف لنا ، نحن أحفادُ و أولادُ هؤلاء الشهداء العظام ، أن نـتنـكـَّر لنـَـيـِّفٍ و مئةِ عامٍ من التضحيات و التضحيات الجمّـة ؟؟؟

نعم لقد خرج أخوتُـنا و أخواتنا يتقدمهم أولادُ شهداء و أحفادُ شهداء في كندا، ليقولوا لمن غدر بمسيرة النضال المشترك بعد عقود طويلة من الكفاح المسلّح و النضال السياسي جنباً الى جنب في خندق المعارضة ، أن عراقنا الجديد الذي حورِبنا و شُـرّدنا و اعتـُقـِلنا و أُعـدِمنا و استُـشهِدنا من أجله ، لا مكانَ فيه للتهميش و الإقصاء و الإلغاء من جديد . فهذه المفاهيم و العناوين و الممارسات كلها دُفـِنت مع دفن حقبة النظام العراقي المقبور ، و إذا ما حاول احدٌ بعثها من جديد فان مصيرَه سيكون كمصير نظام صدام ، و أن شعب العراق البطل الذي أسقط أعتى نظام دكتاتوري عَـرَفته المنطقة ، قادرٌ بسهولة أن يغيّـر هذه الواجهة الكرتونية و الانتهازية و المتسلطة ، و يـُغلق إلى غيرِ رجعة هذا الدّكان السياسي الذي يَـرتزق فيه البعض و يسرُق منه البعض و يتسوّل عليه البعض الآخر ، على حساب حقوقنا المشروعة التي ضمنها دستور العراق قبل أن تكفلها شرعة حقوق الإنسان و القوانين و الدساتير الدولية .

لقد خرج أبناؤنا الأبطال في كندا ليسألوا العالمَ المتحضّر الذي وقف إلى جانب الشعب العراقي ليـُسقـِط صنمه : أهذا هو التفسيرُ الجديدُ الذي اخترعه قادةُ العراق الجُدد للديمقراطية ؟ و هل الديمقراطية تعني أن تـُستبعد القائمةُ التي فازت ديمقراطياً بأصوات الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب ، و تـَستحْضِـر الكتلُ الكبيرةُ "جداً" وزراءَ كرتونيين ممن يدورون في فلكها ؟؟؟

لقد خرج أخوتنا في كندا ليؤدوا واجبهم الأخلاقي قبل أن يؤدوا واجبهم القومي و السياسي و الديني الذي تمليه عليهم ضمائرهم ، في المطالبة برفع الظلم عن أبنائهم و إخوانهم في الوطن ، و نحن بدورنا كـُـنا ولا زلنا نترقب أخباراً سارة كهذه ، و تحركاتٍ جريئة كهذه ، و مواقفَ رجوليةٍ كهذه ، و تظاهرةٍ حاشدة كهذه .


الآن و بعد أن تحرك الشارع الكلدوآشوري في كندا ، و سلـّم خلال تظاهرته القادةَ و المسئولين الكنديينَ مذكرات احتجاج قوية على ممارسات القمع الجديدة بحقنا ، فان السؤال الذي يقفزُ إلى الأذهان مباشرة هو : من ستكون الجالية التالية التي ستتحرك ؟؟؟ و هل سيتحرك مئاتُ الآلاف من أبناء شعبنا في الولايات المتحدة مركز القرار العالمي ؟؟ و هل سيستـَنـْفـِر مئاتُ الآلاف الآخرين من أبناء شعبنا في الدول الأوروبية ؟؟

كلنا أملٌ أن نسمع المزيد من هذه الأخبار المفرحة ، لنكتب مجددا بعد أن قلناها لأبناء كندا . . . . تحية لأبناء شعبنا الأبطال في أوروبا و أميركا عندما سينتفضون .





أريو الخابوري - اعلامي كلدوآشوري


Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
الجلبي: الحكومة رفضت تقديم ايضاح عن المليار دولار لسد العجز في وزارة التجارة شبكة اخبار نركال/NNN/ قال الدكتور أحمد الجلبي أن الإئتلاف الوطني العراقي رفض طلب الحكومة بتخصيص مبلغ المسكوت عنه في الحوار الايراني ــ الأميركي أولا: لقد ابتلي العراق بمحيط متناقض مع نفسه، ومع المجتمع الدولي، ولهذا السبب ظل العراقيون يدفعون ثمن استغلال النظام البائد لهذا التناقض، كما أنهم يدفعون الثمن اليوم، كذلك، بسبب هذا التناقض، ولذلك يرى الكثيرون بأن حلحلة أي من المتناقضات وطني ستعود لكَ كرامتكَ بصيص الامل الباقي لدينا لنرى رئاسة الحكومة العراقية وهم واقفين جنباً الى جنب بعد ان أدوا اليمين الدستوري امام الشعب وهم ينظرون الى لماذا تغرد حكوتنا خارج السرب ؟ الراصد للمشهد السياسي في العراق يبقى في حيرة من امره في كيفية تصرف الحكومة العراقية ومعها البرلمان العراقي . وليس هنالك تفسير معقول للسياسة التي تتبعها الحكومة . اجتمع السفيران الأمريكي والأيراني في بغداد وبحثا الوضع في العراق ، والعراق كان حاضراً ب
Side Adv1 Side Adv2