Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

تظاهرات لا بديل لها، وأسئلة صعبة لجميع الأطراف

17 شباط 2011
تمر قضية التظاهرات بمرحلة خطيرة، بعد أحداث الكوت العنيفة، وتجعل من التصدي للقضية أولوية وطنية كبرى. ورغم أن لا أحد ينكر حق المتظاهرين ومعاناتهم الشديدة، فأن اللجوء إلى التظاهرات في هذه اللحظة الغريبة – لحظة تشكيل حكومة منتخبة لم تبدأ عملها، وقبل أشهر من موعد انسحاب القوات الأمريكية- يثير الكثير من الأسئلة. أسئلة صعبة لكل الأطراف.

في مقالة سابقة لي تناولت هذه الأسئلة وكتبت: " ليس هناك أي منطق سليم في مثل هذا التظاهر سواء كان هدفه أسقاط الحكومة، لأن الحكومة تمثل أكبر الكتل البرلمانية إن لم تكن تمثل اللكتلتين الأكبر. ولا إن كان هدف التظاهرات مطالبة الحكومة بالخدمات أو تغيير سياستها في أي شيء، فهي لم تقم بشيء بعد، يمكن الحكم عليها من خلاله."، لكني عدت واعترفت بصدق مشاعر الغضب التي تجتاح الناس. وكما قال الشاعر حميد الحريزي ، فأن "الوضع في غاية التعقيد والصعوبة بعد ان فقد المواطن العراقي الثقة بشكل كامل بالطبقة السياسية الحاكمة في العراق بكل تسمياتها ومسمياتها."

البارحة وصلتني رسائل الكترونية عامة عديدة تدعو إلى التظاهر والشجاعة وتبين مساوئ الحكومة والوعود الكاذبة، وكانت إحداها مستفزة فرددت ببضع الأسئلة ثم طلبت رفع اسمي من القائمة فأتاني رد خشن من أحد الذين نصبوا أنفسهم قادة لتلك التظاهرات، وتطور الأمر إلى تهديدي بـ "الأيام قادمة" أو شيء من هذا، مما دفعني للبحث عنه في النت، لأرى من يكون وما يمكن أن تكون دوافعه، فربما يكون نموذجاً يكشف بعض دعاة التظاهرات المتحمسين (وليس كلهم بالتأكيد) وما الذي يعدون العراق به.
وبدأت بتوقيعه الذ يقول أنه:
عماد الكاصد، رئيس تحرير وناشر لصحيفة "شمس العراق" والمدير التنفيذي لشركة "ميديا العراق" - الميديا العراقية الجديدة- (العناوين مترجمة). أما على موقعه فاكتشفت أن الرجل يرى أن "عشائر العراق هي صمام للوحدة الوطنية" كما يقول عنوان إحدى مقالاته التي كتبها عام 2006، والتي جاء فيها رأيه بأن المشكلة هي في " حكومات القرن العشرين التي حكمت العراق حاولت جاهدةً تهميش دور العشيرة العراقية" ويرى أن "الفصل العشائري" قانون متطور "يطبق الآن في أمريكا و أوروبا وجميع الدول المتحضرة"! (1) (هكذا جاء في المقالة)
ثم يكتب الكاصد في مقالة أخرى بثورية متحمسة " نحن معك يا لبنان..من أرض العراق.. حتى أرض عدن.." (2007) والكثير من هذه الجمل في المقالة، لكن المفاجأة، هي أن الكلام عن غدر بيروت وبغداد ليس فيه كلمة واحدة ضد إسرائيل أو أميركا كما قد يظن المرء، فالمشكلة في "العربان والعجم"، فهل الذين قصفوا بيروت هم العربان؟ أم أن الذين داست دباباتهم أرض بغداد، هم العجم؟ (2)
وفي الوقت الذي يفخر عماد الكاصد بعشيرته وعائلته التي حاربت الإحتلال الإنكليزي عام 1920، فأنه يفخر أيضاً بأنه حين قامت الحرب الأمريكية على العراق، فأنه سارع إلى عرض خدماته على بول وولفوتز!! قائلاً له أنه يسير معه معاً كتفاً إلى كتف! (3)
ومعروف أن وولفوتز واحد من أشد الشخصيات الأمريكية صهيونية وعدوانية وكان عراباً في فريق وصل به العداء للعرب والمسلمين أن كان يعترض حتى على إسرائيل إن هي قدمت "تنازلات" لهم، ويحثونها على فرض الأمور بالقوة وأنهم سيقفون خلفها ويدعمونها بما لديهم من علاقات في أميركا!
وكتهديد مبطن إضافي، ارسل عماد الكاصد لي صورة (لم افتحها) يسأل إن كانت صورتي، ثم كتب "يطمئنني" أنهم لن يقتلونني..لأنهم ليسوا كذا..الخ. أورد هذه التفاصيل لأنها توضح طبيعة شخص ذو مركز إعلامي ويبدو أنه يقوم بدور قيادي في الدعوة للتظاهرات "السلمية"، وخلفيات علاقاته، وافتخاره بها!
ولا يبدو حرص الكاصد على أموال الشعب أكثر من "سلميته"، ففي مقالة له يرى أن كل محافظة يجب أن تكون إقليماً له حكومته وبرلمانه! وهو يعي ويعترف أن كلفة 18 برلمان ستكون هائلة، لكنه يراها مقبولة وأفضل من دفع كلفة برلمان واحد سيئ!. هذا الرجل يريد أن يتظاهر من أجل الفقراء في العراق، بل يقود تظاهراتهم!

أني أترك الحقائق بلا تعليق أمام القراء، ليكون لكل شخص رأيه في قيادة شخص مثل الكاصد للتظاهرات وإثارة الحماس لها، ولا أدعي أن كل المتظاهرين هم بهذا الإتجاه، فهذا بعيد تماماً عن الواقع، لكني لا أظن أنه ينفرد بعيداً عن المجموعة. وإذا كنت أنا وبعض آخرين نرى في الكاصد نموذجاً سيئاً يخشى على العراق منه، فقد يعتبره البعض مقبولاً وجيداً ويعتبر هذه المقالة دعاية له.

وكمؤشر آخر على أن نموذج الكاصد ووجهات نظره ليست استثناءاً غريباً في التظاهرات نشير إليكم بمراجعة ما كتبه الزميل نزار رهك وبعد مناقشة على مقالة لي حول الموضوع، فكتب "الخط الثاني من عملاء الأحتلال لإحتواء التظاهرات المطلبية" مشيراً إلى شكوكه التي أثارتها ملاحظات حول "حزب جماعة الفيسبوك أو مايسمون أنفسهم بثورة الغضب أو الشباب المختفي الذي لا يعرف عنه شيء لا يحملون في جعبتهم سوى تقليد شعارات الثورة المصرية ( إرحل) (طبعا يقصدون المالكي وليس علاوي ولا جلال طالباني)"، ويتساءل: "من أين جاءت الحركة وماهي نقاشاتهم القديمة وماذا كانت آراءهم وكيف تبادلوا المعاناة ؟ وما هي أوجه الأصلاح وكيف جمعهم الفيسبوك و هناك أزمة كهرباء ؟ وكيف هم في حالة فقر ولديهم خط إنترنت قسطه الشهري بحدود السبعين ألف دينار عراقي"(4)
كما ينبهنا نزار رهك إلى خبر كتب في موقع "كتابات" المعروف الإتجاه، جاء فيه أن "مجموعة من النشطاء العراقيين في امريكا في طريقهم للقاء الرئيس الامريكي اوباما ليشرحوا له معاناة الشعب العراقي من فساد حكام العراق الجدد الذي عينهم الرئيس الامريكي السابق طالبين منه اثبات مصداقيته بدعم الديمقراطية والعدالة في العالم من خلال نصرة الشعب العراقي لاسيما في حراكهم الاخير ومظاهراتهم ضد الجهلة .. والفاسدين.. واللصوص..... من الساسة المتحصنين في المنطقة الخضراء."(5) وهي بالضبط لهجة أعضاء العراقية عندما كانوا يطالبون أميركا بالتدخل للإستيلاء على السلطة وتسليمهم إياها!

نكتفي بهذا الجانب السلبي من مؤيدي التظاهرات وننتقل إلى الجانب الآخر الذي يعمل بإخلاص من أجل مطالب جماهيرية لم يعد تأجيلها محتملاً. وهنا نلاحظ بوضوح الغلبة الشديدة لمقالات التشجيع، ومن النادر أن تجد من مؤيدي التظاهرات من يحاول مناقشة الموضوع والإجابة عن الأسئلة المنطقية التي تحيط به، ومن هؤلاء القلة الدكتور تيسير عبد الجبار الآلوسي لذلك، حيث كتب "رسائل مفتوحة وتفاعلات مع ما يجري تحت نصب التحرير" بجزئين (6)

أقتطف منها ما يلي وما بين أقواس مزدوجة (()) يمثل تعليقاتي:

- "أما المواطن المغلوب على أمره مهضوم الحقوق المعتدى على كرامته، فيطالبونه بأن يعطي فرصا مضافة"

((والحقيقة هي أن الحكومة الحالية لم تحصل على أية فرصة أصلية بعد لكي تطالب بـ "فرص مضافة".))

- "ويبدو أن الديموقراطية العراقية [على وفق هؤلاء] مقبول منها وفيها انتخابات مُفصَّلة على مقاس ممثلي القلعة الخضراء"

((يتم تصوير "القعلعة الخضراء" وكأنها مجموعة منسجمة متآمرة فيما بينها، بينما الحقيقة هي أنها مجاميع شديدة التناحر والإختلاف، ومحكومة بعدم ثقة متبادلة شديدة ولا تستطيع أن تتفق إلا بحدود ضيقة جداً، ودليل ذلك ما حدث أثناء الإنتخابات وثم تشكيل الحكومة.))

- "الديموقراطية لكل الشعوب الأوروبية وغير الأوروبية ومنها الشرق أوسطية تمتلئ تفتحا بآلياتها كافة ومن ضمنها حق تغيير الحكومة بكل طاقمها، حتى قبل انتهاء المدة الانتخابية"

((صحيح، لكني لم أسمع بآلية لإسقاط حكومة منتخبة قبل حتى أن تبدأ عملها، إلا إذا كان احتجاجاً على تزييف للإنتخابات، ولا ترفع التظاهرات الحالية مثل هذا الشعار.))

- "ومن المعيب لعاقل ذي بصيرة أن ينصح الشعب بإعلان الخضوع والخشوع لمسؤول فاسد كيما يحظى بمكرمة على طريقة الـ عشرة دولارات التي ألقيت إليهم بضغط مظاهرات شعوب أخرى"

((لا أحد يدعو للخضوع لفاسد، بل لمحاكمته وفق القانون، وإن كان ذو حصانة فيجب النظال من أجل إخراجه من الحصانة أولاً لكي لا يصيب العمل الدستور والقانون بمقتل. ))

- "إنَّ أولئك الذين سيهتفون لسكان القلعة الخضراء، سيتحولون إلى طبالين وذرائعيين يديمون مسيرة الفساد أطول مدة"

((يمكن اعتبارها جملة ابتزازية للنيل ممن يعترض على الرأي الذي يتيناه الدكتور تيسير. تهديد بتحويلهم إلى "طبالين".))

- "المسؤول الذي يريد أن يغيره الشعب ليس عليه من أمر سوى أن يختار بين ركوب موجة الفساد والدفاع عنه وارتكاب جريمة التمسك والالتصاق بالكرسي أو ركوب موجة الانتفاض والتغيير والجلوس مع الشعب في قطاره"

((وهذا ابتزاز للمسؤولين، وطريقة "بوشية" (من جورج بوش) بامتياز بعد تحوير بسيط: من ليس معنا فهو مع الفساد))

((كما أن الحديث عن "الإلتصاق بالكرسي" لا مصداقية له، فالمالكي في فترته الثانية، ومعظم الرؤساء في الدول الديمقراطية يقضون فترتين رئاسيتين، وفوق ذلك فالنظام العراقي تمثيلي برلماني لا يضع حدوداً للترشيح لرئاسة الوزراء، مثل بريطانيا التي شغلت فيها تاتشر مثلاً ثلاث فترات. أرى الحديث عن الإلتصاق بالكرسي غير أمينة على الإطلاق لمن يعرف هذه الحقائق.))

((كذلك يفهم من العبارة أن الدكتور الآلوسي يعتبر نفسه قد "ركب موجة" الإنتفاض، وليس قراره مستقلاً.))

وفي الجزء الثاني من المقالة يقول الدكتور الآلوسي:

- "هم ينذرون المحرومين من أبناء الشعب من أنهم أمام خيارين: فأما الوقوف خلف أحزاب الطائفية االحاكمة أو هم مع البعث والقوى المعادية للعراق!" (7)

((ليس صحيحاً، ومن يحدد هذين الخيارين مخطئ، فالجميع يعترف بأن ظروف المواطن العراقي سيئة للغاية. وضع المقابل بين خيارين محددين فيه اعتداء على خيارات المواطن، لكنه بالضبط ما فعله الدكتور الآلوسي في الجزء الأول من مقالته حين خير السياسيين ومؤيديهم بين ركوب موجتين قائلاً ما معناه "أما معنا أو مع الفساد".))

- "ولكن كيف يمكن للشعب أن يصدق وعدا وقد أثببت اليام التصاقا مرعبا بالكرسي "

((من الغريب أن توصف بداية دورة انتخابية ثانية، في بلد يسمح دستوره بذلك وأكثر، بأنها "إلتصاقاً مرعباً بالكرسي". ألا تضيع علينا مثل هذه المبالغة، أدوات القياس والنسب بالخلط بين ما هو "مرعب" وما هو طبيعي ودستوري؟ ))


وأجرى موقع المثقف (www.almothaqaf.com) استبياناً للرأي شارك فيه عشرات الكتاب والقراء أقتطف منه ما يلي بلا تعليق:

سعد العميدي
الرعب أصاب الحكام و بدأوا يتراجعون أما ضغط شعوبهم و بدأوا يقدمون الرشاوى للفقراء و يعدوهم بجنات عدن

وفاء عبد الرزاق
أنا ابصم بالعشرة لأية حركة نحو التجديد والمطالبة بحق مسلوب من الشعب العراقي.

د. مهدي الحسني
دعوة ابتزاز سياسي وليست مظاهرة. لا اعرف مكان من يدعوا للتظاهر بهذه الحماسة في الخارطة السياسية للعراق او الخارطة الجغرافية. ..اي حزب او جهة غير مثلة بالحكومة على قدر حجمها؟ اذن على من التظاهر؟ على انفسنا اذن لنندب حظنا.

ياقو بلو
نعم اؤيد التظاهر بشدة رغم كل المحاذير،ورغم يقيني من انها سوف تستغل من قبل جميع الاطراف.

سعد الحجي
الشعوب تصنع تاريخها.. ولابد من فعل وإن كان بسيطاً ليقدح زناد المنجزات

كفاح محمود كريم
السلطات العراقية الثلاث ليست من انتاج انقلاب عسكري أو مدني، بل نتاج عملية انتخابية حرة وشفافة.

غفار عفراوي
نحن من انتخبنا هؤلاء السياسيين وعلينا تحمل غباءهم وتخلفهم

هاشم معتوق
التظاهرات صمام امان اجتماعي واقتصادي وتمرين اولي للمشي في طريق الحرية

وداد فاخر
لدي في جريدة السيمر بيانات اوليه لعناصر معاديه لعملية التغيير في العراق ويتصدرها تجمع بعثي معروف طالما حاول ان يثير القلاقل ومتهم بمسانده الارهاب في الداخل .

صائب خليل
هناك نسبة (كبيرة جداً) من الناس انتختب هذه الحكومة وتشعر أن من حقها أن تعطى فرصتها. وإسقاطها سوف يفهم من هذه النسبة بأن الجهات الأخرى قد سلبت حقها وبالتالي فأن من حقها أن تستعمل نفس الأسلوب ضدها،
هناك الكثير جداً من الأسباب المشروعة للإحتجاج، وقد أضاف إليها مجلس بغداد سببباً آخر للخوف من الإسلام المتشدد، وهي خطوة أقل ما يقال عنها أنها تتسم بالبلاهة السياسية

د. حكمت محمود
الفساد يحارب بتفعيل القانون و بكل صرامة على المسيئين وليس بالتظاهر،
أكثر الناس تحمساً للتظاهر هذه الأيام هم البعثيون ، بتصفح المواقع الإلكترونية الأكثر تطرفاً في الحث على التظاهر نقرأ نفس اللغة و نفس الخطابات التي كنا قد قرأناها و سمعناها طوال الأربعين عاماً الماضية
يقول هاني الفكيكي في كتابه "أوكار الهزيمة" ما يلي في الصفحة 171: (وفي أذار 1961 طُلب الينا في أحدى الاجتماعات المشتركة استغلال قرار كان قد أصدره الحكم بزيادة سعر البنزين عشرة فلوس للغالون الواحد، و القيام بعمليات أضراب و تظاهر و صدامات مع الأجهزة لتقوية التنظيم الحزبي و توثيق صلته بمشاكل الناس. و فعلاً أستطاع الحزب أن يشغل بغداد على مدى أيام بمظاهرات متفرقة و إضرابات لسيارات التاكسي والنقل العام، كما مارسنا القوة لإجبار الكثيرين من الناس و نقابات العمال على المشاركة في الأضراب

يحيى السماوي
لابد من السماح به للجماهير الشعبية لتوصل .. مطالبها طالما أن " ممثليها " المزعومين ليسوا معبرين عن منتخبيهم

بلقيس حميد حسن..
مع علمنا بالاخطار المحدقة بالوطن من فلول النظام البائد ومجرمي القاعدة, ولكن هل تبقى هذه شماعة لعدم تقديم الخدمات الضرورية للشعب وتجويعه وسرقة ماله؟ والى متى؟

مها عبد الكريم
المشكلة الحقيقية تكمن في انه" كما تكونوا يولى عليكم" وان ثقافة من يحكم العراق انما هي جزء من ثقافة هذا الشعب !!

فائز الحداد
التظاهر جزء من عملية الإفصاح عن حق مشروع ومغيب .

حسين السوداني
أنا من الذين سيعطي فرصة للحكومة من أجل إجراء إصلاحات عامة في كل مرافق الدولة وسأنتظر لنهاية هذا العام 2011 وهو عام خروج قوات الإحتلال فأذا مددت الحكومة الحالية المبتلية بأمراض الفساد ونقص الخدمات وتفشي البطالة فترة بقاء الإحتلال فسأدعو لإسقاطها سلمياً

نزار بيرو
المشكلة ليس في الأحتلال ولا في السراق و الحرامية بل المشكلة في تركيبة العراق و فسيفسائيتها التي لا تستقر ولا تتخلص من الحرامية و السراق الا بنظام فدرالي متعدد و متحد مركزياً..بصراحة انا فقط مع مظاهرات تطلب بهكذا نظام

سلام كاظم فرج
مأزق المثقف العراقي انه لايستطيع ان يحزر هل سيأتي الطوفان. ام الامان..؟؟ مأزقنا اننا بين نارين..

حذام يوسف طاهر
نعم انتخبناهم ومن حقنا مثلما انتخبناهم نطردهم لانهم غير امينين على مصير الشعب ولا الوطن ولايفكرون الا في جيوبهم وعوائلهم . والان فقط وبعد تظاهرات متفرقة تذكروا ان هناك عطل في البطاقة التموينية وتذكروا الان ان هناك سرقة واضحة لاموال العراق بمليلرات رواتبهم فقرروا يقلصوها .. اذن التظاهرات اتت بنتيجة.

صائب خليل
السيدة حذام يوسف المحترمة..سيدتي، انت كنت مرشحة للبرلمان، ولو أنك نجحت، كان يمكن أن تكوني ضمن التشكيلة الحكومية، فهل كنت ستشعرين أن التظاهرات التي تستقبلك قبل أن تبدأي عملك، تظاهرات عادلة؟ أم كنت ستقولين: اعطونا فرصة!



إذن، فالتظاهرات تعاني من مشكلتين كبيرتين، الأولى اختراقها من قبل جهات مشكوك في نواياها، والثانية عدم وضوح ومصداقية الأهداف بالنسبة للمتظاهرين الصادقين، حيث يعجزون عن الإجابة على التساؤلات المنطقية.
الجميع يتحدث عن "تظاهرات سلمية"، لكن من يستطيع أن يضمن شيئاً؟ والجميع يتفق أنها مخترقة ويمكن أن تسيس لجهات مشبوهة، من البعث، إلى الأمريكان الراغبين بالبقاء، وأنه يجب الحذر الشديد، ولكن من يستطيع أن يضمن أن لا تفلت من يده الأمور بعد المشاركة في تثويرها؟ رئيس الوزراء أكد في مؤتمر صحفي على ضرورة إبلاغ الجهات المسؤولة للحصول على موافقة على التظاهرات، وقال أن الموافقة تحصيل حاصل وهي عبارة عن تبليغ فقط، وأعتبر أن لهذا ا لتبليغ أهمية كبيرة بالنسبة للحكومة، فلماذا لا تحرص الجهات المنظمة للتظاهرات والتي تؤكد سلميتها على تقديم مثل ذلك الطلب؟ وفي حالة رفض الحكومة للتظاهرات يمكن عند ذلك الإعتراض، بل وتقديم الدليل إلى الإعلام على عدم مصداقية ما قاله رئيس الوزراء، وتكون لديهم حجة أفضل لتنظيم التظاهرات بدون موافقات مستقبلاً.

عدا هذا، من المؤكد أن التظاهرات مفهومة الأسباب وقد تحقق نتائج هامة، بل هي قد حققت الكثير حتى قبل أن تبدأ، كما أشارت السيدة حذام يوسف. والتظاهرات، وإن كانت عاجزة عن الإجابة عن الأسئلة وتفضل الهرب منها، لكنها تطرح بدورها سؤالاً لا مفر منه هي الأخرى، وهو: ما الحل إذن؟

ولكي لا نهرب نحن أيضاً من هذا السؤال سنحاول في المقالتين التاليتين الإجابة عنه.


(1) http://www.iraqsunnews.com/modules.php?name=News&file=article&sid=3926
(2) http://www.iraqsunnews.com/modules.php?name=News&file=article&sid=5779
(3) http://iraqsunnews.com/english/modules.php?name=Content&pa=showpage&pid=3
(4) http://almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=44281
(5) http://www.kitabat.com/i80204.htm
(6) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=246436
(7) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=246585


Opinions