Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تذكار مار سبريشوع

مار سبريشوع: أبصر النور في بلد نينوى في مطلع النصف الثاني من القرن السادس. ولا نعرف شيئاً عن والديه. عكف على الدراسة وتلقي العلوم منذ نعومة أظفاره. ثم رحل إلى أربيل التي كانت مزدهرة بالإيمان والمدارس ليرتشف المزيد من المعارف. وبعد سنين بلغه خبر دير إيزلا الكبير والحياة الرهبانية المزدهرة فيه تحت رعاية مؤسسه العظيم مار إبراهيم الكشكري. فذهب إلى هذا الدير وتتلمذ لهذا المعلم الكبير، وسار على نهجه في حياة القداسة والتضحية. ويذكره ايشوعدناح في " كتاب العفة " بين تلاميذ إبراهيم الكبير العديدين.

وبعد وفاة معلمه غادر دير إيزلا متوجهاً إلى أقصى شمال العراق في منطقة الغاب الجميل، واختار في تلك الجبال الوعرة موضعاً يتلاءم مع رغبته في العزلة والصمت والاختلاء بغية العكوف على الصلاة في حضور الله والتفرغ لعبادته. إلا أن شذى فضائله عبق تلك الأصقاع وفاح عرفه بعيداً، واجتذب العديد من الناس العطاش إلى الحياة مع الله، فاجتمع حوله بعض التلاميذ الذين شرعوا يعيشون تحت أنظاره ورعايته وإرشاده الروحي. حتى تكونت جمعية صغيرة وتأسس دير يتناسب مع عددهم واحتياجاتهم الروحية والمادية. ولدى موت مار سبريشوع أودع جسده في الدير الذي أقامه.

لم يكتفِ الدير باجتذاب العديد من الناس الذين انضووا تحت إرشاد المؤسس وخلفائه في إدارة الدير، بل حدا ببعض سكان المناطق المجاورة إلى المجيء والسكنى بجواره، تيمناً بشفاعة القديس وسعياً وراء السيرة المسيحية التي رأوها متجسدة في أولئك الرهبان. وهكذا تكونت إلى جانب الدير قرية أطلق عليها " أمرا دمار سوريشو " أي قرية مار سبريشوع، وتقع هذه القرية على مسيرة ساعتين شمالي قرية سناط العراقية، وتفصل بينهما سلسلة جبال عالية تكوّن الحدود بين العراق وتركيا. وتقبع القرية على سفح جبل دعي هو أيضاً باسم مار سبريشوع. والقرية تقع إلى الجهة الجنوبية الغربية من المزار الذي يحتوي على ضريح هذا القديس. والقرية اليوم تقع ضمن الأراضي التركية.

وبالرغم من أن القرية كانت محاطة بقرى إسلامية من جميع الجهات، إلا أن شهرة مار سبريشوع والعجائب التي أظهرها جعلت الجميع يحترمون المزار ويتركون الحرية التامة لسكان هذه القرية في ممارسة شعائرهم الدينية، وفي العيش بأمان دون مضايقات.

وكان سكان القرية والقرى المجاورة يحتفلون بعيده في الأول من تشرين الأول، فتقصده في ذلك اليوم جموع غفيرة من المسيحيين والمسلمين، فينحرون الذبائح، كل عائلة حسب إمكاناتها، ويهيئون الطعام في فناء الكنيسة، ثم يجلس الجميع ويتقاسمون ذلك الطعام الذي يعتبرونه طعاماً مقدساً، ويشترك فيه الجميع في جو من التآخي والمحبة. وقبل الطعام كانت الجموع تختلي وتصلي طالبين شفاعته لنيل النعم الضرورية.

وخلال مذابح السفر برلك هجر سكان القرية إلى العراق. ولا يزال حتى يومنا هذا أبناء هذه القرية أينما وجدوا يحتفلون بتذكار مار سبريشوع، ويعيشون تحت ظل حمايته القديرة.[1]

1_ مار سبريشوع كتيب للأب ألبير أبونا.


Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
لنعمل من أجل بناء الديمقراطية الغائبة في العراق؟ نشرت قبل فترة وجيزة عدداً من المقالات حول الديمقراطية والمجتمع المدني ودور الدولة ومنظمات المجتمع المدني, وكان أحدها تحت عنوان منع جيش المهدي من تولي حماية الزوار الجيران - بغداد - وكالات - قرر وزير الداخلية العراقي جواد البولاني منع اي عناصر مسلحة شيعية من تولي الأمن لحماية ملايين الزوار الشيعة مقتل مصور كان يعمل في الفضائية الموصلية في الموصل نركال كيت/الموصل/روسن زهير/ اعترض مسلحون مجهولون مساء اليوم الاثنين طريق مصور يعمل في الفضائية الموصلية في الموصل ويدعى عامر مال الله الراشدي ،واعلن مصدر في الشرطة العراقية رحلة حج إلى أبرشيات كنيسة المشرق المنسية " الجزء الأول " المقدمة: شاء صاحب السيادة مار أنطوان أودو مطران أبرشية حلب والجزيرة العليا الكلدانية زيارة مراكز الأبرشيات الكلدانية في شرق تركيا للإطلاع على ما تبقى من هذه الأبرشيات العريقة والشهيرة في تاريخ كنيسة المشرق الكلدانية. وبعد التفكير والتحضير لمسار هذه الرحل
Side Adv2 Side Adv1