Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تذكار السيدة " العذراء مريم " حافظة الزروع 15 أيار

القراءات الطقسية: القراءة الأولى: الخروج 15 / 11 _ 21 من مثلك يا رب في الآلهة؟ من . . . القراءة الثانية: رومة 16 / 1 _ 27 أوصيكم بأختنا فيبة شماسة كنيسة . . . القراءة الثالثة: يوحنا 2 / 12 ونزل بعد ذلك إلى كفر ناحوم هو وأمه وإخوته . . + متى 13 / 53 _ 57 ولما أتم يسوع هذه الأمثال ذهب . . . + متى 12 / 46 _ 51 وبينما هو يكلم الجموع إذا أمه . . . + لوقا 11 / 27 _ 28 وبينما هو يقول ذلك إذا امرأة رفعت . . تذكار السيدة " العذراء مريم " حافظة الزروع: في كتاب صلاة الفرض " الحوذرة " لكنيسة المشرق نجد أن هذا التذكار يذكر تحت عنوان " تذكار السيدة مريم من أجل الحفاظ على الزروع والغلات ". ويذكر أبو الحسن بن بهلول هذا العيد في كتابه " الدلائل " الذي وضعه بين عامي 940 م _ 942 م، حين يستعرض الأعياد التي يحتفل بها خلال شهر أيار فيقول: " وفي الخامس عشر منه عيد الحنطة لمارت مريم ". ومن المعلوم أن الطقس الكلداني يضم ثلاثة أعياد مريمية يحتفل بها منذ تأسيس الكنيسة وإلى يومنا هذا، وهذا مؤشر إلى أصالة وعراقة هذه الأعياد. والأعياد هي: 1_ عيد تهنئة العذراء الذي يلي عيد الميلاد. 2_ عيد العذراء حافظة الزروع. 3_ عيد العذراء المنتقلة إلى السماء. وينسب تقليد كنيسة المشرق تأسيس هذه الأعياد الثلاثة إلى الرسل أنفسهم، كما ورد في أحد الترانيم التي ترتل في فرض عيد تهنئة العذراء. وهذا ترجمته: " رُشت أرض أفسس كلها بالندى حينما استودع القديس يوحنا العذراء مريم. رسالة قُضي فيها بأن يحتفل بتذكار الطوباوية العذراء ثلاث مرات في السنة. خلال شهر كانون الأول الدعاء من أجل الزروع، وأثناء شهر أيار من أجل السنابل، وفي شهر آب من أجل الكروم التي يستخرج منها الخمر. إذ تصون مريم فعلاً زرع الحنطة من فساد الأرض خلال شهر كانون الأول، وتحميها من الحشرات وتسقيها بالمطر حينما تنمو وتنضج أثناء شهر أيار، إذ يصنعون من هذه الحنطة خبز الافخارستيا، وتبارك العذراء يوم عيد انتقالها إلى السماء في شهر آب الكروم التي يستخرج منها الخمر، وهذا يستخدم مع الخبز في ذبيحة القداس ". وورد في كتاب كلداني منحول، قد يرقى تاريخه إلى نهاية القرن الخامس، أن الرسل بعد وفاة العذراء مباشرة، أمروا بأن تقام ثلاثة تذكارات خاصة إكراماً لمريم في الأيام التالية: " 1_ في اليوم الخامس من كانون الثاني تذكار العذراء حافظة الزروع. 2_ في اليوم الخامس عشر من أيار تذكار العذراء حافظة المزروعات. 3_ في اليوم الثالث عشر من آب تذكار العذراء حافظة الحنطة الناضجة ". وبعد أجيال عين الخامس عشر من أيار كعيد ثابت، واستوعب التذكارين الآخرين، لأن ثلاثة أعياد متشابهة تكرار ممل. لكنه دليل على الأهمية الكبرى التي كان المسيحيون يعلقونها على حقولهم. ويبدو أن العيدين أدمجا الواحد بعيد الدنح في 6 كانون الثاني، والآخر بعيد الانتقال في 15 آب. وبالعودة إلى العهد القديم نجد أن الأعياد المريمية الثلاثة التي اختارتها كنيسة المشرق، يقابلها الأعياد اليهودية الكبرى، والتي كانت الفلاحة سبباً في نشأتها. والأعياد اليهودية هي: 1_ عيد الفطير في فصل الربيع. 2_ عيد حصاد الغلال في الصيف. 3_ عيد المحصول أو جني العنب في الخريف. وقد رتبت كنيسة المشرق فرض هذا العيد تحت اسم " عيد السيدة حافظة الزروع "، وتعني بها زرع الكنيسة أيضاً، أي النفوس المسيحية، واضعة إياها تحت حمايتها القديرة، لكي تقيها من شر آفات الشيطان وأعداء خلاصنا. ولهذا العيد شعبية كبيرة، فالكنائس تغص بالمصلين الضارعين المنشدين، كما أنهم يقومون بتطوافات حاشدة تخترق الحقول والزروع للدعاء وطلب شفاعة مريم لحفظها وصونها من الآفات، لتغل لهم ما يسد قوتهم. لأنه في هذه الأيام تبلغ الزروع نضوجها، بعد أن نزل المطر في حينه، فنمت الزروع ونضجت وأضحت مؤهلة للحصاد قريباً. وهم يسألون العذراء كي تحفظها من الأضرار المحدقة بها. ففكرة هذا العيد مركزة على الحقول نظراً لأهميتها الكبرى في حياة الناس، وبالأخص الفلاحين منهم. ويبدو أن المسيحيون ما أهملوا قط الصلاة من أجل المحاصيل الزراعية، ويحتوي الطقس الكلداني نماذج عديدة لهذه الصلوات، والبعض منها ألفها مار أفرام النصيبيني لطلب المطر. وللعذراء مريم مكانة بارزة في هذه الصلوات دون ريب. فالصلوات موجهة أولاً إلى الله الذي هو المركز، لكن الكنيسة تتشفع بالقديسين أيضاً لكي يرفعوا الصلاة إلى الله معها، ومن ضمن القديسين تأتي شفاعة العذراء لنا في المرتبة الأولى. ومنذ القدم كان المؤمنون يقومون بتطوافات، طالبين من الله أن يمنحهم أزمنة حسنة، وأن يأتيهم المطر في أوانه، وأحياناً كانوا يطوفون حفاة القدمين، وصائمين، حاملين معهم صورة لأحد القديسين، وبالأخص صورة لمريم العذراء. ولا زالت هذه العادة متبعة في دير السيدة حافظة الزروع بجوار بلدة ألقوش. دير السيدة حافظة الزروع: بسبب المصائب المتكررة على رهبان دير الربان هرمزد، فكرت رئاسة الرهبنة الأنطونية الكلدانية على تأسيس دير آخر في السهل يكون ملاذاً لهم وقت المحن. وقد جاء في مخطوطة تتحدث عن تاريخ الرهبنة أن جميع أفراد الرهبنة الهرمزية اتفقوا سنة 1857 م على بناء دير جديد في الأراضي العائدة للدير، على مقربة من عين ماء شرق ألقوش، في سهل فسيح يمتد أمام جبل الدير، وذلك للتخفيف عن الرهبان من ثقل المناخ وشحة الماء وصعوبة البناء، علاوة على الأخطار التي كانت تسببها الزلازل وتدحرج صخور كبيرة من قمم الجبال. ولا ريب أن ازدياد عدد الرهبان وانتشارهم في كل مكان لم يعودا يسمحان لهم بالبقاء في الجبل، الأمر الذي اضطرهم على النزول إلى السهل، لا سيما بعد توجه رسالتهم نحو خدمة المؤمنين الروحية في القرى القريبة والنائية. فلم يعودوا بحاجة إلى الانزواء في صوامع يعسر الوصول إليها، كما فعل أسلافهم. وقد شمر الأنبا إليشاع عن ساعد الجد، وبدأ ببناء الدير الجديد، على بعد 3 كم شرق بلدة ألقوش. وقد أعد الرهبان الجص والحجارة، وحفروا بئر وباشروا بحفر الأسس. وقد تعب الرهبان كثيراً في بناء الدير. وقد أطلق عليه اسم دير السيدة حافظة الزروع، أي دير العذراء مريم التي ترعى الزروع المادية، وكذلك الزروع البشرية، أي جميع الناس ولا سيما الذين كرسوا حياتهم لخدمة الكنيسة. وقد بني الدير بمساعدة الكرسي الرسولي وبمؤازرة القاصد الرسولي المونسنيور " بلانشي ". وقد أتم الأنبا إليشاع بناء الدير الجديد سنة 1858 م، وانتقل إليه عدد من الرهبان، وعين الأب حنا ملوس وكيلاً على الدير. وأخذ الدير بالازدهار تدريجياً. ثم واصل الرهبان العمل فبنوا كنيسة الدير سنة 1861 م وهي كنيسة جميلة. وقد احتضن الدير مجمع انتخاب البطريرك إيليا الثاني عشر عبو اليونان في 28 تموز سنة 1878 م، وجرت مراسيم تنصيبه في كنيسة الدير. وأيضاً مجمع انتخاب البطريرك عبد يشوع الخامس خياط في 27 تشرين الأول سنة 1894 م، وجرت مراسيم تنصيبه أيضاً في كنيسة الدير. وتضم كنيسة الدير أضرحة عديدة للرهبان نذكر منهم: البطريرك يوسف السادس أودو، والمطارنة اسطفيان بلو وأفرام بدي وشموئيل شوريز وعبد الأحد ربان ، والأنبا إليشاع الياس وشموئيل جميل. وعلى مر السنين أضيفت أقسام أخرى إلى الدير تجاوباً مع زيادة عدد الرهبان، وتشعب اهتماماتهم وأعمالهم. وبسبب أن الدير يستقبل الزائرين، اضطر المسؤولون أن يضيفوا إلى دير الرهبان قسماً خاصاً بالضيوف في الفناء الخارجي. وفي وقت لاحق بني ميتم وألحق بالدير ليكون موضعاً لتربية الأولاد الذين لا معيل لهم. وقد اهتم الأنبا شموئيل جميل بتشييد مبنى للابتداء، واهتم في إنشاء مكتبة الدير التي اشتهرت بعد ذلك بمخطوطاتها الكثيرة والنفيسة، وقد انتهت هذه المكتبة إلى دير مار أنطونيوس في الدورة، بعد أن فقدت منها مخطوطات كثيرة ونفيسة. وقد تعرض دير السيدة لعبث العابثين مرات عديدة، ونهبت بعض أمتعته، وحطمت أو نهبت بعض التحف التي كانت في متحف الدير. وما لبث أن انتقل الرئيس العام من دير الربان هرمزد الذي يعرف ( بالدير الفوقاني ) إلى دير السيدة المعروف ( بالدير التحتاني )، وفي سنة 1994 م انتقل الرئيس العام إلى دير مار أنطونيوس في بغداد.
Opinions