تردي الأمن يجبر عوائل علي الإحتفال في منازلها
09/01/2006زمان:بغداد - الهام محمد - تغريد منصور
بدت ملامح الاحباط والترقب علي ملامح جميع العراقيين خلال استقبالهم عيد الاضحي المبارك الذي يصادف غدا. واولي ملامح هذا الاحباط تتمثل بارتفاع اسعار المحروقات الذي ادي بدوره الي ارتفاع جميع اسعار المواد الغذائية والكمالية فيما انشغل اخرون بحرب الاحزاب ومسألة وتزوير الانتخابات والوضع الامني المتردي والذي لا يبشر بخير عن فضيحة تزوير قرعة الحجاج التي ادت الي عودة الآلاف بالم من دون تمكنهم من تأدية فريضة الحج هذا العام، بحل تلك المواضيع المؤلمة تزامنت مع حلول عيد الاضحي المبارك الامر الذي لم تترك معه مجالا للفرح والابتهاج بهذه المناسبة. تجمع الاهل وتقول فاطمة عبد الكريم ربة بيت بدأنا نفقد نكهة العيد وطقوسه تدريجيا حتي اننا وصلنا الي حالة عدم الشعور بفرحته، فالقلق والحيرة والخوف هو ما يشغلنا فلا يوجد بيت في منطقتنا لا توجد فيه مأساة اما باعتقال زوج او أب او اخ او مقتل شخص عزيز في تفجير او عملية ارهابية فالعيد سابقا كان يعني تجمع افراد الاسرة كلهم والآن اصبح تجمعنا مستحيلا). ويقول رحيم عبد الله موظف وأب لثلاثة اولاد (من المستحيل التمتع بايام العيد في ظل مثل هذه الظروف فقد اعتقدنا ان الانتخابات ستساعد علي استقرار الوضع الا ان الوضع يزداد سوءا علي سوء، فلا يمر يوم من دون ان يحدث انفجار او اغتيالات لمواطنين من دون تمييز فكيف سأشعر بالامان عند خروجي انا وعائلتي وبالطبع لن افعل ذلك وسوف اقضي ايام العيد في المنزل بانتظار الفرج الذي قد لا ياتي). اسعار الوقود فيما قال المواطن محمد عبيد موظف ان (ارتفاع اسعار الوقود ادي الي ارتفاع جميع اسعار المواد الاخري سواء الغذائية ام الكمالية وهذا حرمنا من التجهيز لهذا العيد او التفكير بالخروج الي اي مركز سياحي للتمتع بالعيد، ناهيك عن التفكير المستمر بماورد الي اسماعنا عن مشروع الغاء البطاقة التموينية الامر الذي يجعلني افضل توفير كل ما أملك للايام المقبلة التي اتوقعها اصعب واقسي والاستغناء حاليا عن اي احتياجات كمالية او ترفيهية وباختصار فانا لست سعيدا ولا متفائلا ولا اشعر بفرحة العيد). غلق الطرق واكدت الطالبة رشا مهدي (بدأنا ننسي تدريجيا طقوس العيد فالظروف الامنية الصعبة حرمتنا زيارة الاقارب بسبب غلق الطرق بشكل دائم او بصورة مفاجئة والزحامات والخوف من العمليات الارهابية التي تستهدف المدنيين). واضافت (الشيء الوحيد الجيد في الموضوع هو العطلة لمدة 4 ايام والتي سنقضيها في البيت للراحة من الدراسة). وقالت المواطنة سليمة داود 55 عاما (لم اخطط لقضاء العيد هنا في بيتي بهذه الصورة. فقد قدمت لاداء فريضة الحج ولكنهم حرموني ضمن عدد كبير من الحجاج جهزوا انفسهم للسفر جوا في مطار بغداد آملين زيارة الارض المقدسة وتأدية مناسك الحج ولا اعتقد ان اي تعويض تقدمه الحكومة يستطيع محو خيبة الامل التي شعرنا بها عند عودتنا بسبب التزوير والمحسوبية التي تمت علي حساب الناس البسطاء). بين اللالة والفانوس وتقول سعاد ناجي ربة بيت وام لطفلين (اذا سألت اي عراقي اين سيقضي ايام العيد فانه سيقول لك من دون تردد بانه سيقضيه في البيت في ظل انقطاع الكهرباء الدائم وتشغيل المولد عند انطفائها واطفاء المولد اذا جاءت الكهرباء وهكذا دواليك في حلقة مفرغة حتي اذا شعر بالتعب ونفد الوقود فإنه سيستعين باللالة او الفانوس ليقضي ليله الموحش والطويل) وتضيف ناجي (ان ارتفاع الاسعار المفاجئ قد حطم كل خططنا لهذا العيد وربما للاعياد المقبلة ايضا). يقول حازم حسين صاحب محل ملابس اطفال في منطقة البياع ان (الاقبال اقل في ايام عيد الاضحي المبارك علي الملابس يكون اقل من المعتاد في الاعياد لان معظم المواطنين يشترون الملابس في عيد الفطر المبارك ولكن في هذا العيد فان الاقبال كان كبيرا علي الشراء لان العيد تزامن مع بداية موسم الشتاء). اما المواطنة نادية صادق فقد اشارت الي ان (معظم الملابس الموجودة في الاسواق لا تناسبنا كموظفات فاغلبها ضيقة حسب الموضة الجديدة وحتي الآن لم اشتر اي ملابس لانني لم اجد ما يناسبني وقد مررت باكثر من سوق ناهيك عن ارتفاع اسعار هذه الملابس وخاصة الراقية لانها تبــــاع بالدولار). ويقول احمد المشهداني لقد اشتريت ملابس العيد قبل شهر لانني اعرف ان اسعارها ترتفع قبل بضعة ايام من العيد خاصة ان الاقبال يزداد كما تكون الاسواق مزدحمة) مشيرا الي (ارتفاع الملابس النسائية قياسا بالملابس الرجالية ومع ذلك فهناك اقبال كبير علي شرائها) باكثر من ضعف.