تذكار مار داماسوس
القراءات الطقسية:القراءة الأولى: أعمال الرسل 19 / 8 _ 20 ثم دخل المجمع وكان مدة . . .
القراءة الثانية: 2 قورنتس10 / 4 _ 18 فليس سلاح جهادنا بشرياً ولكنه . . .
القراءة الثالثة: متى 24 / 45 _ 47 فمن تراه الخادم الأمين العاقل الذي . . .
+ متى 25 / 14 _ 23 فمثل ذلك كمثل رجل أراد السفر . . .
القديس داماسوس بابا روما: هو أهم باباوات القرن الرابع. رشح الأريوسيون ضده أورسينس الذي طرده حاكم روما. لا شك في أن هذه المنافسات كانت تؤذي سمعة المسيحيين، ومع هذا ففي حبرية داماسوس فقد الأريوسيون قوتهم وشعبيتهم بفضل انتخاب القديس أمبروسيوس أسقفاً على ميلانو.
كان داماسوس من أصل إسباني، أما أمبروسيوس فكان ولد في غاليا[1]. وصداقته مع البابا وتعاونه الدائم ساهما في توفير مرحلة مشرقة للبابوية. وألف أمبروسيوس أناشيد دينية عدة مثل: الله باري كل شيء. يا خالق جميع الأشياء الأزلي. وهلم يا فادي الأنام. وكتب مقال في الإيمان. وقد لقي داماسوس دعماً في عمله من كهنة وأساقفة ما زالت أسماؤهم عناوين فخر للكنيسة مثل: غريغوريوس النيصي، وغريغوريوس النزينزي، والقديس هيرونيمس، والقديس أوغسطينس، والقديس يوحنا الذهبي الفم[2].
وقد ترسخت عقيدة الثالوث في عهد داماسوس بخلاف المبادئ التي صاغها المبتدعون، خصوصاً المقدونيون الذين كانوا يصرون على القول إن الروح القدس هو فيض من يسوع المسيح. بعد مجمع روما سنة 382 كلف القديس هيرونيمس أمين سر البابا داماسوس بترجمة الكتب المقدسة إلى اللاتينية، فكانت الترجمة المعروفة بالشائعة. وترسخ أكثر فأكثر مبدأ أولية روما. وقديسو تلك الفترة يؤكدون بالإجماع أن بطرس ما زال يملك في روما ممثلاً للمسيح. والقديس أمبروسيوس كان يقول: " حيث يكون بطرس، فهناك تكون الكنيسة. وقد أيد الإمبراطور تيودوسيوس البابا داماسوس وأمبروسيوس في عملهما ".[3]
وتدعو رسالة القديس بولس المؤمنين في هذا اليوم أن يختاروا أي أسلوب يستخدمون، هل يستخدمون أساليب الله أم أساليب البشر. ويؤكد بولس أن أسلحة الله القوية هي: الصلاة، الإيمان، الرجاء، المحبة، كلمة الله، الروح القدس، قادرة وفعالة. فعندما نواجه الكبرياء التي تمنع الناس عن الارتباط بالمسيح. قد تجرب باستخدام أساليبنا، ولكن لا شيء يقدر أن يهدم هذه الحواجز مثل أسلحة الله. وذكر بولس الكورنثيين بسلطانه، بسبب المقاومة التي كان يتلقاها من أناس مختلفين في كنيستهم، حيث كان المعلمون الكذبة يحرضونهم على تجاهل بولس، وأراد الرسول حماية الكورنثيين من الهراطقة. ويبدو أن بولس لم يكن خطيباً مفوهاً، ولكنه استجاب طائعاً لدعوة الله، ونشر المسيحية في ربوع الإمبراطورية الرومانية. وقد انتقد بولس المعلمين الكذبة الذين حاولوا أن يثبتوا صلاحهم بمقارنة أنفسهم بالآخرين بدلاً من مقارنة أنفسهم بمقاييس الله.[4]
وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار مار داماسوس في الجمعة الخامسة من سابوع الرسل.
--------------------------------------------------------------------------------
1_ غاليا: اسم أطلق قديماً على البلاد الشاملة فرنسا وبلجيكا وإيطاليا الشمالية. فتحها القائد الروماني يوليوس قيصر بين سنتي 58 و 50 ق . م. المنجد في الأعلام ص 502.
2_ يوحنا الذهبي الفم: ولد في أنطاكية وتلقى فيها تنشئته اللاهوتية. رسم كاهناً في 386، فانصرف إلى الوعظ في أنطاكية، قبل أن يصبح أسقف القسطنطينية في 398. عزل في سنة 403 على أثر الدسائس الني دسها ثيوفيلس الإسكندري، وتوفي في المنفى سنة 407. أولته أعماله الأدبية مكانة طليعية في آباء الكنيسة، بصفته كاتباً أخلاقياً ومفسراً. ومن هذه الأعمال رسائل إلى أولمبياس، ومقالات روحانية وأخلاقية في الكهنوت، ولا سيما الكثير من المواعظ، وسلاسل طويلة في تفسير إنجيل متى ويوحنا ورسائل القديس بولس. إستحق ببراعته الخارقة في الكلام أن يلقب بـ الذهبي الفم. معجم الأيمان المسيحي الأب صبحي حموي اليسوعي ص 555.
3_ معجم الباباوات خوان داثيو تعريب أنطوان خاطر ص 26_ 27.
4_ التفسير التطبيقي للعهد الجديد ص 623 _ 624.