Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تسونامي شعبي يضرب الحكام الظالمين

عقدت مئات مؤتمرات السلام وحوار الاديان ومنظمات حقوق الانسان العالمية والوطنية على مدى قرون من اجل انتشال حالة البشرية البائسة /الخائفة من الحاضر والمستقبل – المرهوبة من مصير مجهول لها ولاجيالها القادمة في معظم دول العالم، وان قربنا المسرح العالمي نجد هناك قرية صغيرة فيها كافة مستلزمات الراحة وما يحويه تقدم العلم والتكنلوجيا من انتاج وافر "ان استُغِلت" بين قوسين طبعاً لصالح الانسان وسعادته سيكون هناك أمن وأمان وسلام داخلي دائم! بحيث لا ننتظر ان نموت فرادا وجماعة لكي يرى البعض القليل منا (الجنة) الموعودة في الحياة الاخرى، ولكن المنطق واللاهوت المعاصر يؤكد ان الملكوت "الجنة" تبدأ من هنا والان، اذن مؤتمرات السلام وحوار الاديان والامم المتحدة ومجلس الامن الدولي والدول الكبرى – تعدد الاقطاب- والقوتين الكبيرتين وبعدها القطب الواحد، لم تكن موفقة بالقدر الذي يريده منها المجتمع الدولي وخاصة الشعوب التي ترزخ تحت نير الظلم واللامساواة وانتهاك الحقوق والدكتاتورية المزمنة، ان كانت دكتاتورية دينية او سياسية وحكومية موروثة وخاصة في شرقنا العربي والادنى، وقد دفعت هذه الشعوب الكثير من دماء شبابها وكرامة نسائها الكثير من اجل الامان قبل لقمة الخبز

واليوم هناك تسونامي شعبي يضرب المنطقة برمتها وتتصاعد وتيرته كلما جرف احدمن الرؤساء في طريقه، لانه يعطي الجرأة والقوة والشجاعة اللازمة للتضحية "السلمية" للآخرين الغير بعيدين عن الحدث والذي الغى جغرافية المكان وقَرًبَ الزمان لهم علم الاتصالات والانترنيت، فلا تنفع قرارات منع استخدام الانترنيت او استعمال طائرات لمراقبة من يستعمل "الدش" او حجب المواقع! ومن اسباب انفجارالشعب بوجه الظلم والاضطهاد هو استمرار الحرمان وكبت الحريات وزيادة الفقر والبطالة والتفرقة العنصرية وزيادة الهوة بين الغني والفقير وغياب العدالة والمحسوبية والمنسوبية وتكريس المذهبية والظائفية وفرض الفكر الواحد والدين الواحد والثقافة الواحدة وانتهاك حقوق الانسان واستغلالها لمصالح خاصة وشخصية،،،، وتمتد هذه التراكمات الى عشرات بل مئات السنين والشعوب المقهورة تئن تحت نير الظلم الاجتماعي والسياسي والديني/المذهبي، ونعتقد ان الشعوب اعطت اكثر من فرصة تاريخية للحكام العرب ولغير العرب ليس في المدة (الصبورة) التي قضوها تحت المعاناة والفقر والظلم، بل في التفتيش عن مجموعة قيادية تلبي طموحهم بالعمل الفعلي وليس بالشعارات قبل الانتخابات، فلم يجدوها فعلاً خلال قرن من الزمان او اكثر، لحين ان جاء علم الاتصالات ليُقَرب الزمن ويهيأ مائدة مستديرة للحوار الثقافي المباشر بين جماهير الشعب وجهاً لوجه ومع حاكمها من جهة وانتقال تجارب الشعوب الاخرى بسرعة البرق الى الاخرين، اضافة الى وجوب وجود قوى تؤمن بالتوجه الديمقراطي تقود هذه الجماهير الغاضبة! بحيث تحول غضبها الى انفراج اجتماعي وسياسي عن طريق التغيير السلمي لمفاهيم وافكارالتي ورثناها قبل قرون والتي كرست حالة الفقر المدقع التي ترزخ تحته بنسبة كبيرة من شرائح المجتمع بحيث وصلت نسبته في بعض البلدان اكثر من 42%، وتحت خط الفقر وصل في بعض الاقطار الى 12%، وفقراء القمامة الى 4%، وكانت آخر احصيات تشير الى وجود 70مليون فقير في الوطن العربي !!!وهذا يفسر لنا مدى حجم الهوة او المسافة بين طبقة الاغنياء (الطبقات الحاكمة وحاشيتها) وبين الشعب!

اذن نحن امام ثورات شعبية (بالجملة) لان الرياح الشديدة التي انبثقت من المغرب العربي – تونس – عن طريق صاحب عربة خضار! والتي لم تكن وليدة صدفة طبعاً، بل وليدة مرحلة متكاملة من الاستبداد واللاعدالة وعدم المساواة! وجاءت وثائق "ويكيليكس" لتشعل اول شرارة (التسونامي) بشكل مدروس وكان مفاجئة للحكام بحيث لم يتمكنوا من لملمة حاجياتهم وفقدوا بوصلة الاتجاه الذي سوف يسلكونه والرئيس بن علي خير نموذج، وهذه كانت تجربة غنية كبرى للحكام الاخرين لكي يفكروا كيف يمكن ان يحفظوا مياه وجوههم من الرياح القادمة من داخل شعوبهم

ليشكروا شعب تونس وعامل عربة الخضار وبن علي الذي لم يستقبله احد سوى ملك السعودية! حتى اقرباءه قد القي القبض عليهم في كندا! وقبل يومين كانوا موضع ترحاب كبير ولكن الدولارات وخاصة الحرام منها لا تنقذ اصحابها من "الرزالة" يا اصحاب الملايين الحرام!!! ومن جانب آخر ليلعنوا ويكيليكس ووثائقه لانه كان احد اسباب التعجيل في هبوب العاصفة السوداء بالنسبة لهم وحواشيهم، ولكنها بيضاء بالنسبة لقطاعات الشعوب المختلفة بشرط ان تكون سلمية غاضبة! وحذاري ان تستغل من قبل قوى التطرف الدينية خاصة وتسرق منها بريقها على ان ترجعنا الى نقطة البداية عن طريق خلق فوضى يسمونها "الفوضى الخلاقة" بحيث يدفعون الشعب للقيام بها مع استغلال عاطفة ثورة الغضب! وان المال العام هو ملك الشعب، واليوم النموذج المصري امامنا "ان كانت هناك حوار بين الحزب الحاكم والمعارضة حول قانون الانتخابات واجراء بعض الاصلاحات اكان الحزب الحاكم في مصر يمر بهذه المرحلة الحرجة؟؟ خسائر البورصة المصرية ليومين 70مليار جنيه مصري!! ان كانت هذه الاموال قد استغلت لصالح التربية والتعليم والصحة والخدمات، اكانت الرياح تتجه نحو مصر ام كانت تغير اتجاهها؟؟؟ هناك فرصة تاريخية امام الحكام العرب خاصة لمراجعة انفسهم وطريقة حكمهم قبل وصول الرياح الى حدودهم والا يتحملون لسان التاريخ الطويل والشعب مهيأ للانفجار في اية لحظة بعد شرارة بسيطة من قبل قوى الخير والتقدم والتوجه الديمقراطي الحقيقي

www.icrim1.com

shabasamir@yahoo.com









Opinions