تذكار مار بولا
القراءات الطقسية:القراءة الأولى: أعمال الرسل 19 / 8 _ 20 ثم دخل المجمع وكان مدة . . .
القراءة الثانية: 2 قورنتس10 / 4 _ 18 فليس سلاح جهادنا بشرياً ولكنه . . .
القراءة الثالثة: متى 24 / 45 _ 47 فمن تراه الخادم الأمين العاقل الذي . . .
+ متى 25 / 14 _ 23 فمثل ذلك كمثل رجل أراد السفر . . .
مار بولا: ويدعى بولا البسيط. كان فلاحاً يبلغ من العمر ثمانين سنة عندما ترك زوجته وأهل بيته وذهب عند مار أنطونيوس الكبير طالباً منه أن يقبله راهباً عنده. لكن أنطونيوس رفض طلبه بسبب تقدمه بالعمر، ولا يستطيع تحمل حياة التقشف في البرية. لكن بولا لم يذعن لكلامه وبقي أمام باب القلاية. وبعد ثلاثة أيام فتح أنطونيوس باب قلايته فوجد بولا واقفاً أمامها بدون طعام ولا شراب. فقال له: " يا بولا أذهب إلى مكان أخر لتموت هناك، وبوسعك الذهاب إلى أديرة فيها أخوة كثيرين للعيش معهم. أما أنا فأعيش وحيداً في هذه البرية الموحشة. ". لكن بولا بقي مصراً على موقفه.
عندها فكر أنطونيوس في نفسه كيف أن هذا الشيخ تحمل الصوم بفرح وهو طاعناً في السن. فطلب منه أن يدخل قلايته، وكان فيها أوراق من شجر النخيل. فطلب من بولا أن يجدل هذه الأوراق ويصنع منها حبلاً. فشرع بولا يجدلها بفرح وإتقان. واستمر في هذه المهمة مدة تسع ساعات، فتعجب أنطونيوس من صبره وجلده. ثم طلب منه التوقف عن الجدل ليصليا معاً.
وبعد أن صليا مطولاً جاء أنطونيوس بطعام ووضع حصة أمامه وثلاثة حصص أمام بولا وطلب منه أن يأكل، فأكل كل منهما حصة. ثم طلب أنطونيوس من بولا أن يأكل حصة أخرى لكنه رفض مدعياً أنه اكتفى بما أكل. ولكنه عرض على أنطونيوس قائلاً: " في حال أكلت أنت وجبة أخرى فسوف أكل معك وجبة ثانية ". فتعجب أنطونيوس من قناعته وعفته لأنه لم يذق الطعام مدة أربعة أيام واكتفى بهذه الوجبة الصغيرة التي بكل تأكيد لم تسد جوعه. عندها قبله أنطونيوس أخاً عنده.
وبعد عدة أشهر ذهب إلى بعد ثلاثة أميال من قلاية أنطونيوس وبنى لنفسه كوخاً ليعيش لوحده. وقد وهبه الرب نعمة طرد الأرواح الشريرة.
وفي إحدى الأيام جاء عند أنطونيوس رجل يحمل روح شريرة، وكان يصرخ ويشتم، فطلب أن يحرره من هذا الشر. لكن أنطونيوس طلب منه أن يذهب عند بولا لأنه يملك هذه السلطة. وما أن وصل عنده حتى صرخ بولا قائلاً: " باسم معلمي أنطونيوس أقول لك أخرج ". لكن الروح الشريرة لم تستجيب، بل ازدادت صرخاً وشتماً. وبعد عدة محاولات من بولا لم تستجب هذه الروح لطلبه.
فخرج بولا من قلايته وجلس على صخرة ونادى يسوع قائلا: " لا أكل ولا أشرب حتى أموت إن لم تخرج هذه الروح من الرجل ". عندها ضرب الرجل بقبعته الرهبانية، وطلب من الروح الشريرة أن تخرج من هذا الرجل المعذب ليعيش بسلام. فصرخت الروح الشريرة بغضب شديد أين أذهب من بولا البسيط الذي يضطهدني. فصرخ بولا أذهب إلى الجحيم.ومن تلك اللحظة خرجت الروح الشريرة وسقطت في البحر الأحمر. ومن ساعتها رجع الرجل إلى بيته معافى.
وكان جميع الأخوة من الرهبان والمتوحدين يدعونه بالبسيط، لأنه كان يردد دائماً قول الرب يسوع: " لو عندكم إيماناً مقدار حبة الخردل، تستطيعون أن تقول لهذا الجبل اقتلع من مكانك وارتمي في البحر ".[1]
وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار مار بولا في الجمعة السادسة من سابوع القيامة.
--------------------------------------------------------------------------------
1_ ىوْبا دفذْدا ردندصْىا سير الشهداء والقديسين بولس بيجان ج 7 ص 81_ 86.