تصريحات المالكي ومجلس الوزراء والناطق باسم الحكومة ادت الى زيادة العنف الطائفي ضد مسيحيي العراق
تصريحات المالكي ومجلس الوزراء والناطق باسم الحكومة - ادت الى زيادة العنف الطائفي ضد / مسيحيي العراق / وبقية الديانات الاخرى !جوزيف شلال
josefshalal@hotmail.de
التصريح والبيان السخيف الذي ادلى به مجلس الوزراء للسلطة العراقية الحاكمة في بغداد وجنوب العراق حول اعتبار المسيحيين - جالية - في العراق . والتصريحات للمالكي والناطق باسمه في وسائل الاعلام العراقية والعربية لما يتعرض اليه النصارى وباقي الاديان الاخرى من عمليات مبرمجة ومدروسة تتناوب عليها كل من الجماعات الارهابية والاجرامية من ميليشيات وعصابات السنة والشيعة والقاعدة على حد سواء .
هذه الجرائم تتمثل بالقتل والتهجير والتهديد وتفجير الكنائس وكبد الحريات الدينية والشعائر وارغام النساء المسيحيات بارتداء حجاب التخلف وغير ذلك من الانتهاكات التي لا تعد ولا تحصى .
يقولون بان ما يتعرض اليه المسيحيين والاديان الاخرى يوازي كذلك ما يتعرض اليه كل من الشيعة والسنة في العراق . وهذا الادعاء باطل وكذب في كذب .
لكي نستكمل الموضوع بقول ان المسيحيين جالية في العراق . نقول لمن يهمه الامر - ان مسيحيي العراق وباقي الاديان الاخرى تاريخهم يعود لاكثر من 7 الاف سنة وهم احفاد السومريين والاكديين والبابليين والاشوريين والكلدانيين وحمرابي ونبوخذنصر وسرجون ونينوى وبابل .
واما اذا تريد ان تبحث عن اصلك وتاريخك فلا تجده سوى في سجلات بلاد فارس الايرانية العجمية وبلاد تركيا العثمانية وبلاد الجزيرة السعودية الوهابية . ومن لا يعجبه هذا الكلام الصادق التاريخي الموثق بالدلائل عليه ان يرجع الى اصله وفصله وكما يقال بالعراقي ... .
اذا كانت النظرية الثلاثية لهؤلاء صحيحة حول توزيع العنف والارهاب بالتساوي والعدل بين العراقيين . وما هو الفرق بينهم وبين صدام الذي كان كذلك يوزع العنف والارهاب بالتساوي والانصاف ما بين العراقيين جميعا ! .
اين العدل من القوانين السماوية والقوانين الارضية والانصاف الديني باعتبارهم من اهل الصوم والصلاة والحج والفرائض الخمسة. من الذين لم تتلطخ اياديهم بالقتل والارهاب والسرقات. ومن توزيع الكعكة العراقية وتقاسمها وكما هو حاصل ويحصل اليوم ما بين جميع الاحزاب الدينية وميليشياتها وعصاباتها وقادتها من الطائفيين والعنصريين من الاطراف الثلاثة الماسكة بزمام الامور منذ زوال النظام السابق .
انا ارى ان العراق ومع الاسف نقولها يتجه نحو بوابة الظلام والعتمة والنفق المسدود .
يقولون بعض المتفائلون بالوضع العراقي ان العراق بدا مرحلة الديمقراطية التوافقية وحرية الصحافة والاحزاب والاعلام وغير ذلك من الاسماء والشعارات الرنانة والبراقة والمزيفة هي اصلا كذلك .
زوال حكم صدام المركزي والقوي ادى الى قيام نظام حكم لا مركزي لكي يخدم نوايا البعض والذين كانوا يخططون من غرف مراكز واستخبارات ومخابرات دول الجوار .
لنعطي مثالا لهؤلاء المستجدون في السياسة والاتون من خلفيات دينية وعقول مغلقة - لو نظرنا الى الحالة اللبنانية ومنذ نشوء هذا النظام قبل حوالي 6 عقود من الزمن .
نرى ان لا استقرار. وهناك خلافات وصراعات وحروب داخلية وخارجية وحرب اهلية واغتيالات . كل هذا من تحصيل حاصل من الطريقة التي ولدت الدولة ونظامها الذي اسس على التقسيم الطائفي والمذهبي والديني والقومي .
ما نشهده اليوم في العراق لا يختلف تماما وتلك التجربة الفاشلة .
اذا كان لبنان بحجم مساحة محافظة عراقية كالانبار مثلا وبعدد نفوس بغداد قد احتاج الى اكثر من ستون عاما ولم يصل الى الحالة المستقرة نوعا ما !
فما بالك بالعراق فهذا يعني نحن بحاجة الى مئات السنين للوصول الى الحالة الطبيعية التي ترضي الجميع ..
لا بد من ايجاد وباسرع وقت مفهوم عراقي جديد بعيد عن المحاصصة والطائفية والاحزاب الاسلامية المتخلفة والعشائرية والقبلية والتراث والعادات الهمجية .
الخطوة الاولى على الاسلاميين المتعصبين ولا نقول المسلمين من الاخوة . تغيير مواقفهم من الاديان الاخرى كالمسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين والشبك وغيرهم في العراق .
هؤلاء لانهم ليسوا طرفا في النزاع والصراع الدائر ما بين الاحتلال والسيطرة وتقسيم الغنيمة بين الاحزاب الثلاثة المسيطرة حاليا على الاوضاع في العراق .
المسيحيون وغيرهم هم اخلص منكم في الوطنية والولاء والحفاظ على وحدة العراق الواحد وعلى العراقيين جميعا . بالرغم من ان المسيحيين وعلى مر العصور والتاريخ كانوا دائما الضحية وتحديدا منذ عام 600 م .
كانت هناك مجازر عديدة ارتكبت بحق المسيحيين وعلى ايدي قادة بما كان يعرف بالفتوحات الاسلامية الاستعمارية في جميع الدول التي دخلوها وهي معروفة وموثقة في كتب . وكذلك على ايدي الاستعمار العثماني وخاصة ما ارتكبه من مجازر في العراق ضد الطائفة الاشورية وقتل مليون ونصف المليون من الارمن والمسيحيين بصورة خاصة في الدول العربية والعراق خاصة .
لا تعرف اسباب تلك المجازر من القتل والذبح فقط لكونهم من الديانة المسيحية !!! .
لم نقرا ونسمع يوما في التاريخ بان مسيحيي الشرق والعراق خاصة قاموا باعمال ارهابية او قتل او حتى مضايقة لاخوانهم المسلمين ! . ولكن قرانا وسمعنا بان المسيحيين كان لهم دور مهم في اغناء المنطقة في كافة المجالات وعلى امتداد العصور وحتى في ايام عصر خلفاء الراشدين والامويين والعباسيين والى هذا اليوم كان لهم دورا مهما في اغناء الفكر والثقافة والمعرفة والادب وصولا الى عصر النهضة والفكر القومي العربي نجد ان مؤسسي هذا الفكر واغناءه كانوا من العرب المسيحيين امتدادا الى قادة النضال ضد الاستعمار الاجنبي والاسماء كثير .
من خلال وانا اكتب في هذا الموضوع تصفحت بعض الكتب لاجد ولو موقف واحد بما عمله او فعله المسيحيون من سلبيات او ايجابيات لم اجد على الاطلاق سوى الاعمال الخيرة والمواقف الانسانية تجاه اخوانهم المسلمين بالرغم ما قاسوه وعانوه من المظالم منهم .
ساسرد حالة واحدة لضيق المجال. وهي لولا مسيحيي العراق والشام لربما لم نجد مسلما واحدا على هذه الارض اي في العراق والشام ......
المسيحيين حافظوا على حياة اخوانهم المسلمين ... كيف ..
الكتاب والحادثة والرواية والقصة تقول وهي موثقة ويمكن الرجوع اليها * مسيحيو بغداد يحمون المسلمين *
في عصر المغوليين واثناء الغزو المغولي للعراق وبغداد خاصة والذي استمر لحوالي 7 ايام من القتل والسلب . كان غزوا دمويا مرعبا حيث قتل مئات الالوف من العراقيين . ويقال ان العدد وصل الى مليون قتيل . اضافة الى التدمير والخراب الثقافي والحضاري .
وهنا كان دور للمسيحيين في انقاذ ارواح اخوانهم المسلمين - ليس بقوتهم او سلاحهم ولكن كانت مشيئة الله هكذا .
ان زوجة / هولاكو / كانت مسيحية واسمها - دقوز خانم - وبتاثير من زوجته على هذا المجرم قد امر بحماية المسيحيين وعدم التعرض اليهم وحمايتهم وحراستهم .
مما وفر للمسلمين فرصة اللجوء عند اخوتهم المسيحيين . فتم انقاذ حياة الاف من المسلمين من القتل والهلاك المحتم ..
كتب المؤرخون المعاصرون حول هذا الموضوع بالتفصيل ويشير المسلمون الى دور النصارى في انقاذ المسلمين وانقراضهم وخاصة في بغداد لان الهجوم تركز فيها .
هناك دور اخر للنصارى في انقاذ المسلمين اثناء الهجوم على حلب ودمشق وتم انقاذ حوالي 50 الف مسلم فقط في حلب من الموت المحقق على يد الغزاة .
وهكذا نرى دور المسيحيين في انقاذ والحفاظ على حياة المسلمين .
وفي تلك الفترة قام الخليفة العباسي - المستعصم بالله - بارسال / البطريرك مار مكيخا / لمقابلة - هولاكو - والتوسط عنده بعد ان علم بان زوجة هولاكو * نصرانية * . !!! .
السؤال -
هل من القيم الاخلاقية والدينية مكافاة مسيحيي الشرق والعراق خاصة بهذه الاعمال الاجرامية والارهابية المخالفة لكافة الشرائع السماوية وبدون سبب ولكونهم فقط ------ من الدين السماوي الاخر ---!! .
المصدر
------
* عن التسامح المغولي مع النصارى - انظر ريجارد كوك / بغداد / 1.222
* وبغداد 1962 ترجمة وتعليق فؤاد جميل ومصطفى فؤاد --- هامش رقم 24 . 206 . 207 . 216 ايضا .
* الحوادث الجامعة - 1258 سقوط بغداد بايدي المغول . يحتوي على الكثير من الشروحات ..