تصادف هذا اليوم الذكرى العاشرة لتأسيس حزب الفضيلة الاسلامي ،
شبكة اخبار نركال/NNN/حزب الفضيلة الاسلامي/
كلمة الامين العام لحزب الفضيلة الاسلامي لمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحزب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلْتَكُن مِنكُمْ اُمَّـةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( (آل عمران/104)
تصادف هذا اليوم الذكرى العاشرة لتأسيس حزب الفضيلة الاسلامي ، ففي مثل هذا اليوم الذي وافق يوم الجمعة الثاني والعشرون من شهر صفر عام ١٤٢٤ هجرية اقيمت في الصحن الكاظمي الشريف صلاة الجمعة المباركة بامامة سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي-دام ظله- وحضرتها جماهير حزب الفضيلة الاسلامي بعد ان تم انتخاب اول قيادة للحزب في الليلة السابقة حيث دعا سماحته ابناء المرجعية للخروج بمسيرة حاشدة للمطالبة بحق الشعب العراقي في تقرير مصيره وانتخاب الحكومة التي سترعى مصالحه وتكتب دستور البلاد الدائم.
واستجابة لنداء المرجعية القائدة فقد انطلقت في صباح يوم الاثنين اللاحق مسيرة حاشدة تصدرتها قيادة الحزب وأمينه العام حيث امتدت جموع السائرين من المسرح الوطني في ساحة الفتح حتى فندق فلسطين في ساحة الفردوس والذي كانت سلطة الاحتلال المؤقتة ووسائل الاعلام المختلفة تتخذ من غرفه مكاتب وقتية لها اذ لم يكن قد مضى على احتلال العراق سوى اسبوعين تقريبا.
ومنذ ان اعلن حزب الفضيلة الاسلامي عن حضوره الفاعل في الساحة السياسية لم يتوقف عطاء الحزب ومرجعيته القائدة عن رفد العملية السياسية بكل جهد ونشاط يرمي الى تقويمها والتسريع بنقل السيادة الى العراقيين واختصار زمن المرحلة الانتقالية لان الحزب ادرك منذ البداية ان الشعب العراقي لن يرضى باطالة امد الاحتلال وسرعان ما سيلجأ للكفاح المسلح لطرده وانجاز استقلاله لذا فقد اشترك الحزب مع جماعة الفضلاء التي اسسها سماحة المرجع -دام ظله- في تقديم مقترح مكتوب يحدد فيه التفاصيل والجدول الزمني المعقول لانجاز اجراءات نقل السيادة وذلك في تموز ٢٠٠٣ وقدم تحت عنوان (المشروع السياسي للمرحلة الانتقالية) والذي اخذت به سلطة الاحتلال مع بعض التعديلات بعد سنة من تقديمه عندما شكلت الحكومة المؤقته بعد ان تبين لها فشل عمليتها السياسية.
وقد استمرت عطاءات الحزب كما استمرت تضحياته فكانت كوكبة الفضيلة باكورة طلائع شهدائه في العام ٢٠٠٤ حيث قضى اربعة من كوادر المكتب السياسي للحزب غيلة على يد الارهاب التكفيري الذي كانت تمده دول المنطقة بالدعم وتسنده فلول البعث البائد.
ايتها الاخوات ايها الاخوة
اننا اذ نقلب هذا اليوم صفحات تاريخ حزبكم المجاهد فاننا نقلب اسفارا من المجد ونحن نرى امالنا تتفتح كما تتفتح ورود الربيع .. امالا كانت تراود خيالنا ايام كانت شمس ظهيرة الجمعه تصهر جباهنا واقدامنا ونحن نصطف للصلاة في مسجد الكوفة المعظم تحت انظار اجهزة القمع الصدامي وصدورنا تواجه فوهات بنادقهم واعيننا تشخص نحو المرجع القائد وهو يرفع الصوت مدويا (كلا كلا للباطل) ونردد وراءه (نعم نعم للاسلام).
اننا نقف اليوم امام مسؤولية تاريخية وأمانة شرعية وهي مسؤولية الولاية وامانة التكليف فقد قال تعالى (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ)(الحج ٤١) وان اداء هذه الامانة ليس مقصورا على الحاكم او النخب المتصدية فحسب بل هو واجب كل انسان في هذا البلد مادمنا قد انشأنا بحمد الله وتوفيقه نظاما سياسيا يقوم على اساس تفويض ابناء الشعب لمن يمثلهم في صنع القرار وادارة امور البلد واستثمار ثرواته في تنمية شاملة مستدامة لان الثروة ملك للاجيال وليست حكرا على جيل واحد وان الشعب يجب ان لاينسى مسؤولياته في المراقبة والمتابعة وتقويم الاداء وفي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب عند حصول اي انحراف او نكول لاسمح الله.
ان مشاركة ابناء شعبنا في انتخابات مجالس المحافظات واستعدادهم العالي للانتخابات العامة المقبلة خير دليل على حيوية هذا الشعب وتمسكه بالنهج الديمقراطي وخيار التداول السلمي للسلطة رغم اجواء المناكفة السياسية التي يراد لها ان تكون الخلفية البائسة لكل عرس وطني.
اننا ندرك ان العملية السياسية ما زالت فتية ولم يشتد عودها ولم تصل الى مرحلة الثبات والاستقرار لحد الان وان هناك اطرافا دولية واقليمية تضع العصي في عجلة العملية السياسية بهدف ايقافها او تعويقها لكننا نعول على لطف الله تبارك وتعالى اولا وعلى الروح الوطنية العراقية الاصيلة ثانيا وعلى حكمة النخب السياسية في كشف وافشال مخططات الاعداء والحاقدين على هذا البلد الغني بتاريخه وثروته والقوي بانسجام اطيافه ووحدة مكوناته ثالثا.
ان الاحداث المؤسفة التي شهدتها ساحة الاعتصام في الحويجة هي خير دليل على صراع الارادات ، ارادة خارجية تسوق بضاعتها على بعض السذج والمندفعين وتقودها عصابات القاعدة وفلول البعث وبعض امراء الحرب المتطرفون وارادة وطنية تقودها النخب السياسية ورجال الدين الواعون وابناء العشائر والغالبية العظمى من ابناء شعبنا الكريم بكل اطيافه ومكوناته ، على ان الذي زاد في اسفنا وادمى قلوبنا هو سقوط الضحايا من الابرياء الذين غالبا ما يكونوا وقودا لصراع الارادات.
ولان العراق جسد واحد يتداعى سائر اعضائه بالسهر والحمى اذا ما اصيب عضو فيه فأننا في الامانة العامة للحزب قررنا الغاء الاحتفال المركزي الذي كنا نزمع اقامته يوم السبت القادم بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحزب تقديرا منا للظرف الدقيق والحساس الذي يمر به وطننا ومايعانيه شعبنا جراء تلك الاحداث المؤسفة وتضامنا منا مع ذوي الضحايا واحتجاجا على محاولات العودة بالعراق الى الوراء وجر ابناء الشعب الواحد الى اقتتال طائفي بغيض تمهيدا لتقسيم العراق الى اقاليم طائفية وامارات حرب تفصلها حدود من النار والدماء.
وبهذه المناسبة نوجه نداءنا الى حكومتنا الوطنية وقواتنا الامنية وعشائرنا الكريمة وابناء شعبنا الصابر بضرورة كظم الغيض والعض على الجراح وتغليب لغة الحوار وتحكيم القضاء للفصل في دعاوى المتضررين على ضوء ما تتوصل اليه لجنة تقصي الحقائق ليأخذ كل ذي حق حقه ونجنب بلدنا وشعبنا المزيد من الخسائر وان تتولى الحكومة مباشرة رعاية ذوي الضحايا من الابرياء الذين سقطوا في هذه الاحداث ، ونعتقد جازمين انه قد ان الاوان لعقد حوار وطني ترسم فيه خارطة العملية السياسية للمرحلة المقبلة بارادة وطنية وعزم اكيد على نبذ الخلافات والاتجاه نحو بناء الوطن.
ايتها الاخوات ايها الاخوة يا ابناء شعبنا الصابر
نعاهدكم على ان يبقى حزبكم المجاهد كما عهدتموه راية خفاقة في سماء هذا الوطن العزيز ، داعيا الى كلمة سواء عاملا من اجل بناء وطن واحد تصان فيه الحقوق وتحفظ فيه الكرامات ويكون كما كان دائما زهوة الدنيا ونبراس الحضارة.
الرحمة والرضوان لشهداء العراق رمز عزته وشموخه ، الرحمة والرضوان للصدرين الخالدين ولقوافل المضحين من ابناء الحركة الاسلامية والحركة الوطنية المجاهدة.
والى عراق آمن كريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هاشم الهاشمي
٢٥ نيسان ٢٠١٣