Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تذكار الملافنة اليونان


القراءة الطقسية: القراءة الأولى: أعمال الرسل 21 / 27 _ 40 فلما أوشكت الأيام السبعة أن . . . + أعمال الرسل 22 / 1 _ 30 أيها الإخوة وأيها الآباء . . . + أعمال الرسل 23 / 1 _ 16 فحدق بولس إلى المجلس . . .

القراءة الثانية: 2 طيموتاوس 2 / 8 _ 19 واذكر يسوع المسيح الذي قام . . . + 2 طيموتاوس 4 / 1 _ 7 أناشدك في حضرة الله والمسيح . . . + 2 طيموتاوس 4 / 14 _ 18 إن الإسكندر النحاس قد . . . القراءة الثالثة: متى 4 / 23 _ 25 وكان يسير في الجليل كله يعلم في مجامعهم . . . + متى 5 / 1 _ 19 فلما رأى الجموع صعد الجبل وجلس . ..



1_ القديس باسيليوس الكبير ( 330 – 379 ): باسيليوس كلمة يونانية تعني " ملكيّ ". إنه من عائلة ذاقت الاضطهاد والهجرة، تثقف بثقافة يونانية فلسفية أدبية، اقتبل العماد في سن البلوغ، بدأ يعيش الحياة المشتركة الإنجيلية، وجمع نصوصاً روحية، ووضع قوانين للرهبان، نظم حركة اجتماعية للدفاع عن الفقراء والمهاجرين، وربط الحركة الرهبانية الحرة بمثل هذه الفعاليات وتحت رئاسة الأسقف وإرشاده. كتب رسائل ونظم الطقس ( النافور ) ووضع تفسيراً اسمه: أيام الخليقة الستة ( هيكساميرون )، كرس جهوده للسلام والاتفاق بين الكنائس الشرقية والغربية، وفسر الكتاب المقدس، وتحدث عن دور الثالوث الأقدس، ولقد دل كيف يمكن للشاب المسيحي أن يستخدم كتابات المؤلفين الوثنيين استخداماً جيداً، ونظراً لكونه رجل الاتزان والحوار استحق لقب الكبير. وقام بزيارة أديرة ما بين النهرين وسوريا ومصر، نتج عنها تأمل مثمر أدى إلى كتابة قانون رهباني معروف. وكذلك ألف خطباً حول المزامير.

2_ غريغوريوس النزينزي اللاهوتي ( 330 – 390 ): غريغوريوس كلمة يونانية تعني " الساهر أو المستيقظ " كان صديق باسيليوس، أكمل الدراسات اليونانية في القيصرية والإسكندرية وأثينا، وأصبح مؤهلاً بالأحرى للكتابة، فقام بكتابة: أحاديث لاهوتية، وتقاريظ، وقصائد، ومراسلات كثيفة. قبل الرسامة الكهنوتية من يد أبيه، تم تعيينه قساً معاوناً على ( نزينزا )، مجبراً من قبل أبيه وصديقه سنة 362، واشترك في الحركة الرهبانية، عاش في الجبال في عزلة وتأمل، نجح في مهمة محاربة الآريوسية، وألقى خطباً لاهوتية، وكان شاعراً أيضاً، عين رئيساً لمجمع القسطنطينية[1] سنة 381. رجع إلى العزلة وكرس بقية أيام حياته لتأليف شعر فني حول مسيرة الحياة الإنسانية، وتدافع مؤلفاته اللاهوتية عن ألوهية الروح القدس، وان الروح القدس مساوِ للأب والابن في الجوهر. عين أسقفا لكل من: (ساسيما، نازيانزا، القسطنطينية ). حفظ له 45 خطبة، إحداها في مدح باسيليوس، كما حفظت له قصائد ورسائل.
3_ غريغوريوس النصي ( 335 _ 394 :( انه أخ باسيليوس، وإنسان مثقف روحي، جذبه باسيليوس إلى الحياة النسكية بعد تردد طويل، ترك منصبه الكنسي، وفضل وظيفة الخطيب، وضع مقالاً في البتولية. أجبر على قبول الرسامة الأسقفية على مدينة ( نصا ) الصغيرة، أكمل التزامات أخيه بعد وفاته، دافع عن الإيمان النيقاوي، أكمل مؤلفاته اللاهوتية: في الروح القدس، وفي خلق الإنسان، وفي الأيام الستة. ركز في خطبه على: سر التجسد، وسر القيامة المجيد. أفكاره كانت عن الطريق نحو الله، وكيفية التقدم نحو الأمام، والكمال، والحياة فيه. لعب دوراً مهماً في مجمع القسطنطينية لكونه لاهوتياً بارعاً. ألف كتبً عديدة قاوم فيها الآريوسية منها : خطبة ضد ابولينارس، التعليم المسيحي الكبير، ومقالات حول الحياة المسيحية، كما ألقى خطباً، ومنها خطبة في مدح أخيه، وكتب رسائل كذلك. ويمثل التعبير الأكثر أصالة في فكره في اللاهوت النسكي والتأمل الصوفي، فهو الموضوع المفضل لديه، ولقد ألقى مراثي عديدة أيضاً.

الخاتمة: لقد أطلق على هؤلاء الآباء الأقمار الكبدوكيون الثلاثة، فكان للأخوين باسيليوس القيصري وغريغوريوس النيصي ولصديقهما المشترك غريغوريوس النزينزي مصير واحد. فقد أصبحوا أساقفة من دون أن يرغبوا في ذلك، وكانوا متصوفين، بل ورجال عمل أيضاً. فالتزموا في كل المناقشات التي قامت في عصرهم، وكانوا أرستقراطيين ومفكرين، ورعاة ومعلمين. ولكنهم كانوا قبل كل شيء مولعين بالتأمل.[2]

وقد اختارت الكنيسة القراءة الثانية لتذكار الملافنة اليونان من رسالة القديس بولس الثانية إلى طيموتاوس والذي يبين فيها مشكلة المعلمون الكذبة في كنيسة أفسس. وعندما قال بولس إن يسوع إنسان كامل، أغضب اليونانيين الذين كانوا يعتقدون أن الألوهية تتدنس إذا اتصلت بالبشرية. وكان طيموتاوس محاصر بالمعلمين الكذبة، وكان من اللازم أن يكرز بالإنجيل حتى ينتشر الإيمان في العالم. وقد لا يكون من السهل أن نشهد للمسيح أو أن نخبر الآخرين عن محبته. ولكن الكرازة بكلمة الله هي أهم مسئولية وضعت على كاهل الكنيسة. وعندما زج بولس في السجن، شعر طيموتاوس بشيء من الخوف أمام وجود معلمه في السجن، وكنيسته في اضطراب عظيم. ولكن الرسول بولس يقول له بلباقة: " إن الرب قد دعاك للكرازة بالإنجيل، وسيمنحك الشجاعة للقيام بذلك ".[3]

وتحتفل كتيسه المشرق بتذكار الملافنة اليونان في الجمعة الخامسة من سابوع الدنح.





--------------------------------------------------------------------------------


1_ القسطنطينية: مدينة تقع على البوسفور، أسسها قسطنطين الكبير وجعل منها رومة الجديدة وعاصمة الأمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع. واستمرت كعاصمة حتى استيلاء الأتراك عليها سنة 1453. واستبدلوا اسمها بالأستانة أو أستنبول. عقد فيها المجمع المسكوني الثاني الذي وضع حداً للمناظرات الأريوسية، وحرم البدعة المقدونية التي كانت تشك في ألوهة الروح القدس، وأصدر قانون إيمان سمي القانون النيقاوي القسطنطيني. معجم الأيمان المسيحي الأب صبحي حموي اليسوعي ص 379.

2_ تاريخ الكنيسة المفصل نقله من الفرنسية إلى العربية الأبوان أنطوان الغزال وصبحي حموي اليسوعي المجلد الأول ص 187 _ 194.

3_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص 755 _ 761.




Opinions