Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تساؤلات حول تصريحات المالكي في المؤتمر الصحفي حول أزمة الكهرباء

اثناء مؤتمر صحفي حول أزمة الكهرباء وخروج الجماهير في البصرة ، ذكر السيد رئيس الوزراء المالكي بعض التصريحات التي أثارت الكثير من التساؤلات لدى السياسيين والإعلاميين وبعض رجال السياسة حول جدية وقدرة المالكي على التعامل مع الأزمات التي يتعرض لها البلد ونظرته نحو المشاكل التني تحيق بالبلد ، ومدى شعوره بالمسؤولية باعتباره المسؤول الأول أمام الشعب وهو يرأس السلطة التنفيذية ، فقد بدا المالكي متوترا وقد تخللت كلماته الكثير من مفردات الاستهزاء عندما قال : إن الحل ليس في جيب رئيس الوزراء أو جيب الوزير ، ثم عرض المالكي وزيره الذي اثبت فشله بكل المعايير السياسية والفنية على أنه أكفأ من رآهم مهنية وخبرة ، كما أن اتهامه للتظاهرة السلمية على أنها أعمال شغب هي الأخرى أثارت الكثير من السخرية لمنطق السيد المالكي ه
لقد علق بعض السياسين على ملاحظات المالكي بقوله : كان على السيد المالكي وهو يتصدى لمسؤولية كبيرة بعد أربع سنوات ، تلبية الحد الأدنى من احتياجات الشعب وخاصة فيما يخص أهم القضايا التي تتعلق بحياته اليومية وهو الخدمات وعلى رأسها الكهرباء ، وأن يكون متوازنا في منطقه وأن لايتكلم بلغة الإستهزاء وأن يعرض بعض المقترحات أو أن يمنى الشعب العراقي بحلول قريبة أو أن يعد الناس بالعمل الجدي المتواصل وبجهود أكبر لتلبية مطاليبهم والتقليل من معاناتهم ، لا أن يبدو أمامهم فاقد الأمل كليا في إيجاد حل لمعاناتهم ، وهو يضع سقفا زمنيا وهو فترة سنتين قبل أن يجد حلاً لهم ، وتساءل السياسي بقوله : إذا كان المالكي يدرك جيدا أن التعاقد مع الشركات الأجنبية بحاجة إلى فترة سنتين قبل أن تستطيع تلك الشركات أن تنجز أعمالها ، فلماذا لم يبادر إلى التعاقد مع تلك الشركات قبل أربع سنوات أي بعد توليه منصب رئاسة الوزراء ، وعندها يكون قد انجز للشعب بعض أحلامه قبل سنة على أقل تقدير ه

السيد المالكي يقول إن وزيره كريم وحيد هو من أكفأ الوزراء ، وهذا يعني أن الشعب العراقي المعروف بغزارة كفاءاته العلمية والتقنية عجز من أن يوفر لوزارة الكهرباء شخصا غير كريم وحيد ، علما أن الوزير المذكور وأثناء استجواب البرلمان له أثبت فشله في إقناع لجنة الاستجواب ، وكان من المفروض أن يحال إلى لجنة تحقيقية بعد نزع الحصانة منه وتحميله مسؤولية إخفاقاته في حرمان الناس من الكهرباء طيلة اربع سنوات ، لكن تدخل السيد رئيس الوزراء لحماية الوزير منع من ذلك وبقي متوليا لمنصبه مما زاد معاناة الشعب لسنة أوكثر أي لحد الآن . وقد ذكرت النائبة بشرى الكناني أن استجواب الوزير كريم وحيد مع باقي الاستجوابات السابقة التي اثبتت فشل وزاراتهم قد تميعت بسبب تدخل رئيس الوزراء مما أثرت يشكل مباشر على الأوضاع الخدمية للمواطنين وزادت من معاناتهم . وقالت : إن دفاع الحكومة عن الوزراء الفاسدين أثر بشكل سلبي على الوضع الخدمي أيضاً ، مما جعل الدور الرقابي للبرلمان ليس بالمستوى الذي يطمح إليه المواطن في حل معظلات الفشل والفساد في الوزارات ه

كما أن اتهام السيد المالكي للتظاهرات على أنها أعمال شغب متهما بعض الأطراف بتسيسها لم يكن موفقا ، وما كان على رئيس الوزراء أن يتهم مواطنيه بهذا الشكل المباشر ، ويقول بعض المراقبين إن تلك الإتهامات قد أثرت على مصداقية المالكي كمرشح قادم لمنصب رئيس الوزراء ، بل أن خصومه قد استغلوها من خلال وسائل إعلامهم في إظهار المالكي على أنه السياسي الذي تملكته مشاعر الغرور والقوة إلى الدرجة التي لم يحترم مشاعر أو معاناة مواطنيه ، وجردته من مشاعر القائد المتواضع الذي يجب أن يظهر لشعبه على أنه خادم لهم جاء بإرادتهم ومن حقهم أن يفرضوا عليه رغباتهم وتطلعاتهم ، لا أن يعاملهم بنفس تغلب عليه الغطرسة والتكبر ه

لقد كان لتصريحات المالكي في المؤتمر الصحفي الأخير آثار سلبية خطيرة ألهبت مشاعر الناس في المحافظات الأخرى فخرجت تظاهرات بعد ذلك في كربلاء والنجف والعمارة ولعل تلك المظاهرت سوف تبقى مستمرة ويخشى البعض من أنها ربما تودي إلى انعكاسات على الجدال المحموم بين الكتل لتشكيل الحكومة القادمة ه

لقد أكد بعض الخبراء السياسيين من أن ظهور المالكي في المؤتمر الصحفي الأخير قد قضى تماما على أي أمل في توليه منصب رئاسة الوزراء لدورة أخرى . وعلق آخر إن استخفاف المالكي وحكومته في كثير من ملفات الشعب العراقي الإنسانية وخاصة ملف المقابر الجماعية وهي أكبر جريمة تعرض لها الشعب العراقي في تاريخه ، يجعل قضية الخدمات أو الكهرباء من الأمور التافهة التي على الشعب أن يسكت عليها كما سكت لحد الآن على ملف إنساني يمس صميم كرامة الشعب العراقي ويتعلق بأكثر من نصف مليون ضحية ، دفنهم النظام الصدامي السابق معظمهم
أحياء ، ولم تفلح الحكومة لحد الآن في تشكيل حتى لجنة للبحث عنهم ه
http://www.thenewiraq.com/tni/view.asp?ID=3256

مركز العراق الجديد للإعلام والدراسات في بريطانيا – لندن 23 حزيران 2010أثناء

Opinions