تذكار مار فنحاس الشهيد
القراءات الطقسية:القراءة الأولى: أعمال الرسل 12 / 1 _ 24 في ذلك الوقت قبض الملك . . .
القراءة الثانية: 2 قورنتس 12 / 1 _ 14 ألا بد من الافتخار؟ إنه لا خير . . .
القراءة الثالثة: متى 10 / 37 _ 42 من أحب أباه أو أمه أكثر مما يحبني . . .
+ متى 16 / 24 _ 27 ثم قال يسوع لتلاميذه: من أراد أن . . .
+ متى 19 / 27 _ 30 فقال له بطرس: ها قد تركنا نحن . . .
مار فنحاس الشهيد: أصله من مدينة إثيناس وكان كريم النسب، وقد درس علم الفلسفة، وما أن بلغ العشرين من عمره توفي والده، ففكر بترك العالم والتزهد. فترك وطنه وانطلق إلى بلاد المشرق فحل في جبل إيزلا قرب نصيبين، وهناك تتلمذ لمار أوجين. وبعد فترة ذهب إلى بلاد قردو وسكن في جبل يقال له حوارا ويعني الأبيض، وبقي هناك مدة ثلاثين سنة مواظباً على الصوم والصلاة. فكان هدفاً لحر الصيف المذيب وقرِّ الشتاء الشديد. وكان يمشي حافياً وليس على بدنه إلا نسيج غليظ من شعر الماعز. وكان بالقرب من الجبل قرية تدعى جنبالي، فيها رجل أثيم أسمه أنيحا يبغض المسيحيين بغضاً شديداً، وكان على مودة مع حاكم مدينة فنك المدعو سيمون. فذهب عنده أنيحا ووشى على مار فنحاس بأنه يدعو المجوس للدخول في المسيحية، فغضب الحاكم وطلب إحضار مار فنحاس، وما أن أتوا به طلب منه نبذ المسيحية واعتناق المجوسية والسجود للشمس.
فرفض مار فنحاس عرض الحاكم قائلاً: " كيف أسجد للشمس التي أظلمت حزناً على موت ملكي وإلهي يسوع المسيح من الساعة السادسة وإلى الساعة التاسعة، وهي عديمة الحياة والروح وإنما بقوة الله عز وجل تتحرك. فلست أسجد إلا لخالق الكل الذي سلطته لا تزول وملكه لا يفنى، وله يسجد جميع الأرواح السماوية ".
فقال له الحاكم: " إن لم تعمل يا منكود الحظ بما أمتك به، فموتاً شنيعاً تموت ".فرد عليه فنحاس قائلاً: " أذهبن عني يا شيطان أنت وآلهتك الكاذبة إلى النار المؤبدة المعدة لك. وأما لأنا فمستعد للموت من أجل إلهي. فلست أخاف من تهديداتك وهي عندي شبه طنين الذباب. فاصنعن بي ما شئت ".
فأمر الحاكم بإحضار سكاكين ومسامير وأمشاط ومناشير حديدية. فوضعها قدام فنحاس وقال له: " إني بهذه الآلات أنكل بك. فإن لم تخضع طوعاً أكرهتك بالتعذيب قسراً ".
فرد عليه فنحاس بالقول: " لله ما أحلى التعاذيب. إني لتائق إلى مجد احتمالها لأجل يسوع المسيح. فأفعل ما بدا لك أيها الفاجر ولا تتأخر ".
فاستشاط الحاكم غضباً وأمر بقطع لسانه بالسيف وقتله أشنع قتلة. فتقدم من الحاكم أنيحا الفاجر وقال له: " سلم هذا النصراني بيدي فأنا أنزل به النكال بتباريح العذابات ". فاستجاب الحاكم لطلبه.
فقال أنيحا لفنحاس: " أمتثل أمر الحاكم وأسجد للآلهة التي يسجد هو لها. وألا فلأذيقنك أمرّ الميتات ".
فرد عليه فنحاس قائلاً: " سدنَّ فاك أيها الشرير الفاجر ولا تكلمني بهذا الكلام الخبيث. كيف أنبذ الإله الذي خلق السماء والأرض وكل ما فيها. وأرسل ابنه الوحيد فبذل نفسه عني لكي يخلصني من عبودية الشياطين معبوداتكم. وهو مزمع أن يأتي ثانيةً في انقضاء العالم بمجد عظيم لا يوصف، ليدين الأحياء والأموات. فيثيب الأبرار بالملكوت السماوي، وأما الخطاة الذين هم نظيرك فيلقيهم في نار لا تطفأ ".
فكاد أنيحا يتمزق غيظاً فأمر بتكبيله بسلاسل ثقيلة وعلق منكس الرأس وأخذوا يرشقونه بالسهام والحجارة، وكان مار فنحاس يسبح الرب متحملاً قساوة العذابات. ثم أنزلوه وهجموا عليه وقطعوه أرباً أرباً حتى أسلم الروح. وكان استشهاده في 28 نيسان نهاية الجيل الرابع. وأخذ عضو من أعضائه إلى قرية أزياخ ووضع في هيكل شيد على اسمه، ثم صار ديراً للراهبات وعرف بدير مار فنحاس.[1]
وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار مار فنحاس الشهيد في الجمعة الثانية من سابوع القيامة.
--------------------------------------------------------------------------------
1_ سيرة أشهر شهداء المشرق القديسين المطران أدي شير ج 2 ص 41_ 44.