Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تركيا: العقوبات ستستهدف جماعات محددة في شمال العراق

02/11/2007

رويترز/
قالت تركيا يوم الخميس ان العقوبات الاقتصادية التي تعتزم فرضها لن تستهدف سوى متمردين أكراد والجماعات التي توفر لهم الدعم في شمال العراق.

وامتنعت الحكومة عن الافصاح عما ستشمله الاجراءات الجديدة لكنها أوضحت أنها لن تضر بالاتراك والعراقيين الذين ليست لهم صلة بحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن هجمات على تركيا عبر الحدود.

وحشدت تركيا مئة ألف جندي عند الحدود تدعمهم دبابات ومدفعية وطائرات استعدادا لتوغل عسكري محتمل في شمال العراق لمواجهة متمردي حزب العمال الكردستاني هناك لكن العراق والولايات المتحدة حثا انقرة على الاحجام عن القيام بعملية كبيرة خشية زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيجتمع مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على هامش اجتماع لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق يبدأ يوم الجمعة في اسطنبول لبحث مسالة المتمردين الاكراد الاتراك.

وستعقد وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ايضا محادثات في تركيا يوم الجمعة.

وتريد أنقرة تحركا فوريا من واشنطن وبغداد ضد حزب العمال الكردستاني في ظل تزايد الضغط الداخلي عليها للتحرك بعد مقتل عشرات الجنود الاتراك خلال الاسابيع الاخيرة.

لكن دبلوماسيين يقولون ان تركيا قد ترجيء فرض العقوبات وشن عملية عسكرية كبرى لرؤية ما ستتمخض عنه المحادثات مع رايس ومباحثات أخرى بين أردوغان والرئيس الامريكي جورج بوش في واشنطن يوم الاثنين المقبل.

وقال وزير الخارجية التركي علي باباجان "ندرك حسن نوايا الحكومة العراقية في الحرب على الارهاب. لكن حسن النوايا ليس كافيا وحده. ومن هنا فان محادثاتنا مع الولايات المتحدة ستكون حاسمة فيما يتعلق بالخطوات التي يتعين اتخاذها ضد منظمة حزب العمال الكردستاني الارهابية."

وقال أردوغان ان الاجراءات التي تمت الموافقة عليها خلال اجتماع للحكومة يوم الاربعاء لم تدخل حيز التنفيذ بعد ونفى تقريرا تلفزيونيا ذكر أن تركيا أغلقت مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية من والى شمال العراق.

وقال باباجان في مؤتمر صحفي "عندما نتحدث عن العقوبات الاقتصادية فلا نقصد أن نسبب مشقة للناس الذين يعيشون في تركيا والعراق .. نحن نستهدف المصادر الاقتصادية للمنظمة الارهابية وتلك العناصر التي توفر الدعم للمنظمة الارهابية."

وبدت تصريحاته معتدلة نسبيا مقارنة مع اللهجة الحادة التي استخدمها في الايام الاخيرة.

وتدرك تركيا عضو حلف شمال الاطلسي أن العقوبات قد تضر في نهاية المطاف باقتصادها بالقدر الذي ستضر به اقتصاد اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال العراق والذي يرأسه مسعود البرزاني.

وتتهم تركيا البرزاني وادارته بتوفير المأوى والدعم لما يقدر بنحو ثلاثة الاف من متمردي حزب العمال الكردستاني. وينفي البرزاني الاتهام لكنه يقول انه لن يسلم أي كردي للسلطات التركية.

ويصل حجم التجارة البينية التركية العراقية الى خمسة مليارات دولار سنويا كما يتدفق نفط شمال العراق للتصدير عبر خط انابيب تركي يمتد الى ميناء جيهان على البحر المتوسط.

وستجري رايس محادثات مع أردوغان ومسؤولين كبار آخرين في العاصمة التركية أنقرة قبل أن تتوجه إلى اسطنبول للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق وقوى كبرى من المؤكد أن تهيمن عليه مسألة التوتر بين أنقرة وبغداد.

ووعدت رايس باتخاذ "تحرك ملموس" لم تحدده وتحث حكومة العراق ولاسيما سلطات إقليم كردستان في الشمال على إغلاق قواعد متمردي حزب العمال الكردستاني واعتقال زعمائه لمنع شن هجمات على تركيا.

وقال نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية للصحفيين في فيينا "من الضروري جدا اتخاذ خطوات لمنع هجمات حزب العمال الكردستاني في المستقبل. ستبحث الوزيرة رايس هذا (في تركيا)."

وبعد محادثات مع البرزاني في اربيل بشمال العراق قال ديس براون وزير الدفاع البريطاني ان هناك حاجة فورية الى اجراء صارم وحاسم لكبح حزب العمال الكردستاني مشيرا الى ان العمل العسكري لن يكون في مصلحة احد وان اجراء مزيد من الحوار امر ضروري.

واكد على ان اجتماع دول جوار العراق في اسطنبول سيكون منتدى مهما لبحث مسالة حزب العمال الكردستاني مشيرا الى ان المشاكل عبر الحدود تحتاج الى حلول اقليمية.

ووصل وزير خارجية ايران في زيارة غير متوقعة الى انقرة يوم الخميس بعد محادثات في بغداد. وناشدت حكومة المالكي ايران مساعدتها في تفادي توغل تركي في شمال العراق.

ويتعرض أردوغان لضغوط هائلة للتحرك حيث يشك الجيش والرأي العام في ان ايا من واشنطن او بغداد سيشن حملة على حزب العمال الكردستاني فيما لا يوجد حافز يذكر يدعو البرزاني لعمل ذلك.

ويشكك محللون في استعداد تركيا لإصدار الأمر بتنفيذ عملية توغل واسعة النطاق ويقولون إن الزعماء الاتراك لايزالون يأملون في أن تدفع لهجتهم الحادة السلطات الامريكية والعراقية إلى التحرك ضد حزب العمال الكردستاني.

ويقول دبلوماسيون أتراك إن الاجتماع مع بوش سيكون مهما في تحديد إن كانت عملية التوغل ستنفذ أم لا.

وذكرت صحف تركية يوم الخميس أن الجنرال إرجين سايجون نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة والميجر جنرال كنان كوجاك المسؤول عن تخطيط العملية عبر الحدود سيسافران مع أردوغان إلى واشنطن.

وفشلت عمليتا توغل على نطاق واسع أولهما كانت في عام 1995 وشملت ما يقدر بنحو 35 ألف جندي والثانية في عام 1997 وشملت 50 ألف جندي في إخراج متمردي الحزب من الجبال في شمال العراق.

ولا يريد جيش تركيا القوي وهو ثاني اكبر جيوش دول حلف شمال الاطلسي الانخراط في صراع طويل في أرض وعرة يسيطر عليها حزب العمال الكردستاني منذ سنوات ولاسيما مع اقتراب فصل الشتاء.

وتلقي تركيا على عاتق حزب العمال الكردستاني مسؤولية مقتل قرابة 30 الف شخص منذ بدأت الجماعة حملتها المسلحة عام 1984 من أجل وطن للأكراد في جنوب شرق تركيا. وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية.

من إيفرين مسجي وحيدر جوكتاس Opinions